لفت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني في كلمة له خلال زيارته بلدة رأس بعلبك إلى أن "البلدة ترفع الرأس وعزيزة لصمود أهلها وبقائهم في بلدتهم وهم أقرب على أكبر التحديات في لبنان، فأنتم في المقدمة ونحن وراءكم ويتم التحضير لعقد إجتماعات لمجلس الوزراء في المحافظات، وسنكمل مسيرتنا في الوزارة لتقديم المساعدات للمناطق المحرومة".
ودعا إلى "تعزيز اللامركزية الإدارية بتفعيل دور المحافظين والقائمقامين والبلديات لنعزز صمودكم في بلداتكم، كما إننا ندرس إحتياجات المنطقة بشكل دقيق ومفصل كي نتمكن من تأمين التمويل اللازم من الدول المانحة لكل المشاريع".
ولفت إلى انه "لا بد من أن يتم دعم الجيش، من قبل المجتمع العربي والدولي لأنه أثبت جدارة عالية في القتال ضد المجموعات الإرهابية أكثر من أي جهة أخرى، ويخوض معارك بالخطوط الأمامية. وبالنسبة الى أشقائنا العرب نشكر كل الدعم الذي يقدمونه للبنان، والجيش الذي يواجه الإرهاب مع المنظومة العالمية يحتاج لدعم عربي أولا، ودولي ثانيا، فهو يقوم بمهمة عالمية وأثبت جدارة عالية في حماية الأرض بإمكانات ليست كبيرة بدون تنسيق مع أية جهة، ونحن نتعاون مع الجيش في كل المجالات خاصة في القطاع الصحي لتأمين الطبابة وتعزيز القطاع الإستشفائي، ونقوم بفتح مراكز تكون بمثابة مستشفيات صغيرة كهذا المركز، لتقديم الرعاية الصحية الأولية ووزارة الصحة على أتم الإستعداد للتعاون مع الجيش والمواطنين وهناك لجنة تنسق مع الجهات الضامنة الحكومية للطبابة مع الجيش لتخفيف الأكلاف على الدولة ونساعد أكبر عدد ممكن من الناس في هذه الخدمة".
وعن الدعم الأوروبي والمحلي للقطاع الصحي، أوضح أنه "عندما ترى الناس والمجتمع الدولي إننا نعمل بتكافل وتضامن وشفافية ونقوم بتقديم الخدمات للناس بصدق، فالكل مستعد لدعمنا وبمناقبية الجيش العالية والإداره السليمة فهذا يشجع لوضع مراكز من هذا النوع لخدمة الشعب اللبناني".
وحول تنسيق الجيش اللبناني مع جيش آخر في المعركة، أفاد حاصباني أن "الجيش اللبناني قالها عدة مرات عبر قيادته ومؤسساته أنه لا يوجد تنسيق مع أي جهة أخرى، ونحن نكرر ما يقوله الجيش والمعلومات التي يفيدنا بها، علنا وضمنا، ضمن التراتبية بالإدارة، ولا معلومات لدينا بوجود أي تنسيق مع أي جهة، ونحن مقتنعون أنه ليس بحاجة إلى تنسيق واستطاع لوحده أن يقوم بهذه المهمة وحقق إنجازات نوعية بفعالية عالية أعلى من الكثير من الجيوش الأخرى التي نراها حول العالم، ولكن بهذا الإطار الجغرافي الصعب بالجرود مستحيل الدخول بهذه السرعة وبالإمكانات المحدودة المتواضعة، لكن معنوياتهم عالية حتى أنهم أعطونا المعنويات كما اعطوها لرفاقهم بالجبهة، وتمنينا للجرحى منهم عندما زرناهم في المستشفى الشفاء العاجل، ولا نعتقد ان الجيش بحاجة لمساعدة إلا من سواعد عسكره ومن دعم ومحبة الناس له، وما يأتي للجيش من مساعدات دولية هو إضافة لقدراته التقنية وليس لقدراته البشرية".
