تقع قلعة بعلبك الاثرية وسط المدينة البقاعية ويحيط بها سوق تجاري اثري، ويحدّها من الشرق والغرب سلسلة جبال لبنان الشرقية والغربية. تعلو المدينة المعروفة بمدينة الشمس عن سطح البحر 1163 مترا، وتبعد عن العاصمة بيروت حوالي 83 كلم من ناحية الشمال الشرقي.
شكلت القلعة الشهيرة مقصدا يومياً للسوّاح من كافة المناطق اللبنانية وأنحاء العالم، لكي يشاهدوا "روعة" ما بناه الفينيقيون ورممه الرومان منذ آلاف السنين. تضم ثلاثة معابد رومانية ذات جذور فينيقية تحاكي الالهة الأهم: جوبيتر وفينوس وميركوري.
في القرن السادس الميلادي ضرب البلاد زلزالا دمر العديد من معالم المدن ومنها بعلبك وقلعتها ولكن مع التدمير الّذي لحق بها لا يزال يعتبر اليوم معبد جوبيتر من أضخم المعابد المتبقية على الإطلاق. إذ لم يبقَ من الأعمدة الكورينثية الـ54 التي كانت موجودة قديما سوى 6 فقط. أما معبد باخوس فهو من أفضل المعابد حفظاً في الشرق الأوسط.
يعدّ معبد باخوس أكبر من الـ"بانتيون" في اثينا، أما معبد فينوس، فهو بناء أصغر من بقية المعابد، وشيد جنوب شرق المجمع، الا أنه حوّل خلال العصر البيزنطي إلى كنيسة تكريماً للقديسة بربارة.
لم يبقَ من معبد مركوري الا جزءًا من الدرج المؤدي إليه على هضبة الشيخ عبد الله، على مقربة من موقعه الأساسي. وخلال الحكم الأموي، بني مسجد آثاره ما زالت شاخصة امام مدخل الاكروبوليس إلى الشرق من مدخل المعبد الكبير. عند مدخل القلعة الجنوبي يقع مقام السيدة خولة بنت الامام الحسين، ويستطيع الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع ام عياد الذي يقال أنه بني على انقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيّون عند تواجدهم في المنطقة.
أيضاً من المعالم الأثرية الأخرى، قبّتا أمجد ودوريس، وهما عبارة عن بقايا لجامعين بنيا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. كما بإمكان الزائر رؤية محطة القطار التي تعود إلى حقبة الثلاثينيات والتي بناها الفرنسيون في فترة انتدابهم للبنان.
لا تقتصر أهمية بعلبك على معالمها الأثرية، ففي كل عام تنظم لجنة مهرجانات بعلبك الدولية أضخم العروض الغنائية والمسرحية لفرق وفنانين عالميين عرب واجانب، فتستقطب هذه المدينة كل محبي الفن من لبنان وخارجه.
وكما كان متوقعا، كان الموسم السياحي جيدا لمدينة بعلبك التي شهدت إقبالا واسعا من السوّاح العرب والجانب، رغم كل الخضّات الأمنيّة التي رافقت فصل الصيف. وفي هذا السياق يؤكد رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، أن بعلبك مدينة سياحية وكل العالم داخل لبنان وخارجه يتمنى زيارتها والتمتع بآثارها الجميلة ومعالمها الاثرية الموجودة فيها، داعيا عبر "النشرة" جميع من يرغبون بالتمتع بالسياحة، المجيء للتمتّع بتاريخ بعلبك وبمعالمها الاثرية لان الوضع الأمني فيها قد أصبح ممتازا ولا يوجد اي ازعاج لان الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني يسهران على امن المواطنين.
ويضيف: "اهل بعلبك يتمتعون بصفات عديدة أهمها الكرم والشهامة وسننظر بكل تفاؤل وأمل الى إعلاء شأن المدينة ومهرجاناتها الدولية، كاشفا عن وجود خطة لدى البلدية لتأمين السير ووصول السوّاح الى القلعة الأثرية بأقرب مسافة ممكنة، مع السعي لتأمين سيارات تعمل على الطاقة الكهربائية لنقلهم من مواقف السيارات الى داخل القلعة.
لا شك أن قلعة بعلبك التي شهدت على معارك تاريخية عديدة، قد أشرفت من بعيد على معارك الجيش اللبناني بوجه الارهابيين، لتستعد اليوم بعد تنظيف المنطقة من الارهاب لاستقبال عدد أكبر من الزوّار.
لمشاهدة الألبوم كاملا، انقر هنا.