أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحدّث عن معادلة رباعية قوامها الجيش والشعب والمقاومة وكذلك الجيش السوري، لأنّه تتمّ شيطنة حزب الله حتى في انتصاراته وفي شهدائه، ملمّحاً لإمكانية أن تصبح هذه المعادلة خماسية وسداسية في وقتٍ لاحقٍ، متحدّثاً عن محاولات لدقّ إسفين بين المقاومة والجيش اللبناني البطل الذي يقوم بعرس وطني كبير ضمن إمكانياته.
وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أدارته الإعلامية جوزفين ديب، لفت أبو فاضل إلى أنّ الحكومة اللبنانية تحفظ السيادة والحرية والاستقلال لكن ضمن بيان وزاري يتحدّث عن الحرية والسيادة والاستقلال، وأشار إلى أنّ للمعادلة الرباعية أهمية في حال توافر الإرادة بمعرفة مصير العسكريين المخطوفين.
وشدّد أبو فاضل على أنّ ترك ملف العسكريين عالقاً بعد العملية العسكرية في جرود القاع ورأس بعلبك لا يمكن أن يقبله أحد، لا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولا الجيش ولا حزب الله ولا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وكشف أنّ دولاً خليجيّة دخلت على خطّ المفاوضات الحاصلة على هذا الصعيد.
مظلة حزب الله
ورداً على سؤال، أكّد أنه مع الجيش ولا يشكّك بانتصاره في معركة الجرود، لكنّه لفت إلى أنّه ضد خلق مشكل بين الجيش والمقاومة من قبل البعض في قوى 14 آذار انطلاقاً من خلفيّات انتخابيّة لأنّهم يعتقدون أننا مقبلون على استحقاق انتخابي، وشدّد على أنّ هذه الحساسيّة ليست المقاومة من خلقتها، علمًا أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي كرّستها الحكومات المتعاقبة أطلقها حزب الله والرئيس نبيه بري.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الحكومة الحالية تسير برعاية توافقية، ولكن بمظلة حزب الله، الذي أصبح حزباً سيادياً تتخطى حدوده لبنان، وهو يحافظ على مصالح لبنان وسوريا وعلى مصالح الدولة السورية، وشدّد، رداً على سؤال، على أنّ الجيش لا يمكن أن يقول أنّه يريد التنسيق مع أحد في عملية عسكرية، ولكن التنسيق على الأرض يتحدّث عن نفسه حين يحصل.
كرامة الجيش محفوظة
ورداً على سؤال، أكّد أبو فاضل أنّ الجيش اللبناني ليس بحاجة لمعركة ليستردّ كرامته، مشدّداً على أنّ كرامته محفوظة دائمًا، وهو لم يخسر في أيّ معركة حتى يُقال أنّه يستعيد مجده اليوم بالانتصار الذي يحققه على "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك.
وشدد أبو فاضل على أنّ المقاومة لن تتأثر سلباً في حال القضاء على داعش، لافتاً إلى أنّ من يطلب من الجيش التمهّل هم قيادات في السلطة السياسية بدءاً من فخامة الرئيس ميشال عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وذلك لإفساح المجال أمام المفاوضات لمعرفة مصير العسكريين المخطوفين.
التنسيق يزعج الغرب
وأشار أبو فاضل إلى أنّ التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري يزعج الغرب، ولا سيما الإسرائيليين وبالتالي الأميركيين، الذين يروّجون لمقولة أنّ حزب الله يقوّي نفسه على حدوده الجنوبية، وكشف أنّ الأميركيين كانوا من هذا المنطلق رافضين لقيام الجيش بمعركة ضدّ داعش، وهو ما أبلغه رئيس الحكومة سعد الحريري لمجلس الدفاع الأعلى بعد عودته من زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وبناءً على ذلك، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس ميشال عون تحرّك فورًا، وكذلك الوزير جبران باسيل الذي أجرى اتصالاته بالأميركيين لمعالجة الملف، ولذلك بقيت الأمور جامدة لبعض الوقت، إلى أن أتت الأوامر السياسية بعد احتواء الموقف مع الأميركيين، وشدّد على أنّ الأميركيين في المنطقة يسعون لتحقيق مصلحة إسرائيل فقط، لافتاً إلى أنّ الدواعش في لبنان لم يعد لهم صلة لا بالرقة ولا بدير الزور ولا بالموصل ولا بأيّ مكان.
ما حققه عون إنجاز
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال عون رفض الضغوطات الإسرائيلية على الجيش اللبناني، وأشار إلى أنّ ما حقّقه هو إنجاز لا شكّ، لكنّه أعرب عن رفضه لرهن مثل هذا القرار الحرّ بمواجهة الإرهاب للإرادة الأميركية، متسائلاً عمّا سيكون الحال في قضايا عادية لا علاقة للإرهاب بها.
وجزم أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال عون هو قويّ من دون شكّ، مشيراً إلى أنّ دعمه له لا يعود للون عيونه الأزرق وإنما لمواقفه القوية، لافتاً إلى أنّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق هنّأ الرئيس عون خلال عيد الأمن العام بالأمس على هذه المواقف، وتحديدًا على موقفه الذي غطّى من خلال عملية الجيش العسكرية في جرود القاع ورأس بعلبك.
التنسيق قائم على أعلى مستوى
وكشف أبو فاضل، في سياق متصل، أنّ هناك ضابطاً كبيراً جداً في الجيش اللبناني يتواصل مع الجيش السوري، وأشار إلى أنّ التنسيق بين الجيش وحزب الله قائم على أعلى مستوى، وكذلك التنسيق بين الحزب والجيش السوري، خصوصًا في ما يتعلق بقضية العسكريين المخطوفين، ولفت إلى أنّ مطلب السوريين أن يكون التنسيق فوق الطاولة، مثله مثل العلاقات الدبلوماسية.
ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل أن تكون لديه معلومات حول العسكريين المخطوفين، وتمنى أن لا يكون على العسكريين ضغوطات إذا كانوا لا يزالون أحياء، معربًا عن خشيته من أن يكونوا قد أجبروا على القتال إلى جانب داعش في الميدان السوري، نظرًا لحالاتٍ أخرى حصلت سابقاً في أكثر من محطّة في سوريا.
العلاقة بين الجيش وحزب الله ممتازة
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ العلاقة ممتازة بين الجيش اللبناني وحزب الله، نافياً ما يُحكى عن تضارب مصالح بين الجانبين، متحدّثاً عن يوم تاريخي نحن مقبلون عليه للاحتفال بالنصر المحقّق من قبل الجيش وحزب الله، وأشار إلى أنّ العلاقة ستبقى قائمة بعد النصر، مستندًا لكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتلفزيون المصري سابقاً عن الجيش والمقاومة، والحاجة للمقاومة نظراً لضعف إمكانيات الجيش.
ونقل أبو فاضل عن قادة أمنيين وخبراء أن الجيش اللبناني بإمكانياته الحالية لا يستطيع بعد أن يقاتل إسرائيل كما يتصوّر البعض، وتحدّث عن مطارات في لبنان يتواجد فيها الأميركيين مثل مطار حامات الذي يتواجد فيه الأميركيون والإنجليز وكذلك مطار رياق، مشيراً إلى أنّ هناك مطلباً بريطانياً بأن يكون مطار الشهيد رينيه معوض مطاراً عسكرياً، وقال: "نحن أمام حلف طويل عريض ولا نستطيع أن نطلب من المقاومة أن تسلم سلاحها وتنهي دورها".
عون يمارس دوره بجدارة
وشدّد أبو فاضل على أنّ المقاومة قطعت رأس الأفعى في القصير، وأكد أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يمارس دوره بكلّ مسؤولية وجدارة، لافتاً إلى التعيينات الأمنية والاقتصادية والقضائية التي أجراها تؤشر على أنّ هناك دولة، كاشفاً أنّ الرئيس عون يبدي عناية خاصة للشق الاقتصادي مع حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة والشق الأمني مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وسائر الأجهزة الأمنية بما فيها الجمارك.
وأكد أبو فاضل أنّه مع الدولة حين تكتمل بنيتها، مشيراً إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نفسه قال ذلك أكثر من مرّة.
لا انتخابات في أيار؟!
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ المؤشّرات توحي إلى أنّ الانتخابات الفرعية طارت، لافتاً إلى أنّه لا يمكن للسلطة السياسية أن تنظّم انتخابات تسقط فيها، محذراً من أنّه، إذا استمرّت الأمور على حالها، فإنّ انتخابات 2018 لن تحصل.
ولفت أبو فاضل إلى الصراع الحاصل على الزعامة في مدينة طرابلس، حيث يبدو أن لا حصّة لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي يتصدّى له خصمان قويان هما رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي ووزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، وأشار إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب بطرس حرب وغيرهم يعملون بطريقة ما لتطويق التيار الوطني الحر.
الخلطة لم تركب
وتحدّث أبو فاضل عن تفسّخ في العلاقة بين القوات والتيار، وهناك خلاف قوي بين المردة والتيار الوطني الحر، وكذلك هناك خلاف بين تيار المستقبل وبعض الحلفاء، مشيراً إلى أنّ الخلطة لم تركب بعد، خصوصًا في ضوء قانون الانتخاب الجديد، الذي وصفه بأنّه قانون الصوت التفضيلي أو قانون اللهم نفسي.
وشدّد أبو فاضل على وجوب أن تكون الأجواء أهدأ حتى تحصل الانتخابات، مشيراً إلى أنّه في ظل هذا التشنج والتفلت والعصبية الموجودة هناك علامات استفهام حول إمكانية إجراء انتخابات، خصوصًا بعدما فعلت انتخابات فرعية على ثلاثة مقاعد فقط لا غير فعلها.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ إقرار قانون الانتخاب الجديد أتى بموجب حسابات الكثير منها لا يمكن قطفه على البيدر، وأكد رداً على سؤال آخر أنّ رئيس الجمهورية علنًا يريد انتخابات، وكذلك التيار الوطني الحر.
الانتخابات المقبلة سترسم مصير لبنان
ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ الانتخابات النيابية المقبلة سوف ترسم مصير لبنان برمّته، وليس فقط مصير الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأشار إلى أنّ تحديد هوية الرئيس اللبناني المقبل مرتبط أيضاً بالوضع في سوريا وتأثير الوضع السوري على لبنان، وكذلك الموقف من إسرائيل، وعمّا إذا كان الغرب سيقبل وصول رئيس معادٍ لإسرائيل من جديد.
وأكد أبو فاضل أنّ الرئيس ميشال عون يختلف عن الكلّ، وهو شخصية مميزة، وهو بحدّ ظاهرة، وهذه الظاهرة غير موجودة في البلد، وأشار إلى أنّ هذا الرجل وصل إلى الرئاسة بقوته وبتوافق إلى حد ما إقليمي ودولي، لافتاً إلى أنّ هذه الظروف قد لا تنسحب نفسها على الظروف التي ستكون موجودة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد ستّ سنوات، ولا ضمانات بإمكانية انتخاب رئيس من الشعب في كلّ مرّة.