شدد راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة على انه "لا يجب ان نتخلى عن ارضنا على الاطلاق ونصمد بقوة امام كل المغريات".
وخلال تدشين كنيسة مار يوحنا - دنحي في بلدة رشعين في زغرتا، أشار الى "اننا اليوم اذ نكرس معا هذه المغارة الكنيسة، فلكي نؤكد اننا نحن ابناء مارون، تركنا السهول الخصبة في انطاكيا وسوريا وعلى ضفاف نهر العاصي، وجئنا الى المغاور والوديان، وكل ذلك من اجل المحافظة على ايماننا الذي له الاولوية، لاننا شهود، واذا اقتضى الامر ان نكون شهداء في سبيل ايماننا والمحافظة على بلادنا. واليوم باسمكم اريد ان احيي من يحافظون على هذه الارض وهذه البلاد واعني جنود الجيش اللبناني الذي دفع البعض منهم حياته من اجل المحافظة عليها، واستشهدوا في سبيل الدفاع عن الارض والكرامة، ولم يقبلوا التخلي عن بلادهم، وهم من نذكرهم اليوم في صلاتنا، ونطلب من الرب ان يعطي المسؤولين عنهم القوة كي يحافظوا على هذه البلاد، وان يعيشوا دئما هذا الشرف والوفاء في حياتهم حتى تبقى بلادنا كما قال عنها القديس يوحنا بولس الثاني رسالة للشرق والغرب ولكل العالم".
واعرب عن سعادته بالاحتفال بتكريس هذا المقام على اسم شفيع الرعية مار يوحنا المعمدان، وان اسم يوحنا واسم دنحي مترابطان، لان كلمة دنح باللغة السريانية تعني الشروق، رمز المسيح الذي هو نور العالم، وان كلام المسيح الى بولس الرسول انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني بيعتي، يؤكد على هذه الحقيقة وان الكنيسة هي الصخرة التي مهما ضربتها الانواء والعواصف، لا يمكن ان تتزعزع لانها ثابتة كالصخر. والكلام الذي قاله كاتب الرسالة للعبرانيين يمكن ان يطبق الان على ايامنا هنا في لبنان، في هذه الايام الصعبة التي عشناها، مع تلك التيارات الهدامة التي حاولت ان تخريب لبنان لكنها لم تستطع لان لبنان مبني على صخرة الايمان وعلى المحبة بين جميع ابنائه.
واكد "أننا مرتبطون ارتباطا وثيقا بهذه الارض المقدسة، مهما اجبرتنا الايام على الهجرة والغربة. في المجمع البطريركي الماروني يوجد نص بعنوان "الماروني والارض" ولسوء الحظ فان البعض منا فقدوا هذه القيم وهذه المعاني، ولم تعد الارض بالنسبة اليهم تعني اي شيء سوى انها سلعة للتجارة، نتخلى عنها سريعا، من دون ان ندرك اننا نتخلى عن بلدنا وعن هويتنا، ومن بعدها نبدأ بالقول لا شيء لنا في هذه البلاد، وهذا تفكير خاطىء فنحن لنا الكثير في هذا البلد، حتى نبقى مع اخوتنا المسلمين، نبني البلاد على اسس متينة التي بناها اجداد لنا منذ القديم".
واشار الى ان "كنيسة مار يوحنا دنحي التي ندشنها اليوم هي كنيسة الشروق، والنور، لكل ابناء المنطقة، ومنها سنستمد القوة التي منحنا اياها من قبل الكنيسة في المعمودية والاسرار. اود ان اشكر كل الذين سعوا الى تنفيذ هذا المشروع الديني والحيوي ونذكر اولا في صلاتنا من كان همه الاول تنفيذ هذا المشروع الخوري الراحل يوحنا انطون معربس، كما نصلي ايضا لعائلة شاهين نجيم الذين تبرعوا بكلفة بناء هذا المشروع، ونطلب من الرب ان يعطيهم الصحة والعافية والتوفيق في حياتهم، كما نشكر زياد الخازن الذي تبرع بالارض من اجل اتمام المشروع، واشكر كل من تعب وعمل على اتمام هذا المشروع المهم على سفح هذا الجيل".