لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي في كلمة له خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة حانين الى أن "رئيس الحكومة سعد الحريري أدلى بتصريحات في العاصمة الفرنسية، ومنها هذه ما تعلق بكيفية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وبالموقف من النظام السوري، ولكن رئيس الحكومة يعرف أن مجلس الوزراء لم يناقش على طاولته مسألة كيفية عودة النازحين السوريين، ولم يتخذ قراراً بذلك، كما أن مجلس الوزراء لم يناقش الموقف من النظام السوري ولم يتخذ قراراً بذلك، وعليه فإن ما صدر من مواقف عن رئيس الحكومة هي مواقف شخصية لا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانية، ولا تعبر عن رأي مجلس الوزراء اللبناني، وبالتالي فإن المواقف التي أطلقها من موضوع عودة النازحين إلى موضوع النظام في سوريا هي مواقف تمثل شخصه وحزبه وتياره، ولا تمثل الحكومة اللبنانية"، مضيفا: "يحق لنا كنواب أن نعتبر أن رئيس الحكومة قد تجاوز الدستور حين عبّر عن رأيه الشخصي ولم يعبر عن موقف الحكومة او عن موقف مجلس الوزراء، لا سيما وأن الدستور يقول إن رئيس الحكومة يتحدث عن السياسة العامة ويعبر عن السياسة لمجلس الوزراء، وإذا كان رئيس الحكومة قد أعطى لنفسه الحق بأن يعرض آراءه الشخصية، فنحن من حقنا أيضاً أن نعرض آراءنا كنواب وأحزاب وقوى سياسية مشاركة في هذه الحكومة".
واضاف: "اننا نعتبر أن النظام السوري نظاماً شرعياً وحليفاً ومقاوماً، ونؤكد على العلاقة معه علاقة القائمة على أساس التميّز، كما نص على ذلك اتفاق الطائف، بل على العكس، فنحن في المقابل نرفض العلاقة مع النظام السعودي المطعون في شرعيته، والتي لم يستمدها لا من شرعية شعبية ولا من شرعية دستورية"، مدينا أيضا "أفعال النظام السعودي بحق الشعب في الجزيرة العربية التي تسمى السعودية، كما ندين إجرامه بحق اليمن دولة وشعباً، وندين هذه الجرائم المخزية التي ارتكبها ولا زال يرتكبها والتي أدت إلى فواجع وكوارث ليس أقلها أن هناك أكثر من 500 حالة كوليرا موجودة في اليمن، وتدمير المنشآت التحتية والفوقية اليمنية والتراث اليمني، وقتل أكثر من 10000 مدني يمني وجرح وإعاقة عشرات الآلاف، فضلاً عن التجويع من خلال هذا الحصار الظالم، ولذلك نحن نعتقد أن العلاقة مع النظام السعودي في ظل إرهابه وإجرامه ضد اليمن، هو ضد المصالح الوطنية اللبنانية، والموقف العربي والإنساني، بل إننا ندعو العالم المتحضر إلى محاكمة آل سعود على جرائمهم التي لا زالو يرتكبونها".
