ليس عباده الحجيري نجل الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ"أبو طاقية" مطلوباً عادياً لكن عملية توقيفه بالأمس في عرسال كانت أكثر من عادية وفي غاية السهولة. وفي المعلومات، كان الجيش منتشراً في محيط المساجد وذلك من ضمن الإجراءات التي يتخذها لحماية الكنائس والمساجد في الأعياد، وفور انتهاء صلاة الفجر خرج الحجيري من المسجد حيث كان يصلي وركب سيارة رباعية الدفع من نوع Toyota fj cruiser ثم غادر، فما كان بحاجز الجيش القريب من المسجد إلا أن أوقفه بعدما طلب هويته وتأكد أنه عباده الحجيري.
نعم عباده الحجيري ليس مطلوباً عادياً ويحمل في سجله الإرهابي حوالى 20 مذكرة توقيف يقول مصدر أمني مطلع على ملفه، ويضيف فهو من المنتمين الى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وهو من المشاركين بأفظع الجرائم التي إرتكبت في بلدة عرسال بعد إنطلاق الحرب السورية في العام 2011 وهذه أبرز التهم التي صدرت بحقه مذكرات التوقيف على أساسها:
أولاً-عباده الحجيري من بين الذين شاركوا في الهجوم على مراكز الجيش اللبناني يوم غزت المجموعات الإرهابية عرسال في 2 آب 2014.
ثانياً-هو من بين المشاركين في خطف العسكريين وتحديداً من بين المسلحين الذين اقتحموا فصيلة عرسال في قوى الأمن الداخلي في اليوم الأسود من شهر آب 2014، وهو أشرف على المسلحين الذين إقتادوا عناصر قوى الأمن وبقوة السلاح الى منزل والده "أبو طاقية"، كل ذلك رداً على توقيف الجيش يومها المسؤول في لواء فجر الإسلام والمطلوب للعدالة الملقب بـ"أبو أحمد جمعة".
ثالثاً-عام 2013 شارك عباده الحجيري بجريمة قتل الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان بعد الإعتداء على دورية للجيش والإستيلاء على آليتها.
رابعاً-عباده مصطفى الحجيري شارك أيضاً مع المجموعة الإرهابية التي نفذت كمين وادي رافق الذي ذهب ضحيته أربعة شبان من آل جعفر وأمهز وحيدر كانوا يقومون بإصلاح سيارتهم التي تعطلت في الجرود حين تعرضوا لإطلاق النار.
خامساً-عباده الحجيري متورط بعمليات نقل مبالغ طائلة من الأموال من جبهة النصرة في الجرود الى المطلوبين المتغلغلين داخل مخميات النازحين في عرسال، ومتورط بقبض عمولة من النصرة مقابل هذه المهمة، ومقابل نقل مواد غذائية ومازوت للإرهابيين المتمركزين في الجرود.
أضف الى هذه التهم فهو متورط أيضاً بجرائم خطف مقابل الحصول على فدية وبتجارة الأسلحة الحربية وإطلاق النار، وقيادة سيارات غير قانونية، حتى سيارة التويوتا التي تم توقيفه فيها كشف بيان قيادة الجيش أنها من دون أوراق قانونية، وعثر في داخلها على بندقية حربية من نوع زخاروف مع ذخائر عائدة لها.
في المحصلة أصبح عباده الحجيري الذي يعتبر صيداً أمنياً ثميناً في قبضة مخابرات الجيش وقريباً سيحال الى القضاء العسكري للتحقيق والمحاكمة، أما السؤال الذي يطرح، فهل سيفتح هذا التوقيف الباب أمام توقيف والده "أبو طاقية" المتورط أيضاً بملفات إرهابية عدة والذي ستكشف التحقيقات مع نجله عباده مزيداً من تورطه وجرائمه؟.