رغم حدة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان الا انها لم تتصدر هذه الجولة الاحداث بسبب طغيان معركة "فجر الجرود" التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الارهابيين في جرود القاع ورأس بعلبك على المشهد الداخلي، مع العلم ان الاشتباكات لم تتوقف رغم الاتصالات والجهود الكبيرة التي بذلت للتوصل الى تسوية ووقف اطلاق النار.
المخيم يشهد منذ عدة ايام اشتباكات يومية تصدح بها مناطق صيدا والجوار، ومع اشتداد المعارك بإتجاه حي الطيرة تقطع الطريق المحاذي للمخيم، في ظل عدم اتضاح افق حل للازمة الحالية واصرار حركة فتح على تحقيق انجاز ميداني على عكس الجولات السابقة، قبل بدء المفاوضات الجدية للحل.
الشارع اللبناني والفلسطيني انقسم بين مؤيد للعملية ومطالب بإنهاء حالة "البلالين" وبين مطالب بإنهاء المعارك بالمخيم، طوني صليبا سأل عن ترسانة السلاح الكبيرة التي يمتلكها ارهابيّو مخيم عين الحلوة، وعن كيفية حصولهم عليها؟ خالد اشار الى ان "مخيم عين الحلوة مصرّ كل يوم يصبّحنا ويمسّينا في اشارة الى اصوات القصف والمعارك". محمد جرادات لفت الى ان "عين الحلوة تثور في وجه بقايا التكفيريين الدمويين، معتبرا ان كل تأجيل يحمل معه عبئاً جديداً". يافا علي شدد على "ضرورة ان يتخلص المخيم يخلص من بلال بدر وجماعته".
عباس جعفر اعتبر ان "عين الحلوة بتشبه كل شي الا عين الحلوة". بدوره، عماد احمد اشار الى ان مصائب المخيّم تأتي دائماً من خارجه، وجيه عثمان رأى ان عين الحلوة فيه "دواعش" اكتر من جرود عرسال، داعيا في السياق الى "تنظيف الداخل قبل الخارج"، موضحا ان "عمليتهم مخطط لها، انطلقت مع بدء عملية الجرود بهدف الهاء الجيش اللبناني". علي اشار الى انه "في الذكرى الـ48 لإحراق المسجد الأقصى، أبناء فلسطين يحرقون مخيم عين الحلوة". ريهانا علي رأت ان قضية الفلسطيني لم تعد عين الحلوة بل اصبحت قصة خلايا نائمة وسلاح متفلّت، ولا بد من تدخل الجيش اللبناني بعد انتهاء المعركة. هشام خميس كتب قائلا: "وكأن ماساة وأحداث الحرب اللبنانية للاسف ما فارقت المخيم".
السهام لم تعفِ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي عمل على نقل شادي المولوي بسيارته الى طرابلس بعد اخراجه من السجن، وفي السياق لفتت زينة كرم الى المعلومات عن توكيل الإرهابي شادي المولوي باستهدف مراكز الجيش في محيط عين الحلوة، واضافت متسائلة: "ذكروني على ايام أي رئيس عمل عنتر بطرابلس"؟. بدورها دعت مهى كوستا "الذي عمل جاهدا على اخراج شادي المولوي من السجن ان يذهب لاصطحابه من عين الحلوة". لولوتي اعتبرت ان "ما بعد بعد الجرود عين الحلوة، على امل ان يترك الجيش ليتصرّف، قضية الفلسطيني اصبحت قصة خلايا نايمة وسلاح متفلّت". سامي سلامة سأل عن "كمية السلاح والذخيرة التي تملكها المجموعات المتشددة بالمخيم"، وتابع قائلا: "حلّها تخلص". ماريا اعتبرت ان شادي مولوي وفضل شاكر ارهابيان وهما خطر على مخيم عين الحلوة، ومن يريد ان يستقبل في بيته ارهابي عليه ان يتحمل العواقب.
يوما بعد يوم يتأكد ان مخيم عين الحلوة يشكل بؤرة أمنية غير مستقرة عند بوابة الجنوب صيدا حيث يتم استعماله كورقة امنية حين تدعو الحاجة لذلك، وعليه يجب العمل بالتنسيق ما بين القوى اللبنانية والفلسطينية على انهاء حالة تفلت السلاح والمطلوبين الارهابيين الذين يختبئون بالمخيم في اسرع وقت ممكن حفاظا على الاستقرار الذي ينعم به لبنان، وكي لا يتحول مخيم عين الحلوة الى مركز تجمع الارهابيين والمطلوبين والفارين من العدالة.