أما في ما يتعلق بالطعن الذي قدمه بعض النواب في شأن قانون ال10425 المتعلق بفرض ضرائب، فرأى الموسوي أن "كل المخاض الذي جرى التطبيل والتزمير به، هو من أجل الضرائب التي فرضت على أرباح المصارف، وهذا يعني أن هذا الطعن لا يدافع عن حقوق المواطن اللبناني، بل يسعى إلى حماية أحد أطراف الطخمة المالية التي تسيطر على مقدارت البلد المالية والاقتصادية ألا وهي المصارف"، معتبراً أن "أهم ما فعله المجلس النيابي في تاريخه منذ تأسيسه إلى الآن أنه فرض ضريبة على أرباح المصارف التي اعترف رئيسها منذ سنوات أنهم يربحون سنوياً 1.7 مليار دولار هي من جيوب المودع اللبناني، ولكن هم يربحون أكثر من ذلك، حيث أن ربحهم يتجاوز ال2.5 مليار دولار، ونحن قلنا لهم يجب أن تدفعو من هذه الأرباح ضريبة عليها لتمويل السلسلة، وبالتالي فأياً يكن القرار الذي سينتهي إليه المجلس الدستوري في هذا الصدد، نحن لن نقبل أن تنفُذ المصارف من فرض ضريبة على أرباحها، وإذا لم تكن بهذا القانون فستكون بقانون ثاني سوف نعمل له، ولن نسمح للمصارف عبر دهمائية تقوم على التطبيل والتزمير وتحت عنوان حماية المواطن بالتهرب من دفع الضرائب، لأن الضريبة على أرباح المصارف إنجاز نتمسك به، ومهما كانت التطورات، لن نقبل بأن يؤدي أي إجراء إلى منع الضرائب على أرباح المصارف والشركات العقارية من سوليدير وغيرها".
وأشار الى أن " كثيراً من اللبنانيين لم يلتفتوا إلى أن أرضنا كانت محتلة، حيث أنه لم يتعامل أحد طوال السنوات الماضية من غير فريقنا مع الجرود البقاعية على أنها أراضٍ محتلة، ولم نسمع ولا بأي خطاب سياسي لفريق 14 آذار يتحدث بأن جرودنا محتلة، بل على العكس تماماً، حيث أنهم كانوا يتحدثون عن أن هذه المناطق المحتلة هي قواعد مباركة، تنتشر فيها قوات الثورة السورية المهيبة التي ستملأ الأرض السورية قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا، وبالتالي فإننا نعرف جيداً أن فريق 14 آذار ما تعامل مع هذه الأرض على أنها محتلة، لا بل إن في كل مناسبة كان يحاول فيها الجيش أن يبسط السيادة اللبنانية على أرض لبنانية، كانت تشرئب أعناقهم مطالبة بمحاكمة الجيش اللبناني، وبتشكيل لجان تحقيق لمعرفة التجاوزات التي يقوم بها هذا الجيش، حتى ما قبل أيام ليست ببعيدة حين قام الجيش اللبناني بمداهمة مخيم النازحين السوريين المقام على أرض لبنانية، في عملية استباقية أدت إلى قتل أربع إلى خمس انتحاريين بأحزمة ناسفة، ارتفعت الأصوات لتدين الجيش اللبناني بما فعل، وتقول استدعوا قائد الجيش وحققوا معه، فهذا تجاوز لحقوق الانسان"، مشيرا الى أن "البعض في لبنان ثارت ثائرتهم واستعدوا استعداداتهم كافة عندما قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن هذه المرة الأخيرة التي نتحدث بها عن جرود عرسال، وذلك لمحاصرة حزب الله من أجل منعه من خوض معركة تحرير جرود عرسال، وكانت آلتهم الإعلامية مستنفرة، حيث قالت بأن هناك سقوط مدنيين قتلى في مخيم النازحين في جرود عرسال، وعندئذ كانت ستعزف كل الأوركسترا اللبنانية التابعين لهذه الآلات الإعلامية من فريق 14 آذار مع الأوركسترا الدولية الأميركية والغربية والأوروبية والسعودية والإماراتية والقطرية وما إلى ذلك، لحن هؤلاء الأبرياء الذين نزحوا من الظلم، وقتلوا بفعل العدوان، ولكن هذا الأمر لم يتم لهم، لأن الخطة العسكرية الأمنية التي وضعتها المقاومة، فاجأت الجميع وبالدرجة الأولى جبهة النصرة التي هي الحليف السياسي الميليشيوي العسكري الأمني لفريق 14 آذار، وكانوا ينتظرون الهجوم من مكان معين، وإذ به بدأ من مكان آخر، مما أدى إلى الفصل السريع بين مخيم النازحين وبين مواقع النصرة التي أسقطت بسرعة، وعلى عكس ما كان يتوقع البعض في لبنان، بأن هذه المعركة ستطول لأيام طويلة".
