أشار راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، خلال ترأسه قداساً إحتفاليّاً لمناسبة عيد قطع رأس يوحنا المعمدان، في كنيسة مار يوحنا في بلدة كرم سده في قضاء زغرتا، إلى أنّ "كان المطلوب من يوحنا أن يتميّز بالجرأة والشجاعة وألّا يخاف من الكبار والعظماء، بل وبصورة خاصّة هيرودس، فيلفت إنتباهه إلى أخطائه ويؤنبه ويوبخه عليها علّه يعود عنها"، لافتاً إلى أنّ "كان على يوحنا أن يقتدي أيضاً بالنبي ناتان الّذي أنّب الملك داوود ووبّخه عندما أرسل هذا الأخير أحد قواد جيشه إلى الصفوف الأمامية في جبهة القتال، كي يقتله فيتزوج هو إمرأته. فأعطاه ناتان مثلاً عن رجل غني أراد أن يكرّم ضيفه فأخذ النعجة الوحيدة لجاره وذبحها من أجل ذلك، بينما كان هو يمتلك قطعاناً كبيرة من النعاج. وعندما إحتجّ الملك على هذا التصرّف ، لم يخف ناتان أن يقول له: إن هذا الرجل هو أنت، فإنكّ خالفت شريعة الرب".
ونوّه إلى أنّ "يوحنا المعمدان هو النبي الّذي قبل بأن يسفك دماؤه كي يبقى أميناً للشهادة والرسالة الّتي إختارها الرب لها، ولم يقبل أن يخالفها كي يخلّص نفسه من الموت"، مبيّناً أنّ "أيّامنا المعاصرة، مليئة بأخبار الشهداء الّذين يقتلون لأنّهم يؤمنون بالمسيح ويدافعون عن القيم والأخلاق"، مشيراً إلى "أنّنا كلّ يوم نسمع أخبار إخوة لنا مسيحيين يقتلون في العراق وسوريا وسهل نينوى وقراقوش والموصل والباكستان والهند، ولا يتخلّون عن المسيح. يدافعون عن إيمانهم وعن الفقراء والمساكين، على يد أبناء شعبهم لأنّهم يزعجونهم ويعرقلون سيطرتهم على مقدّرات البلدان دون وجه شرعي".
وتساءل "هل عندنا الجرأة لنقوم بفحص ضمير شخصي، ومراجعة حياة عن علاقاتنا مع بعضنا البعض في بلدتنا ورعيتنا ومع أهلنا وجيراننا الّذين غالباً ما نختلف معهم لأسباب تافهة وبسبب إنتخابات بلدية أو إختيارية الّتي يجب أن تكون مناسبة للقيام بالخدمة بدلاً من أن تكون سبي للسعي إلى المناصب"، مركّزاً على أنّ "خطيئة العالم اليوم، وخطيئتنا الكبرى غالباً هي في إهمالنا لمسؤوليّاتنا وعدم جرأتنا على قول الحقيقة خوفاً من إتهامنا بالرجعية والعقلية المتأخرة، فنقبل بكلّ ما يحصل حولنا من أمور تتنافى مع الآداب والأخلاق".