بعد أن كان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أعلن، قبل أيام، أن ايران والسعودية اللتين قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما، وافقتا على تبادل زيارات الدبلوماسيين لتفقد البعثات الدبلوماسية لكل منهما، من دون أن يشر الى احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الاقليميتين، يبدو أن العاصمة اللبنانية بيروت كانت مسرحاً للقاء لم يكشف عنه بين الجانبين، جمع الوزير السعودي ثامر السبهان ونائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري خلال زيارتهما الأخيرة إلى البلاد، بالرغم كل ما قيل في وسائل الإعلام عن أهداف زيارة المبعوث السعودي إلى لبنان في هذا الوقت.
في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن اللقاء بين السبهان وأنصاري تم فجر اليوم الثاني من زيارة الوزير السعودي إلى لبنان، في منزل رجل أعمال لبناني، لا بل تذهب إلى التأكيد بأن أحد أبرز أسباب زيارة السبهان هي اللقاء مع أنصاري، خصوصاً أن الموفد السعودي لم يكن لديه أي جدول أعمال رسمي، فهو لم يلتق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حين أن اللقاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري لم يكن رسمياً، ويمكن أن يوضع في سياق اللقاءات التي عقدها مع بعض قيادات قوى الرابع عشر من آذار.
وتشير المصادر نفسها إلى أن هذا اللقاء يأتي في سياق الإشارات الإيجابية المتبادلة بين الجانبين، والتي ترافقت أيضاً مع تسهيلات قدمت إلى الحجاج الإيرانيين في موسم الحاج الحالي، حيث لوحظ مناخ مستجد لدى الرياض يقوم على تبريد سخونة العلاقة مع طهران، والأولى حاولت توسيط رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لتحقيق هذا الهدف لكنها عادت ونفت ذلك، لكن عدم الإعلان عنه جاء لأسباب خاصة بين الجانبين، لا سيما بالنسبة إلى الرياض، وتوضح أن الحديث عن أن هدف زيارة الوزير السعودي بث الحياة في روح قوى الرابع عشر من آذار أو لملمة الصف السني على الساحة اللبنانية أمر مبالغ فيه إلى حد بعيد، وتشدد على أن هذا الأمر لم يكن يحتاج إلى زيارة من هذا النوع، خصوصاً أن الرياض كانت قد أرسلت أكثر من رسالة في الفترة السابقة حول هذا الموضوع، لا سيما على مستوى التأكيد على المكانة التي يحظى بها الحريري.
وفي حين تلمح المصادر نفسها مسبقاً إلى إمكانية نفي المعلومات عن هذا اللقاء من قبل المعنيين به، تطرح الكثير من علامات الإستفهام حول ما إذا كانت العاصمة بيروت على موعد مع غيره من الإجتماعات الأخرى بين الجانبين، أو أن هذا الإجتماع سيكون مقدمة نحو لقاءات مباشرة بينهما على الأراضي السعودية أو الأراضي الإيرانية، إلا أنها تجزم بأنه في ظل الجو التصعيدي العلني بين الجانبين هناك قنوات إتصال خلفية تسعى إلى التخفيف من حدة الإحتقان القائم.