وأكد اننا "فاجأنا فريق 14 آذار بسرعة حسمنا للمعركة في جرود عرسال التي انتهت باتفاق بيننا وبين جبهة النصرة على موضوع استعادة أسرانا الذي هو أولوية لنا، فقلامة ظفر بخنصر بقدم شب من شبابنا أسير، يساوي كل من هو في جبهة النصرة وداعش، وبالتالي نحن مستعدون للتبادل، كما أنه ليس لدينا أي مشكلة لنبادل 300 عنصر من التكفيريين بواحد من شبابنا، بل لو كانوا 3000 عنصراً من النصرة أو داعش، فليس عندنا ثمن لعودة إخواننا الأسرى، ونحن بهذا الموضوع متعلقون بشبابنا أكثر مما يزعم الإسرائيلي أنه متعلق بالعنصر البشري عنده، لا سيما وأننا لا نسأل عن العدد"، لافتا الى أن "معركة جرود عرسال انتهت باتفاق شارك فيه الجانب السوري، وقاد الاتفاق أن يخرج المسلحون من الأراضي اللبنانية باتجاه إدلب، ومن هؤلاء من على أيديه دم، فنحن نعرف أن مقاتلي النصرة الذين انسحبوا إلى إدلب، بعضهم على أيديه دم من أهلنا بالضاحية وبالتفجيرات التي حدثت، وكذلك في بعلبك والهرمل وغيرهم، وعلى أيدي بعضهم أيضاً دم شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا بغزوة عرسال التي قامت بها النصرة أساساً مع مشاركة طفيفة لداعش، وهذا يعني أن من هؤلاء من جبهة النصرة الذين ذهبوا إلى إدلب، من قتل بيار مشعلاني ونور الدين الجمل وغيرهم من جنود الجيش، فلماذا لم يصدح صوت البعض في لبنان، ولماذا لم تخرج هذه الهمروجة حول اتفاق مع النصرة، ولماذا لم يخرجوا ويقولوا بأنه لا ينبغي السماح لهم بالذهاب إلى الأراضي السورية، بل يجب اعتقالهم وسوقهم إلى المحاكمة، ولماذا تذكروا ذلك فقط في معركتنا مع داعش"، مضيفا: "إننا نقول لهؤلاء بأن الاتفاق هو الاتفاق، وأن النصرة أنجس وأسوأ من داعش بالنسبة لنا، ولكن لماذا تقدمون أنتم هذا الحنان على النصرة، علماً بأن المقاتلين التابعين لجبهة النصرة أكثر من مقاتلي داعش، وذبحوا وقتلوا جنوداً للجيش اللبناني، وبالتالي نحن نشدد على هذا الموضوع لنكتشف الكذب الذي هو سياسة فريق 14 آذار"، مشددا على أننا "أنهينا القتال مع جبهة النصرة بنفس الطريقة والنتيجة والأهداف التي أنهينا بها القتال مع داعش، فلماذا ثارت ثائرة البعض الآن في لبنان، لا سيما وأن أول من بدأ بهذا التحريض على هذا الموضوع هو رئيس الجمهورية السابق، الذي قال يجب عدم السماح لداعش بأن تخرج، ولا بد من محاكمتها، ونحن نقول له أين ذهب شاكر العبسي عندما قاتلت أنت في مخيم نهر البادر، ولماذا لم تحاكمه، وأين باقي المقاتلين، ولماذا لم تحاكمهم وتسوقهم إلى العدالة، وقلت إنك لم تكن رئيساً للجمهورية في العام 2014 حين حصل أسر العسكريين في جرود عرسال، ولكن عندما دخلت دورية المخابرات إلى عرسال وجرى سحن جثث الجيش اللبناني في الشوراع، والصور والأسماء معروفة عند مديرية المخابرات، ألم تكن خلال الفترة التي كنت جاثم فيها على الكرسي، فلماذا لم تتحرك