استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس السابق امين الجميل واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية والامنية الاخيرة والمستجدات الاقليمية.وفي تصريح له إعتبر الجميل إن "زيارتي لفخامة الرئيس اليوم ضرورية وواجبة في هذا الظرف كي نهنئه والجيش اللبناني على تحرير قسم كبير من الجرد من الطاعون الذي كان يوجد فيه. ونحن نأمل ببداية مرحلة جديدة للبنان لأننا ندرك تماماً مدى الضرر والخطر اللذين كانا يتأتيان من هذه الجرود على الامن والاستقرار والاقتصاد في لبنان"، مؤكدا انه "في هذه المناسبة، لا يمكننا إلا أن نقف الى جانب الشهداء وأهاليهم، وأن نشدّ على أياديهم ونقول لهم أن اولادهم استشهدوا في سبيل لبنان، وإن قلبنا معهم في هذا الظرف، ونأمل أن تتكشف الحقائق، كل الحقائق، لاسيما أن المرحلة الاخيرة أيضاً لا تخلو من التساؤلات، حول حل هذا الموضوع. ونحن نهنئ الجيش اللبناني على هذا الانجاز ونشد على يديه، فهو عنصر اساسي في مسارنا الوطني، لأنه يجسد الوحدة والروح الوطنية والايمان اللبناني بوطنه ووحدته ويجسد كذلك روح التضحية والمقاومة والشجاعة التي تحلى بها من أجل تحرير الارض."
واستقبل الرئيس عون رئيس مجمع التربية في الفاتيكان الكاردينال جوزف فيرسالدي يرافقه رئيس اللجنة الاسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمــة والامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار واعضاء الوفد.
في مستهل اللقاء عبّر الكاردينال فيرسالدي عن سعادته لزيارة لبنان وفخره بلقائه رئيس الجمهورية، مشيرا الى أن "الكرسي الرسولي يريد للبنان النموذج ان يكون مثالاً يحتذى به من قبل العديد من الدول في هذا الظرف الصعب من العلاقات الثقافية المتبادلة". ورأى أن لبنان يتكون من شعب مضياف، وهو غني بالاماكن المقدسة والتاريخية، متوقفاً عند عملية إعادة الاعمار التي يشهدها وتشكل أملاً له ولنموه.
وردّ الرئيس عون مرحّبًا بالوفد، وحمّل الكاردينال فيرسالدي تحياته الى البابا فرنسيس وشكره للاهتمام الذي يوليه دائما بلبنان وبشعبه. واشار الى ان لبنان مرّ في المرحلة الماضية في صعوبات كثيرة، ولكن بعد الانجاز الذي حققه جيشه أخيراً عبر تنظيف جروده من الخلايا الارهابية، تعزّز فيه الامن والاستقرار.
وشدد الرئيس عون على أهمية الدور الذي تقوم به المدارس الكاثوليكية، لاسيما لناحية نشر قيم المحبة والتسامح. وتوقف عند التنوع والتعدد اللذين يميزان لبنان ويجعلان منه بلداً فريداً ونموذجاً للتعايش، وهو لذلك البلد الاكثر تأهلاً ليكون مركزاً للحوار بين مختلف الحضارات في العالم، في ظل اتجاه هذا العالم نحو الخراب مع انتشار الحقد والكراهية. وأشار الرئيس عون الى أن"مسيحيي الشرق تعرضوا للكثير من العذاب في المرحلة الماضية وهجروا المنطقة التي بدأت تشهد اليوم تغيراً نحو الاستقرار، لاسيما أن الحرب في سوريا بدأت في الانحسار، ولذلك نأمل من الذين هجروا بلادهم وخصوصاً المسيحيين منهم العودة اليها، بعدما أدرك الجميع أهمية الحضور المسيحي في المنطقة".
كما استقبل عون الوزير السابق كريم بقرادوني الذي اوضح ان البحث مع الرئيس عون تناول مواضيع سياسية عامة في ضوء التطورات الاخيرة، ومواقف بعض الاطراف منها.واستقبل الرئيس عون الرئيسة الدولية للمجمع الملكي للمحكمين المعتمدين الدكتورة نايلة قمير عبيد التي اطلعته على عمل المجمع والدراسات التي اعدها في مواضيع عدة.
هذا ويترأس رئيس الجمهورية في العاشرة قبل ظهر غد المراسم التكريمية التي تقام في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، لجثامين الشهداء العسكريين الذين خطفهم تنظيم داعش الارهابي في 2 آب 2014 ووجدت جثثهم بعد تحرير الجيش لجرود رأس بعلبك والقاع. وسيعلق الرئيس عون على نعوش الشهداء العشرة الاوسمة ويلقي كلمة في المناسبة التي دعي اليها ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الدفاع يعقوب الصراف وقادة الاجهزة الامنية وممثلون عن رؤساء الطوائف، اضافة الى افراد عائلات الشهداء العسكريين.وقد اعدت قيادة الجيش برنامجا لمراسم تكريم الشهداء الذين ستغادر نعوشهم وزارة الدفاع الى بلداتهم.