اشار السفير السوري علي عبد الكريم علي تعليقا على معركة الجرورد الشرقية والنتائج المرتقبة، الى ان الحسم واضح انه في ساعاته الاخيرة او ايامه الاخيرة او في زمن قصير، والانهيار واضح في صفوف المجموعات الارهابية في ضفتي الحدود. وهذا الانتصار هو مؤشر على ان التكامل قائم اما التنسيق وتفاصيل التنسيق هو شأن العسكريين لا اريد الخوض فيه انما ترجمته الواقعية قائمة. وبالتالي اي كلام اخر هو كلام خارج السياق والمنطق وهذا ما عبر عنه بعمق سماحة السيد حسن نصر الله، ولا اريد ان اضيف على ما كان واضحاً، وصريحاً ومحكماً في كلام السيد.
وحول زيارات الوزراء اللبنانيين الى دمشق، لفت في حديث صحفي الى ان معرض دمشق الدولي شكل تعبيرا حقيقياً من انتقال سوريا من ضفة الى ضفة، وان العافية صارت علامة يقر بها حتى الذين راهنوا على سقوط سوريا واحبطهم هذا المظهر الذي يعكس تعافي سوريا، وقد اقروا بهذه الحقيقة، وان العمق والتشخيص الذي جسده الرئيس بشار الاسد في خطابه امام مؤتمر وزارة الخارجية السورية كان دليلا قاطعا على انتقال سوريا وتعافيها وامساكها بالخيوط التي تشير الى مستقبلها بامتلاكها قرارها واطمئنانها الى وحدة ترابها ووحدة ابنائها رغم كل التشويش الذي حصل والاسلحة الفتاكة التي استخدمت سواء في الاعلام او الفضائيات التي انشئت لكي تكون سلاحاً ضد سوريا. وهذه الحرب الكونية على سوريا زادت من الحاضنة الشعبية لذلك فان الثالوث الذي تفاخرون به في لبنان الجيش والشعب والمقاومة كان مكرساً اكثر في سوريا، وكان مدرسة يجب ان تتعلم منها كل الدول لان الجيش العربي السوري والقيادة التي تملك رؤية عميقة وثباتا وجرأة وشجاعة متجسدة بشخص السيد الرئيس الاسد والحاضنة الشعبية التي جسدت هذا الولاء للوطن ورفض كل المخططات التقسيمية والفتنوية، هذا كله يعيد النظر فيه الغرب الاوروبي وكل الدول التي ارادت ان تفرض الاخوان المسلمين بديلا للمنطقة لكي تغذي وتدعم استمرار اسرائيل. سوريا الآن شرط عافية للمنطقة وليس فقط لسوريا، وهذا ما كان مدار اللقاء بالامس ايضا وما عبّر عنه دولة الرئيس نبيه بري في الحوار العميق الذي اجريناه مع دولته، لذلك القادم بتقديري فيه عافية كبيرة ان شاء الله.
وردا على سؤال حول قضية النازحين السوريين قال: كل السوريين مصلحتهم ان يعودوا الى سوريا التي تتعافى، وخصوصاً ان الاوضاع غير المناسبة التي يعيشها السوريون في الاردن وتركيا ولبنان وفي كل مكان يدفعهم للعودة الى سوريا البلد الذي كان الى يوم بداية هذه المؤامرة المركبة الاكثر اماناً والاكثر اكتفاءً ذاتياً والاوفر في شروط الحياة لكل السوريين لذلك اظن، الا اعدادا قليلة لهم عوامل شخصية، اما الغالبية الساحقة الكبيرة جداً مصلحتها ان تعود لتساهم في اعادة ما دمرته آلة الارهاب. وبالتالي سوريا تشكل ضمانة لابنائها. واضاف: زيارة وفد الوزراء اللبنانيين الى دمشق كانت ايجابية ومهمة بالاضافة الى الشركات اللبنانية التي اخذت حيزاً مهماً في معرض دمشق الدولي. هذه الزيارات كان لها وقع ايجابي ومهم وتشكل عنصر ندم للذين لم يذهبوا الى دمشق، وبتقديري ان الايام القادمة ستشهد مراجعة كبيرة واعادة نظر كبيرة وسوريا حريصة على التمييز دائماً بين من كان شريكاً في سفك الدم السوري ومن كان حليفاً لسوريا بمواجهة الخطر الارهابي الذي هو خطر على الجميع، لكن بكل اسف بعض الاشقاء في لبنان وفي غير لبنان ما تزال عندهم رؤى مشوشة او استجابة لضغوط ووعود او لمخاوف من قوى كانت وراء تشغيل هذا الارهاب... وبتقديرنا ان الاستجابة لهذه الضغوط هي في عكس مصلحة لبنان. وان سوريا القوية اليوم او الاقوى غدا مصلحة للجميع وان يتكامل الجميع في مواجهة مخاطر تشكل تهديداً للبنان كما لسوريا ولمصر وكما لكل دول المنطقة.
واوضح ان سوريا التي احترمت ثوابتها وخصوصا تجاه القضية الفلسطينية وتجاه سيادتها هي مصلحة للجميع وعليهم ان يخرجوا من المكابرة ويحترموا المصالح الحقيقية للعلاقات الاخوية خصوصاً بين البلدين اسرهما واحدة، والتاريخ واحد، والعدو الذي يتربص بهما واحد اعني العدو الاسرائيلي والوجه الاخر لهذا العدو اي العدو الارهابي التكفيري. واشار الى ان الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في كل المناطق لم تعد خافية على احد، وستكون حاسمة في زمن غير بعيد. وهذا يشكل انهياراً للمجموعات الارهابية والدول الداعمة لها والتي ظلت تراهن على الارهاب، وبالتالي هي تفتش عن اية تسويات تحفظ لها الحد الممكن من ماء الوجه والمصالح التي تحرص الا تفقدها. ونحن في هذا الاطار نترك الامر للتسويات التي تشارك فيها الدول الكبرى، وواضح ان المحور الذي وقف مع سوريا او سيادتها يده هي العليا، وهو الذي يمكن ان نعتبره الرابح الحقيقي.