دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة له خلال الذكرى الـ39 لتغييب الإمام موسى الصدر "الجميع للوقوف دقيقية صمت وقراءة الفاتحة عن أوراح شهدائنا من الجيش والمقاومة"، مشيرا الى اننا "نستهل يوم الوفاء للامام، بتقديم أجمل التهاني للشعب والجيش والمقاومة بما أنجزته عملية الجيش، باستكمال تحرير الجرود، وعمليات المقاومة الشجاعة لتحرير جرود عرسال وفليطا وصولا الى القلمون بالتعاون مع الجيش السوري وقبلهما تحرير القصير ونرفع التحية الى الاجهزة الامنية ودورها وشهدائها وعناصرها، وسهرها على أمن المواطن"، مضيفا:"بدل التلهي بالاختلاف ندعو الى اطلاق مشروعات التنمية على مستوى البقاع خصوصا المنطقة التي جمد الارهاب تطورها، وفي الوقائع الامنية ذات الصلة والتي تحاور تحريك ادوات لها بما يهدد امن المخيمات الفلسطينية، وندعم كل اتفاق عل عمل جماعي يحقق امن المخميات ويحفظ علاقاتها البشرية، وجعل المخيمات بمناى عن كل صراع داخلي".
ونوه بري بأن "لبنان استطاع بصبر تجاوز الاستحقاقات الدستورية بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وتشكيل حكومة تضم الجميع وانجاز قانون الانتخاب واقرار السلسلة في محلس النواب، وقد لعبت الحركة دورا اساسيا في حلحلة العقد، واول من قدم المصلحة الوطنية وشكلت سدا منيعا بوجه الطائفية وخصصوا في قانون الانتخاب"، مشيرا الى انه "بالنسبة للسلسة هي حق لمستحقيها وأنبه أنه على خلفية اقرار السلسلة يجري محاولات زياردة الاسعار على السلع وعلى الحكومة مراقبة ذلك ووقفه، ايضا رفع الاقساط بما يوحي ان التربية من كبريات الاعمال التجارية".
وفي مسألة العلاقة بين لبنان وسوريا إعتبر بري أن "ليس الموضوع موضوع تبعيات ابدا ولا اخلال بالاستقلال أبدا، كلا البلدين هو حاجة استراتيجية وبشرية للأخر. لا استطيع التكلم عن العروبة، عدا ان سوريا تشكل المنفذ البري الوحيد للبنان والا فنحن نشكل تهديدا لاسواقنا وانتاجنا الزراعي. كنا ولا نزال نستعين بسوريا كمصدر للطاقة وتجمعنا مواثيق واعراف وموارد بحرية، ونحتاج معها الى بناء شراكة كما حصل مع مصر ووأذكر أن لبنان كما سوريا يقعان على حدود القضية الفلسطينية، وعلى منبار التصويب الاسرائيلي. وكلا البلدين يطمح الى تحرير اراضيهما المحتلة في الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتحقيق سلام عادل وشامل"، مضيفا:"انه وكما أن حربنا ضد الارهاب استدعت مشاركتنا في التحالفات شكرنا الولايات المتحدة على مساعدتها وبريطانيا على ابراجها وفرنسا على دعمها، من باب اولى أن ننسق بين البلدين مما مكننا من تجفيف الارهاب،، ومنع تشكل اطارات ومراكز تسليحات بشرية. عندما اتتنا مساعدات اميركية وبريطانية هل حصلت انتقادات؟ بدلا من ان نكون في عرس وطني قامت به المقاومة والجيش يحاولون التنصل حتى من النصر يقولون ان المقاومة قامت بمفاوضات دون اعلام الدولة، أسال اللواء ابراهيم هل كنت تفواض بأسم اباك؟ أؤكد انه لم يخطو خطوة الا بعد ان ابلغ سلفا بمجرد ان اخذ علما من المقاومة اعطى علما لفخامة الرئيس ولرئيس الحكومة"، متسائلا:"أليس الانتصار بالمفاوضات أهم من الانتصار بالحرب؟ هذا الذي حصل بفضل الجيش والمقاومة، لماذا لا نريده؟ اسرائيل عارضت تشكيلات الجيش اللبناني، السيد موسى اتصل بالرئيس الياس سركيس منذ ذلك التاريخ بدأ الامام الصدر بالتفكير بالمقاومة. لما نريد التنكر لكل شيء؟".
