«عمر ميقاتي هو من اخطر الموقوفين في سجن رومية لناحية الفكر الاجرامي والقناعة الراسخة بانتمائه الى داعش وكرهه الشديد للجيش اللبناني، بهذه العبارة وصف الرئيس السابق للمحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن المتقاعد خليل ابراهيم «ابو هريرة» نجل احمد سليم ميقاتي الذي القي القبض عليه في عاصون ـ الشمال بعدما كان يتحضر مع عدد من اترابه لاعلان ما يسمى «بالامارة الاسلامية» في الشمال اللبناني.
احمد ميقاتي او «ابو الهدى» الذي توجه اليه العميد ابراهيم في احدى الجلسات قائلاً له: «انت ابو الخلفاء؟» لافتاً الى انه اطلق على ابنائه اسماء الخلفاء الراشدين: أبو بكر وعمر وعلي وعثمان، بالإضافة إلى أسامة الذي كان قائد جيشهم بعد سؤال العميد له وأم المؤمنين عائشة لكن «ابو الهدى» لفت الى انها «ساقبت» وهو انسان «حقير امام الخلفاء الراشدين».
العميد خليل ابراهيم استعاد في حديثه لـ«الديار» جزء من مخزون ذاكرته التي انطبع فيها اعترافات للعديد من المتهمين والتي جعلت الخوف يتسلل الى قلبه على البلد وليس على نفسه من شباب يحمل الفكر الاجرامي وهذا الامر ظهر جلياً عندما احضر بلال ميقاتي (ذابح احد العسكريين) ابن عم عمر ميقاتي لاستجوابه بتهمة الانتماء الى «داعش» (حكم عليه بتهمة الانتماء15 سنة) وهو الذي اجاب على سؤال العميد ابراهيم ان كان نادماً على عمليات الذبح حيث كان رده «عادي» وان كان سيكرر العملية مرة اخرى ؟ كانت الصدمة باجابته «اذا اعطانا رب العالمين عمراً» كما ان وجوده في السجن هو «بلاء الله عز امتحنا فيه ومن المفترض ان يكون في الرقة مقاتلاً مع الدولة الاسلامية ومستعداً لتنفيذ عملية استشهادية هناك ضد جيش النظام».
وعندما نظر الى العسكريين داخل المحكمة قال ميقاتي «انهم كفرة لانهم يلبسون البذات العسكرية».
فرد عليه العميد ابراهيم: بين هؤلاء العسكريين منهم من طائفتك.
فاجاب ميقاتي: انهم كفرة لانهم يلبسون البزات العسكرية.
اليوم عاد الحديث عن آل ميقاتي بعدما تأكد استشهاد جميع عناصر الجيش الذين اختطفهم تنظيم «داعش» عام 2014 خلال غزوة عرسال وتحديداً عمر حيث علت الاصوات المطالبة باعدامه وهو الذي اجتمع مؤخراً بوالده الذي كان نزيل الريحانية بعدما كان يردد على مسامع هيئة المحكمة العسكرية انه يريد ان «يلم شمل العائلة» في مكان واحد، بناء على المعلومات التي ترددت لاسيما وان قريبة احد عناصر شهداء الجيش انتقدت هذا التسامح مع المجرمين خلال زيارة وزير العدل سليم جريصاتي خيمة اهالي العسكريين.
وفي موقف آخر وخلال سماع افادة الجندي الذي نجا من الموت المحتم باعجوبة، وهو الذي استحصل على شريط مصور يظهر تفاصيل محاولة اغتياله والتي تركت عدة آثار جانبية لا يمكن معالجتها توجه العميد ابراهيم الى المتهم الذي ساعد عمر على تنفيذ مهمته بعدما وصف الجندي بـ«الشهيد الحي» انبسطت باصابته ألم يكن عندك حقد على الجيش بعد مقتل اخيك ابو زيد، لقد نجا بأعجوبة وانت تضحك، و«كأن قتل بني آدم كشربة مي، ما ذنبه شو عاملك انت ساعدت عمر بقتله لأنه يرتدي هذه البدلة».
ويبدو ان عمر وفق الاحاديث المتداولة بين السجناء انه بدأ بمحاولة استقطاب داخل سجن رومية محاولاً لعب دور الذي كان يلعبه سابقاً «ابو الوليد» رغم الاختلافات الفكرية بين ميقاتي والاخير الذي لم يكن يحمل فكراً ارهابياً وهو الذي استطاع وفق ما كان يدلي به امام المحكمة ضبط سجن رومية في وقت كانت الدولة لا تستطيع عبور «الخط الازرق» الذي رسمه قاطنو المبنى «ب» الذي وضع شرائع لسكان الغرف عليهم التقيد بها رغم انها لا تشبه ما كتبه «حمورابي».
عمر وفق ما ورد في التحقيقات الاولية ان كرهه للجيش بدأ يكبر بعد توقيف والدته على خلفية مشاركة والده باحداث الضنية وازداد بعد مقتل شقيقه الاكبر علي على يد عناصر الجيش ووفق المعلومات المسربة ان والده «ابو الهدى» كان يطلب بشكل دائم من وكيلته الضغط لادراج اسمه في لائحة الاسماء المراد التفاوض عليها لكن امنيته لم تتحقق فقط واحدة وهي انه جمع مع نجله الذي يبدي عاطفة وحنان تجاه والده وينتقد حرمانه من البقاء بقربه في حين يشعر بالسعادة عند «اصطياد» عناصر الجيش اللبناني.