قرابة سبعة أشهر مرّت، من دون أن يتمكن المتخاصمون داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي من حلّ خلافاتهم الحزبية، على الرغم من تعدّد الملفات التي تستوجب منهم تحصين ساحتهم الداخلية، كالحرب السوريّة التي يُشارك فيها تنظيمهم العسكري "نسور الزوبعة"، والانتخابات النيابية العام المقبل. ولكنّهم عوض أن يُنظّموا حواراً فعالاً يُجنّبهم خضات هم في غنى عنها، تركوا المدى مفتوحاً أمام أزمتهم الداخلية، إلى أن قرّر حزب الله، قبل قرابة شهر، تلقّف المبادرة والعمل على إيجاد أرضية مشتركة بين الأفرقاء المتخاصمين.
علمت صحيفة "الأخبار" ان قرار حزب الله بالمبادرة والعمل على إيجاد أرضية مشتركة بين الأفرقاء المتخاصمين داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي ، وبعث أحد أعضاء المكتب السياسي موفداً للقاء المتخاصمين، جاء انطلاقاً من أهمية إعادة اللحمة بين القوميين وتقوية وضعهم بين لبنان وسوريا التي يُشاركون في تحريرها، ولمّ شمل محور 8 آذار بما يتلاءم مع الاستحقاق الانتخابي المُقبل".
ولفتت إلى ان "الرسول الذي كلفه حزب الله بالمهمة حمل رسالتين إلى الفريق الأول المُمثل بالنائب أسعد حردان، والفريق الثاني المُمثل بأنطون خليل، مفادهما ضرورة تهدئة الوضع وعدم التصعيد. تزامن ذلك، مع اعتراف حردان وعددٍ من المقرّبين منه بوجود أزمة ويجب حسم هذا الموضوع. نحن بحاجة إلى كلّ الكوادر، لذلك يجب أن نجلس ونتفاهم".
ولفتت المصادر المُتابعة لمبادرة حزب الله إلى انّ حردان "وعد بمعالجة الأزمة. وفي آخر لقاء بين الرئيس السابق للقومي وموفد حزب الله، الذي حصل يوم الأربعاء، كانت الأجواء إيجابية، وتشير إلى أنّ الحلّ بات قريباً، ويتمثل باستقالة الوزير علي قانصو من منصبه، من دون أن تظهر هوية الرئيس البديل، في ظلّ تمسّك حردان برفضه شخصية يطرحها الفريق المُعارض، وضيق الخيارات أمامه بين الموالين له". وأضافت "حاول حردان قبل فترة تسويق حنّا الناشف، ولكن انقطع التواصل بينهما منذ أسابيع".