وبالنسبة الى المشاريع التنموية في منطقة بعلبك الهرمل أفاد حاصباني أنه "تم درس مشاريع وقد أخذت بعلبك الهرمل الحصة الأكبر من النقاش، واجتمعنا بالمحافظ والبلديات وجمعناهم مع جميع الوزارات تحضيرا للأولويات التي هي بحاجة لقرار مجلس الوزراء والتي ليست بحاجة لقرار المجلس وهي بحاجة لتمويل صغير سنؤمن للبلديات التواصل مع الدول المانحة. وأطلقنا اليوم مركز توزيع لأدوية الأمراض المزمنة في مستشفى بعلبك الحكومي ووضعنا البرادات اللازمة لحفظ الأدوية بالتعاون مع اليونيسيف ولتوزيعها على المراكز الصحية بالمنطقة. والآن نفتتح هذا المركز الصحي في بلدة رأس بعلبك وهذا كله لنؤكد الإهتمام الكامل بكل المناطق اللبنانية وتحديدا هذه المنطقة التي كانت محرومة سابقا وبعيدة عن المدن الكبرى، واليوم ستتغير الامور وتصبح الحركة دائمة وستكبر شيئا فشيئا لتكون دائمة بالتعاون مع الجيش".
وفي تصريح له من بلدة القاع، وجه حاصباني "تحية للقاع واهلها رمز الصمود والتضحية"، لافتا إلى أن "الزيارة تفقدية وإنمائية لمناطق شمال البقاع وقرى بعلبك الهرمل "لتؤكد وجود الدولة والدعم التنموي للحكومة ووزارة الصحة العامة للمشاريع التي تحتاجها المنطقة، ولنستمع الى احتياجات الأهل ولنؤمن استمرارية وجودهم وتأكيد ان لبنان متماسك بأهله ومؤسساته".
ووجه "تحية للجيش الذي يدافع عن اللبنانيين رغم كل التحديات ويتصدى للارهاب، فالجيش موجود والشعب صامد والدولة تلاقي بالانماء وتفعيل الإدارة وتطوير المؤسسات بالعمل وليس بالقول" ورأى انه "من واجب الدولة ان تزور المواطن في كل مكان، لتكون أقرب للمواطن ويبقى المواطن راسخا في ارضه".
من جهته، رأى رئيس بلدية القاع بشير مطر ان "فجر الجرود جلب التحرير وخلصنا من الإرهاب وثبت الحدود"، آملا "ان تكون الزيارة فجرا للتخلص من الحرمان والنسيان ولانماء حقيقي ليبقى السياج قويا يؤمن بالدولة ويحافظ على الدولة".
وخلال تفقده الأقسام والتجهيزات في مستشفى المحبة الذي يجري العمل على إطلاقه في مركز دير الأحمر الصحي، أشار حاصباني إلى انه "يسعدني أن أكون معكم اليوم في هذا المشروع القريب من قلوبنا، والذي نشعر بالفخر إذا كانت لنا يد في إنجاحه، وهذا المشروع يؤكد ان المؤسسة الدينية والدولة يمكنهما التعاون مع بعضهما لخدمة الناس والمجتمع".
أضاف "منطقة البقاع الشمالي كبيرة، والدولة تعتبرها من أولوياتها، وفي هذه الزيارة نؤكد اهتمام الحكومة بكل المناطق، ونتمنى من خلال العمل الاستشفائي والصحي بأن نكون قد بدأنا بالعمل الإنمائي، لان الأولوية صحة الناس"، مشيراً إلى "انني أحييكم على روح التعاون، بين الأبرشية مع فرسان مالطا، ونتمنى ان تكملوا الطريق ونحن ندعمكم، سواء على مستوى وزارة الصحة او الحكومة، لتمضوا في هذه الشراكة التي يمكن ان تكون النموذج لكل لبنان".
وأكد أنه "كلما كان المستشفى مستوفيا للشروط، نتقدم إلى الأمام أكثر ليتمكن من خدمة المنطقة وأبنائها".
من جهته، لفت راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، إلى أن "المشروع الذي يجمعنا هو شركة ومحبة، لنقول ان هذا مستشفى للجميع أقمناه بالشراكة مع مؤسسات كثيرة، ومع الكثير من المساهمين الذين لهم رجاء بأن يبصر النور"، مضيفاً "عام 2006 استقبل هذا المركز الكثير من الجرحى من إيعات والمنطقة، لأنه كان مكانا آمنا، ولدينا طموح بأن يكون هذا المركز مستشفى للبقاع الشمالي، ولدينا جميعا النوايا بالعمل لخدمة أهلنا وتأمين بيئة سليمة للمريض ليخرج متمتعا بالصحة والعافية".
وتابع "يشكل البقاع الشمالي 27 في المئة من مساحة لبنان، ويسكنه ما بين 400 و450 ألف نسمة لهم حق بالطبابة والاستشفاء والرعاية الصحية، من هنا فإن إقامة مركز صحي متقدم ومستشفى مجهز كالذي نحن بصدد افتتاحه في دير الأحمر يساهم في تحسين الواقع الصحي في البقاع الشمالي".