لإلقاء القبض على الفاعلين في عرسال، ولماذا لم تسقهم إلى المحاكمة، وكذلك في ما يتعلق بأحمد الأسير الذي كان خطابه وعلاقته وتمويله وتنظيمه تكفيري بامتياز وداعشي تحديداً، وعلاقاته مع داعش تعرفها المخابرات اللبنانية، هل يمكن أن تخبر اللبنانيين لماذا كنت تقدم له طوال فترة وجوده التغطية السياسية والأمنية، وكنت تصدّر له بطاقات حمل السلاح، أليس أنت من أفشيت لأحمد الأسير خبر إنهاء حالته، والذي قال بأن رئيس الجمهورية هو بعث لي بأن القرار اتخذ لإنهائي، وبالتالي فأنت في موقعك رعيت الحالات التكفيرية وأمّنت لها التغطية الأمنية والسياسية، وأكثر من ذلك، فعندما كان قائد القوات شامل روكز يخوض المعركة الفاصلة لإنهاء حالة أحمد الأسير، أنت من ضغط عليه بأكثر من مرة لوقف المعركة للسماح بما يسمى هيئة علماء المسلمين للتدخل وإيجاد وساطة التي لم يكن لها هدف سوى عدم حسم حالة أحمد الأسير والإبقاء عليها".
أما بالنسبة للأصوات الأخرى التي تتحدث عن موضوع محاكمة داعش، فلفت الى أن "سجن رومية مملوء على بكرة أبيه بالدواعش، فاذهبوا وأنزلوا بهم الأحكام، لا سيما وأنهم كانوا قد اعتقلوا قوى الأمن بوقت من الأوقات، وعندما دافعت قوى الأمن عن نفسها، بدأ هؤلاء وبنفس الأصوات بمهاجمة قوى الأمن، والقول إنها تنتهك حقوق مساجين، وبالتالي فإننا نقول بأن هذه الأصوات لا تقدم ولا تؤخر في البرنامج الذي نعمل على تحقيقه، لا سيما وأننا قلنا إننا نريد أن نحرر الجرود وحررناها، وعلت أصواتهم كثيراً، ولكنها ذهبت في الهواء، وبقيت الحقيقة بأننا حررنا الجرود، وعليه فإن هذه الحقيقة لن تتغير لا بأصواتكم ولا بنواحكم"، مضيفا: "إننا نقول لبعض أولياء شهداء الجيش الذين استشهدوا عندما كانوا في حوزة داعش، بأنه انتم لكم أبناء شهداء، ونحن لدينا في عملية تحرير الجرود حوالي 30 شهيداً، ونحن نعرف ما هو المناسب، لأننا نحن من أدار هذه المعارك، ونعرف كيف ننهيها، فإذا كان لديك مشكلة فهذا شأنك، وإذا كنت تريد أن تعرف فعلاً من قتل أولادك، فهم الذين منعوا تحرك الجيش السريع بعد اعتقال جنود الجيش، مع العلم أنه في كل العالم عندما يؤسر جنود يُدفع على الفور وراء الآسرين، ولا تحتاج إلى طلب، وهذا ما حدث عندما أسرنا جنديين إسرائيليين في العام 2006، حيث دفع قائد المحور الإسرائيلي فوراً وراء شبابنا، فالأولوية عندما يؤسر أي جندي هو التقدم فوراً وراء الآسرين، لا أن ننتظر اتصلاً أو ما شابه، وبالتالي فإننا نسأل لماذا لم يبادر الجيش اللبناني في ذلك الوقت لإنقاذ أسراه، ومن الذي سلّم أسرى الجيش الذين كانوا في منزل "أبو طاقية"، ولذلك فإن هذه الأصوات التي تحاول النيل من انتصارنا هي في الحقيقة أقل من فرقعة نارية وقرقعة صوتية، ولن تؤثر بحال في إحساسنا بالانتصار، لا سيما وأنها ليست المرة الأولى التي يحاولون فيها منعنا من الشعور بالانتصار".