أفاد الخبراء في الوكالة الفضائية اليابانية بأنهم اكتشفوا اختلافات في شدة الرياح في الغلاف الجوي للزهرة، وذلك بعد تحليل المعلومات الواردة من مسبار" أكاتسوكي" العامل حاليا في مدار الزهرة، واتضح أن سرعة الرياح تبلغ أكبر قيمة لها، نحو 90 مترا في الثانية، في المناطق الاستوائية للكوكب، وذلك على ارتفاع يتراوح بين 45 و60 كيلومترا، ما يزيد عشرات أضعاف عن سرعة دوران الزهرة حول محورها.
من المعلوم أن الريح تأتي بطبقة من السحب التي تبلغ سماكتها نحو 20 كيلومترا، وتعد تلك السحب أو بالأحرى ضوء الشمس المنعكس منها سببا للمعان الكوكب وقت الصباح والمساء.
جدير بالذكر أن العلماء قد اكتشفوا منذ فترة وجود رياح شديدة في أجواء الزهرة. لكنهم اعتقدوا أن سرعتها متساوية تقريبا في كل المناطق. وأما الخبراء اليابانيون فأثبتوا أن الأمر ليس كذلك وأن الريح تضعف كلما اقتربت من قطبي الكوكب، وأشارت الوكالة الفضائية اليابانية إلى أن هذا الاكتشاف سيساعد العلماء في حل لغز دوران الرياح حول الزهرة.
يذكر أن مسبار "أكاتسوكي" أطلق إلى كوكب الزهرة منذ 7 أعوام. وقام المسبار، في ديسمبر عام 2010، بمحاولة أولى فاشلة للدخول في الغلاف الجوي للكوكب وتمكن خبراء الوكالة الفضائية اليابانية من إنقاذ المسبار وتوجيهه إلى مدار حول الشمس بانتظار فرصة ملائمة أخرى للاقتراب من الزهرة. وقام المسبار بمحاولة ثانية ناجحة للدخول في أجواء الكوكب، في 9 ديسمبر عام 2015.
وقال الخبراء اليابانيون إن مسبارهم يدور حول الزهرة في مدار بيضاوي، وتبلغ دورته 13 يوما و14 ساعة مقتربا من الكوكب إلى مسافة 550 كيلومترا ومبتعدا عنه إلى 300 ألف كيلومتر، وأوكلت إلى المسبار مهمة أخرى وهي دراسة عملية تشكل الغيوم العملاقة المتألفة من حمض الكبريتيك وحل سر الأعاصير التي تضرب الزهرة من وقت إلى آخر.
ولهذا الغرض تم تزويد المسبار بـ6 أجهزة للرصد، بما في ذلك 5 كاميرات عاملة في مجال موجات واسع يمتد من تحت الحمراء وحتى فوق البنفسجية، ويقدر سعر المشروع بـ 200 مليون دولار