فجأة تحولت الجرود اللبنانية القاحلة والجرداء الى واحة خصبة يلجأ اليها السياسيون حيث الماء والكلأ. جميعهم استثمروا من دون راس المال في هذه الجرود وكلهم ربحوا. وحده الجيش اللبناني دفع الثمن بالتحضية كي يتنعم اهل الداخل بالانتصار. وبعيدا عن الهلوسات المؤيدة على وسائل التواصل الاجتماعي اكد الجيش انه الوحيد الباقي املا للبنانيين في دولة صرفت كافة ارصدتها واصبحت عارية من اي ثوب مؤسساتي سليم وطالما الحديث عن الجرود شاع وملأ الآذان وانقسم اللبنانيون متنافسين بين الجردين «فجر الجرود» و«ان عدتم عدنا» طرأت جرود ثالثة نهاية الاسبوع الماضي ادخلت مشهدا مختلفا على الحياة السياسية الرتيبة بعدما حجبت عنها المعارك ضد الارهاب الاضواء جرود قرطبا.
هذه البقعة كان يلجأ اليها آخر صقور 14 اذار الدكتور فارس سعيد مع رفاق المشوار من الجيران وأهل المنطقة وجميع هؤلاء أعطوا «الدينة الطرشا» لكل ما يحصل على الساحة اللبنانية، سعيد اقفل مقر الامانة العامة بعدما غادرها الرفاق ورمى المفتاح في إحدى جوارير خزانته منبها الجميع بوسم على معظم «البوستات» عبر «التويتر»: سنلتقي.
لكن مشوار الجرود نهاية الاسبوع كان «غير شكل» تخلله لقاء صدفة مدبرة مع الد خصومه، ففي إحدى الاماكن التقى سعيد بالعميد المتقاعد شامل روكز البعض من أصحاب النوايا الطيبة اعتبروها «صدفة جيدة من غير ميعاد» والبعض لجأ الى رسم السيناريو للقاء المدبر لكن بعيدا عن هؤلاء جميعا يمكن استخلاص النتائج المرجوة من هذا اللقاء.
فالاوساط المحايدة تقرأ في لقاء الرجلين بعضا من المعاناة للاثنين، وتقول هذه الاوساط ان روكز قرر تقليع الشوك من طريقه في كسروان وجبيل بيديه فلا تعوزه القدرة ولا الامكانيات.
وفي المقابل، تعتبر الاوساط ذاتها ان فارس سعيد رأى بأم العين كيف تفرق رفاق «ثورة الارز» كل الى تسوية تناسب وجوده السياسي نادى عليهم محذرا بان وطن 14 آذار سوف يضيع واللحظة التاريخية في العام 2005 لن تتكرر ولما وجد نفسه صوتا صارخا في البرية لجأ إلى الجرود بعدما فوجىء بابرز حلفائه يتبنى زياد حواط لم يصدق وهو لا زال يحاول فك الطلاسم في معراب منذ ورقة التعاون الى مفاجاة حواط من هنا تجد الاوساط بان اللقاء بين سعيد وروكز طبيعي ولو ان الاتفاق بينهما لا يزال في بداية المشوار.
وتسأل الاوساط: ما الذي يمنع قيام تحالف انتخابي بين الرجلين يستفيد الواحد من الآخر ولو افترقا بعد الانتخابات؟ وبكثير من التحفظ والتردد تضيف الاوساط ان حلفا قوامه فارس سعيد ومنصور البون وشامل روكز ستكون له الكلمة الفصل.
وتضيف الاوساط بان شامل روكز الذي التقى بفارس سعيد صدفة او بترتيب ما سمح او وافق على نشر صور اللقاء فهو ضابط مغوار يقدم ويحسن ارسال الاشارات للاقربين والابعدين وجميع هؤلاء لم ينسوا حتى الان زيارة التعزية للنائب بطرس حرب في دارته في تنورين وحضوره في اليوم التالي مهرجانات تنورين، وفارس سعيد الذي انضم إلى ثورة الارز اليمينية لن تعوزه الجرأة في عقد التحالفات النوعية اذا كانت الارضية للانطلاق مشتركة ومنصور البون من ناحيته كان ولا يزال بيضة القبان في كسروان فهو خسر بطعم الانتصار في الانتخابات الماضية بفارق لم يتعد الـ 900 صوت فهل يجتمع الثلاثي لينطلقوا في معركة العام المقبل خصوصا ان جرد قرطبا فسيح.