وأوضح بري انه "هناك اتفاقات ضامنة للعلاقات بين لبنان وسوريا، وهي تسمو على القوانين، اسلوب النعامة في دفن الرأس في الرمل هو استمرار لاستغباء الرأي العام، بينما ينخرط الكثيرون من المسؤولين كسماسرة في شركات اعادة اعمار سوريا"، مؤكداً اننا "سنمنع اي شرخ في العلاقات مع دولة الكويت، اميرا وحكومة ومجلسا وهي اتصفت بالاعمار مقابل الدمار الذي الحقته اسرائيل، ونحن ننوه بما صدر من توضحيات من السيد حسن نصرالله، وبمبادرة رئيس الحكومة على عمق علاقة البلدين، ونؤكد ان ما يجمع بين لبنان والكويت هو الكثير من الجوامع المشتركة وانحياز كل منهما الى الاخر"، مشددا على ان "مشروع الليطاني مشروع الامام الصدر اذلي كان حلما من حققه غير الكويت الممولة والمتابعة وأعلن لكم انه وفي كانون الاول المقبل من هذا العام ستتدفق المياه من الليطاني الى خزان بلدة الطيبة، وبدأت المرحلة الثانية من المشروع لتصل المياع الى صريفا ومجدل سلم".
وأكد بري على "تمكسنا بالقرار 1701، والدعوة يجب ان توجه لاسرائيل وليس لنا للالتزام بالمندرجات ورفع يدها عن ثرواتنا ومجلس الامن ينعقد الان لبحث هذه النقطة، ونحذر من محاولة العودة الى الوراء فيما يتعلق بتنفيذ القرار، وبدلا من ممارسة الضغوط علىيها تتجه الى مد القرار باتجاهات محاولة تخريب العباقة بين اليونيفل والاهالي فالمقاومة هي رد على استباحة حدودنا ومائنا وعلى الاطماع الاسرائيلة، وتوصلنا الى محاولة لاعطاء الشرعية في استهداف لبنان".
وفي لبنان إعتبر بري اننا "مصابون اولا بعدم الرؤية الصحيحة، ثانيا بموضوع الفساد فنحن نقف أمام مرآت انفسنا ونقول أن في لبنان مسارب للمال العام، ويجب استعادة الثقة من خلال اطلاق أجهزة الرقابة وتحرير القضاء"، مشيرا الى انه "في الواقع الاقتصادي مدعوون للتمكسك بالثروة البحرية، هذه الهبة الالهية تستدعي وضع استراتيجية وطنية من لحظة استخراجها الى استثمارها ويجب اقرار القوانين الى جانب الاحكام الضريبة، وبعد اقرار قانون الشراكة مع القطاع الخاص لتسريع الاستثمار ويجب مواجهة تثبيت انتصارات لبنان عبر ازالة الالغام وازالة اثار الدمار تحرير حووض نهر الليطاني"، مشدا على ان "شهداء الجيش والمقاومة استشهدوا من اجلنا جميعا ، هؤلاء لهم أهل واحبة واقارب وأولاد واحلام، لاجل اهلكم واولادكم انتم استشهدوا، لماذ نتلخى عنهم". ولفت الى اننا "اليوم نضع الحق على رئيس الحكومة السابق تمام سلام والحكومة السابقة؟ وشر البلية ما يضحك، الحكومة الماضية نفسها الحالية، نفس المكونات موجود، بدل حزب الكتائب توجد القوات هذا الفرق. لماذ الحق على سلام؟ وساعة نضع الحق على العماد قهوجي، هل نسيتم الظروف والخوف من فتنة في عرسال، جميعها أعذار حتى لا نقول اننا انتصرنا"، مؤكدا انه "بشكل حاسم، هذا الانتصار الثاني، فلنحتفل جميعا يدا واحدة وكتف على كتف، خط عرسال العربي والوطني انتصر على الارهاب بفضل الجيش والمقاومة فلماذا لا نحتفل؟ أتوجه الى كل البقاع وحركة امل للمشاركة باحتفال النصر غدا في بعلبك في الساحة التي دعا اليها السيد نصرالله، وهي ساحة القسم لحركة المحرومين".
وفي موضوع قضية الإمام موسى الصدر اوضح بري انه "نتجية عدم استقرار الاوضاع في ليبيا لم تستطع لجنة المتابعة زيارة ليبيا واستعاضت عنها في لقاءات في دول مجاورة، وزارت دولا للقاء شهود يملكون معلومات عن القضية بالتعاون مع أجهزة وافراد، وبعض جهود مضنية، أشهد هنا ان اللجنة لم تتلكا يوما عن ابداء الاستعداد لزيارة ليبيا رغم الظروف ولكنني طلبت التروي حفاظا على امنهم والقضية على امل أن يستتب الوضع هناك"، مشيرا الى اننا "ندرس مع اللجنة الاعلامية وعائلة الامام خطوات ترتبط بالقانون الدولي وفق معيار الحفاظ على القضية، واولها أن الامام ورفاقه احياء يجب تحريرهم، لا مجال هنا للياس الذي اتمنى ان لا يقترب من قلبي".
