أكد وزير الدفاع الوطني السابق فايز غصن، في حديث لـ"النشرة"، أنه عندما تحدث في العام 2011 عن وجود تنظيم "القاعدة" في جرود بلدة عرسال اللبنانية كان يتكلم عن حقائق ولم يتعود أن يعطي معلومات مغلوطة للمواطنين، بالرغم من أنه كان يعلم بأن تلك المعلومات ستشكل صدمة بالنسبة إلى الكثيرين، قائلاً: "بعض الردود لم تكن منتظرة لكن نحن كنا مسؤولين وأخذنا الموضوع بجرأة وبكل راحة ضمير".
وأعرب غصن عن أسفه لأن المعلومات التي قدمها في ذلك الوقت أخذها البعض على التركيبة اللبنانية المعروفة، موضحاً أنه كان يريد أن يدرك اللبنانيون حقيقة ما حصل ليكونوا متضامنين في حال حصل ما يمكن أن يهدد أمنهم واستقرارهم.
حملة قاسية
على صعيد متصل، شدد غصن على أن الحملة التي تعرض لها كانت قاسية وكانوا يريدون رفع الثقة عنه وإقالته ومحاسبته في مجلس النواب، مذكراً برحلات "الحج" إلى عرسال التي حصلت.
وأكد غصن على أهمية الدور الذي قام به الجيش اللبناني والمقاومة في إنهاء الحالة الشاذة، معتبراً أن الوضع اليوم بات متاحاً لإعادة قراءة الواقع السابق وبناء واقع سياسي جديد يلغي حالة الانقسام الحادة بين اللبنانيين، لا سيما أن القسم الأكبر منهم وصل إلى حالة اليأس.
على البعض أن يتعظ
ورداً على سؤال، توجه وزير الدفاع الوطني السابق إلى الفريق الذي كان يهاجمه بالقول: "هل ما زلتم عند مواقفكم بأننا كنا نناور أم تراجعتم"؟، معتبراً أن على البعض أن يتعظ من أجل بناء مسار جديد والكف عن المراهنات السابقة لأن لا شيء يدوم إلا مصلحة البلد ووحدته.
من جهة ثانية، علق غضن على الدعوات إلى المحاسبة، مشيراً إلى أنها يجب أن تكون شاملة ودائمة ولا تكون على قاعدة الكيل بمكيالين.
لو سمعوا مني
في السياق نفسه، أكد غصن أنه "لو سمع منه كل الأفرقاء عندما كان يحذر من الواقع الذي كان قائماً كنا خففنا كثيراً على لبنان واللبنانيين، لا سيما أن العدد في ذلك الوقت كان قليل جداً"، لكنه لفت إلى أنهم لم يسمحوا له بتقديم المزيد من المعلومات التي كانت لديه، وكانوا يعتبرون أنه يجلب الويلات إلى البلد ولكن اليوم تأكدوا من صحة ما قدمه.
وخلص غصن، بتوجيه التحية إلى كل الشهداء الذين ضحوا كي يستمر البلد، متمنياً للجرحى ولكل الذين تضرروا من الجماعات الإرهابية الصحة، مشيراً إلى أن "الشهداء كانوا بالإمكانيات القليلة التي يحصلون عليها يدافعون عنا وعن أولادنا وكانوا المتراس الأساسي للدفاع عن لبنان".