كشف مصدر أمني لبناني لـ"الاخبار" عن "مطالبة الدول الكبرى للجيش اللبناني بتحقيق إنجاز منفرد على الإرهاب بشكل مستقل عن المقاومة". أما الساحة الأنسب لتحقيق ذلك الإنجاز فهي "عين الحلوة"، يجزم بذلك المصدر الذي لمّح إلى "قرار ضمني لبناني بتكليف جهة فلسطينية بإنجاز الحسم عاجلاً أو آجلاً، في حال ضيّعت القيادة الموحدة كل فرص الحل".
واوضحت ان القيادات الفلسطينية تقرّ بأن الجانب اللبناني يتعاطى معها بجفاء في الآونة الأخيرة بعد فشلها في تحرير عين الحلوة. السفير الفلسطيني أشرف دبور أشار في اجتماع القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان، الأسبوع الفائت، في مقر السفارة، الى "تكشير لبناني تجاهنا"، لافتاً إلى أن "الدولة ستطالبنا عاجلاً أو آجلاً بالمطلوبين".
قبل عطلة العيد، استدعى رئيس فرع استخبارات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادي قيادة "عصبة الأنصار الإسلامية" وسلّمها لائحة المطلوبين، من بلال بدر وبلال العرقوب إلى أنصار أحمد الأسير وشادي المولوي. حمادي أجرى اتصالات بممثلي الفصائل لإبلاغهم بجدية الدولة في تسلّم المطلوبين. مصدر في أحد الفصائل نقل عن حمادي رسالة شديدة اللهجة لقيادات المخيم: "على كل فصيل تحمّل مسؤولية الأمن في المربع الذي يسيطر عليه وتسليم المطلوبين المتوارين فيه".
ولفتت الى انه في الاجتماعات المتتالية مع قيادات الجيش، استشعرت القيادات الفلسطينية أن "الجيش لن يكرر تجربة نهر البارد في عين الحلوة، حرصاً على سكانه الذين يزيدون على مئة ألف وتداعيات ذلك على صيدا والجوار"، بحسب المصدر. ما البديل؟ "الاحتمال الأول عمليات عسكرية محدودة تخوضها فصائل فلسطينية من دون أن يشارك الجيش فيها بشكل مباشر". أما الاحتمال الأبرز، فعمليات أمنية خاطفة تؤدي إلى توقيف المطلوبين البارزين لتشتيت الشبكات الإرهابية، كما حصل مع عماد ياسين وخالد السيد. في المقابل، يجري العمل على أن يسلم من يرغب من المطلوبين أنفسهم إلى الدولة، كما فعل أنصار الأسير قبل أشهر، لمحاكمتهم.