واكد بري ان "المحقق العدلي اللبناني يقوم بعمل شجاع في قضية الامام الصدر، يحاولون منح هنيبعل حصانة حتى لو كان مرتكبا، وتم استجاوبه لساعات ملأ فيها عشرات الصفحات. كيف نصدق أن هنيبعل يقول أن الامام تم احتجازه في ضواحي طرابلس الغرب لعامين ثم نقل الى مكان آخر لا يستطيه تحديده وينبغي رفع الصوت لمطالبة المعنيين في لبنان وليبيان بتوفير الاجهزة الامنية اللبنانية كل الدعم والمعلومات للجنة الدعم، التزما ببيان الحكومة، على مجلس القضاء حماية كل قاضي يعمل في هذه القضية الوطنية، وعلى الاعلام اللبناني واجب المسؤولية اتجاه هذه القضية واتجاه الامام دون انحياز ودون افتراء وتفلت من ميثاق الشرف الاعلامي، بالاضافة الى مطالبة القيادات في ليبيا عدم اهمال القضية وتنفيذ خطط مسح لاماكن مجهولة في تلك الاراضي"، مشددا على ان "الحركة اثبتت أنها طليعة المقاومة، ومنذ ان قاد الامام الصدر انتفاضة السادس من شباط الى اليوم".
وتوجه بري "لبيروت العاصمة المجيدة، التي منحتنا الامان فمنحناها دمنا وعرق جبيننا وقاسمناها الخبز والملح وكنا حزام فقرها وكرامتها ودفاعها بوجه الحصار والتقسيم، لبيروت سلة حنين القرى وهديل أصواتنا واسرار عشقنا. للضاحية الشموس خزان المقاومة وحديقة ورودنا وصدى شهيتنا وصرخة صوتنا في وجه الجلادين. للضاحية التي صمدت في خلدة وقاتلت الغزو على أبواب بيروت وتحملت نار الحرمان والمحرومين، والتي الى اليوم لم تتنكر لنا ولم تنكرنا ولم تكل ولم تتعب واستمرت تضيء لنا القلب واصابع يدها مشاعل على طريقنا لبيروت والضاحية ولكم اهلي وأخوتي واخواتي الف تحية وتحية وبعد". معتبرا ان "الحكاية بدأت يوم كانت تحيطنا المآسي من كل حدب وصوب، وكان عنوانا حزام بؤس وحرمان وغبن من الجنوب البقاع وعكار وضواحي بيروت في النبعة والضاحية والكرنتينا والمخيمات، الحكاية بدات عندما اجتمع علينا النار والحصار، الحكاية بدأت يوم كان يرمينا الصباح الى المساء ونحن نطفو فوق دخان النهارات ونغفو على وحشة كوابيسنا"، مضيفا:" سلام الى الصدر وسلام عليه اعاده الله، لانه علمنا الحياة والامل ولم يتأخر عن أحاننا وعن خوفنا، يوم تخلت الدولة عن واجب الدفاع زرع الورود افواج مقاومة بأسنانا وسلاحنا مهما كان وضيعا سلام له وعليه لانه كسر أصنام الحزن والجدران للذي كتم اصواتنا وجعلنا وضاحين نقول ما في قلوبنا. سلام له وعليه لانه ايقظ فينا الايام وجعلنا نحول الحرمان من حالة الى حركة، وعلمنا أن كل عدوان يستدعي المقاومة. سلام له وعليه لأنه جعلنا ندرك أن ارهاب اسرائيل على حدود الجنوب هو الوجه الاخر الحقيقي للارهاب لاتكفيري. جعلنا نبصر أننا نملك ثورة وعلينا أن نغرف منها لنستعيد ازدهار الوطن والامان وبارك صمودنا ورتب صفنا افواجا مقاومة وأمواجا لا تهدأ وهي ترفع حقها بالمطالبة بالمشاركة، علمنا على صناعة الاوطان وعلى ان الانسان ثروة لبنان وان قوة الوطن في وحدته أولا وفي شعبه وجيشه ومقاومته. ولانه كل ذلك، فاننا في الذمكرى الـ39 لتغييبه ورفيقيه، نجدد له ولهم لالعهد والوعد بانه سيبقى أول اولوياتنا واننا نسعمل حتى لا يبقى محروم واحد وسنحفظ حلم فلسطين وامان شعبها".