أوضحت مصادر مقرّبة من تنظيم داعش في حديث لـ"الأخبار" ان الأمير الشرعي للتنظيم في القلمون "أبو الزبير السعودي" أمر بإعدام العسكريين المخطوفين الثمانية. ورغم اعتراض عناصر التنظيم بذريعة أن مبادلتهم ستحقق مكاسب مالية وتحرر سجناء، أصرّ الأمير الوافد حديثاً على أنّ "هناك قراراً شرعياً من الرقة بإعدامهم لكونهم كفّاراً محاربين". وقصد المغارة حيث كانوا محتجزين وأعطى الأمر بتصفيتهم، فيما أرسل "أبو بكر الرقاوي" رسالة إلى أهل أحد العسكريين يُبلغهم فيها "عودوا إلى بيوتكم ، لقد قُتل أبناؤكم". غير أنّ آخرين في التنظيم أرسلوا إلى الأهالي رسائل معاكسة للعب بأعصابهم، يزعمون فيها أنهم لا يزالون على قيد الحياة".
وأوضحت صحيفة "الأخبار" انه منذ أكثر من سنة، اعترف أحد أعضاء التنظيم ممن أوقفتهم استخبارات الجيش بأنّ العسكريين المخطوفين أُعدموا. وفي السياق نفسه، أدلى موقوف آخر لدى الأمن العام برواية مفصّلة عن إعدامهم. وجاءت الروايتان لتؤكدا رواية سابقة أدلى بها موقوف ثالث لدى الأمن العام تؤكد الإعدام، وتكشف هوية قاتلهم بالاسم والكنية، وتحدّد مكان دفنهم في إحدى المغاور في وادي الدبّ.
ولفتت المصادر الأمنية إلى انه "لم يكن بالإمكان الوصول إلى الموقع لكونه مكشوفاً أمام نيران مسلحي "داعش". حتى إنّ رحلة ضباط الأمن العام في الجرود قبل أشهر لانتشال أربع جثث من إحدى المغاور كانت للتثبّت من المعطيات التي في حوزة الأجهزة الأمنية، قبل أن تُبيّن فحوصات الحمض النووي أنها لا تعود للعسكريين".
وحول رواية المفاوضات والوساطة، نقلت المصادر أنّ المفاوضات بين حزب الله وتنظيم "داعش" في القلمون تولاها شقيق "أمير التنظيم" موفق الجربان المشهور بـ"أبو السوس"، المدعو عمر الجربان، إضافة الى ابن خالته ووسطاء آخرين بينهم كويتي. كذلك استعان الأمن العام بأحد المحكومين في سجن رومية أحمد مرعي الذي لعب دوراً في الوساطة مع أفراد من قيادة التنظيم قبل بداية المعركة. وكان البند الأول الذي وضعه الحزب لإتمام الصفقة كشف مصير العسكريين المخطوفين وتسليم جثثهم، إضافة إلى تسليم جثامين 4 شهداء من حزب الله مدفونين في وادي ميرا في القلمون السوري، وشهيدين وأسير لدى "داعش" في البادية السورية، فيما تمحورت مطالب قيادة التنظيم حول الضمانات لخروج مسلّحيه. واتخذ الجربان قراره بالتفاوض لضمان سلامته.
وكشفت المعلومات أنّ مسلحي "داعش" الذين سلّموا أنفسهم لحزب الله تلقّوا ضمانات بـ"تسوية أوضاع" بعد موافقة الدولة السورية. و"تسوية الأوضاع" تعني تنظيف سجلهم والسماح لهم بالالتحاق بعائلاتهم في أماكن سيطرة النظام، أسوة بالمسلحين الذين سلّموا أنفسهم في بداية الأحداث. ورغم استعداد 17 حافلة لنقل مسلحي التنظيم البالغ عددهم 350 مسلحاً إلى محافظة البوكمال، إلا أنّ مصادر كشفت أّن بعض المسلحين، ومن بينهم أبو السوس، طلبوا نقلهم إلى مناطق لا تسيطر عليها داعش.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مقرّبة من مسلحي الجرود أنّ معظم الذين يحملون عقيدة التنظيم المتشدد قُتلوا في المعركة أو أجهز عليهم أبو السوس. أما الباقون فمعظهم من قطّاع الطرق والمهربين وأبناء القصير الذين كانوا في صفوف "الجيش الحرّ".