أمرت السلطات الأميركية ملايين السكان في فلوريدا بإخلاء منازلهم قبيل وصول الإعصار إرما إلى الولاية، بعد أن خلف وراءه 21 قتيلا في شمال شرق الكاريبي، وبدأ باجتياح كوبا كإعصار من الدرجة الخامسة، وهي أعلى درجات الأعاصير.
وأصدرت سلطات فلوريدا أوامر لـ5.6 ملايين شخص بإخلاء منازلهم، أي ما يمثل حوالي 25 في المئة من سكان الولاية. وفي منطقة ميامي ديد كاونتي، قال رئيس البلدية إن السلطات أمرت أكثر من 660 ألف شخص بترك المنطقة، مضيفا أنها أكبر عملية إجلاء يتذكرها في المنطقة.
وناشد حاكم فلوريدا ريك سكوت السكان مغادرة المناطق التي طلبت السلطات إخلاءها. وقال "يجب عليكم مغادرة أماكنكم فورا. هذه عاصفة كارثية لم نر مثلها من قبل". وأصبح إرما على بعد حوالي 510 كيلومترات من جنوب شرق مدينة ميامي وتصحبه رياح سرعتها 250 كيلومترا في الساعة.
وحذرت هيئة الطقس الوطنية الأميركية سكان جزر "فلوريدا كيز"، وهي مجموعة جزر واقعة قبالة ولاية فلوريدا بين المحيط الأطلسي وخليج المكسيك، من أن مناطقهم ليست آمنة وطلبت منهم إخلاء منازلهم قبل فوات الأوان.
وتوقعت السلطات المحلية أن يحدث الإعصار دمارا هائلا بفلوريدا يوم السبت، وأن ينقطع التيار الكهربائي عن حوالي تسعة ملايين شخص. ومع اقتراب الإعصار أغلقت متاجر أبوابها، وشح الوقود في العديد من محطات الوقود، وشهدت العديد من الطرق زحاما شديدا، وامتلأت الملاجئ بالكامل.
وفي كوبا، عرض التلفزيون الرسمي صورا لمياه البحر وهي تضرب بلدات ساحلية في إقليمي غوانتانامو وهولغوين بوسط البلاد بأمواج يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار.
وأغلقت المدارس ومعظم الشركات وجرى إجلاء مئات الآلاف من الناس وألغيت خدمات القطارات والحافلات والنقل الجوي المحلي في أرجاء البلاد.
وفي جزر الباهاماس، كانت الحكومة قد أخلت غالبية سكان الجزر الجنوبية ونقلت نحو 1200 شخص جوا إلى العاصمة ناساو. وقالت السلطات لاحقا إن إرما لم يتسبب في وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة.
ويأتي إرما بعد أسبوعين من الإعصار هارفي الذي ضرب ولايتي تكساس ولويزيانا وأودى بحياة نحو 60 شخصا وسبب خسائر مادية بقيمة حوالي 180 مليار دولار.