رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن الإنجاز الذي اكتمل باندحار داعش وتحرير كامل الحدود الشرقية للبنان مع سوريا من الارهاب التكفيري، هو إنجاز عظيم للبنان بكل المعايير، ولذلك استحق وصفه بالتحرير الثاني بعد التحرير الأول الذي تحقق في 25 أيار عام 2000 من الاحتلال الاسرائيلي.
واعتبر الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لشهداء بلدة برعشيت الجنوبية، أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الدور الكبير الذي قامت به المقاومة ومجاهدوها الذين قدموا تضحيات كبيرة من شهداء وجرحى من خيرة الشباب اللبناني لإنجاز هذه المهمة الوطنية النوعية لمصلحة لبنان.
وأوضح الشيخ دعموش أن المعارك مع المجموعات الارهابية التكفيرية خاضتها المقاومة والجيش اللبناني في إطار عملية تكاملية، مشيراً إلى أن البعض حاول وضع الجيش في مقابل المقاومة وإظهارهما على أنهما ضدان لا يجتمعان ولا يتكاملان، وأن أحدهما نقيض للآخر ومنافس له، ولكن ما جرى في معركة الجرود، أظهر بشكل واضح وجلي خطأ هذا المنطق، وأن الجيش والمقاومة كلاهما عامل قوة للبنان، وأن كلاً منهما يكمل دور الآخر ويشكل سنداً للآخر، وليس نقيضاً أو منافساً له، وأنهما عندما يجتمعان ويتكاملان ويتعاونان يحققان نتائج مهمة ويصنعان إنجازات وانتصارات كبيرة للبنان .
ولفت الشيخ دعموش إلى أن البعض في لبنان أغاظه مستوى التعاون بين الجيش والمقاومة، ودور المقاومة في تحرير الارض، وحجم التضامن والالتفاف الشعبي والوطني حول المقاومة، وتأييد فخامة رئيس الجمهورية لمعركة جرود عرسال، وقراره بانطلاق عملية تحرير جرود القاع ورأس بعلبك بالتزامن والتكامل مع عملية تحرير القلمون الغربي، لأن هذا التأييد أعطى مشروعية غير مسبوقة للمقاومة ومنطقها وخيارها، وعزز موقعها ودورها في لبنان، في الوقت الذي كان يصر فيه البعض ولا يزال على عدم إعطاء أي شرعية للمقاومة، وعدم التسليم لها بأي دور أو موقع في المعادلة الداخلية، ويعمل على تضخيم دور الجيش وقدراته من خلال القول للرأي العام اللبناني بأن الجيش وحده يكفي لحماية لبنان والدفاع عنه ولا حاجة لسلاح المقاومة.