اعتبر كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنه لو لم تبادر المقاومة وحزب الله في لبنان لمواجهة المشروع التكفيري في سوريا، لكان أسقط هذا المشروع دولة سوريا، ومن ثم تمدّد إلى لبنان كما تمدّد إلى حدودنا الشمالية والشرقية، ولكن المقاومة والجيش السوري وحلفاء سوريا استطاعوا أن يسقطوا هذا المشروع الذي بات يشارف على نهاياته اليوم في سوريا، مشدداً على أننا استطعنا في لبنان من خلال معادلة الشعب والجيش والمقاومة أن نحرر أرضنا وننجز تحريراً ثانياً، وهذا ما جعل لبنان اليوم يشعر بالأمن والاستقرار والأمان جراء هذه المعادلة.
وخلال الاحتفال التكريمي السنوي لطلاب "دورات النور" لمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية وحلول عيد الغدير في مركز منتدى جبل عامل للثقافة والأدب في بلدة عيناثا الجنوبية، لفت النائب فضل الله إلى أنه وبالرغم من أننا قدمنا التضحيات والشهداء من خيرة المقاومين ومن أبنائنا في الجيش اللبناني الذين كان بعضهم مخطوفاً وقتل على أيدي داعش والنصرة، وبعضهم الآخر سقط في الميدان، إلاّ أن الدم المقاوم تكامل مع دم الجيش اللبناني من أجل تحقيق هذا التحرير الذي لم ينتظر قراراً رسمياً في بدايته، ولو كنا ننتظر إجماعاً عربياً وقرارات رسمية لكنا استيقظنا في وقت لم نجد فيه دولة اسمها سوريا ولا حتى العراق الذي تكامل فيه الدور الشعبي مع الدور الرسمي، وكان موقف المرجعية موقف قوة شعبية دينية حركت الجماهير لاستعادت وتحرير العراق.
وشدد النائب فضل الله على أن هذا الوضع الذي نعيش فيه اليوم في لبنان من أمن واستقرار وطمأنينة وحرية وعزة وكرامة هو بفضل هذه الدماء والتضحيات والقرارات الجريئة والتاريخية التي لم تنتظر لا وشوشات ووسوسات من هنا ولا سجالات من هناك، ولم تتوقف عند كل محاولات التعطيل والتثبيط والتخويف والتهويل، وكذلك فإننا اليوم أيضاً في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي ظل كل هذا التهويل، لا يمكن أن يحبط لنا عزيمة أو أن يفت لنا عضداً، لا سيما وأنه مثل العدو التكفيري يعرف أن في لبنان مقاومة جاهزة وحاضرة ومستعدة في كل لحظة من أجل أن تدافع عن بلدها بالتكامل مع الجيش وباحتضان شعبها وجمهورها المضحي الذي لم يؤخذ بأي تهويل أو تهديد، وقد بتنا اليوم نسمع من أعدائنا كلاماً كثيراً ولا نرى منهم سوى أفعالاً قليلة، لأنهم يعرفون أن في لبنان شجعان وأبطال وقيادة جريئة تأخذ القرار في اللحظة المناسبة.
وأشار النائب فضل الله إلى أن البلد كان يعيش في جو وطني أثناء توديع الشهداء وفي الاحتفاء بالإنجاز الوطني الذي تحقق بطرد التكفيريين من بلدنا، ونحن في هذا المجال لم نلتفت إلى كل الكلام الذي يقال من هنا وهناك، وهو لن يغير شيئاً في الحقيقة والواقع، ولن يبدل من الأحداث التي حصلت من تحرير وانتصار للبنان وهزيمة لمشروع إسرائيلي تكفيري في المنطقة، ومن لم يعجبه فليتكلم بما شاء، لأنه لن يغيّر هذا الكلام أي شيء، ونحن سنتركهم يتكلمون بما يتكلمون، ولكن الفعل والإنجاز على الأرض هو في مكان آخر، وهذا ما حصل معنا في العام 2000 و2006 وفي كل محطات المقاومة.
بدوره رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل عط الله شعيتو أشار إلى أنه وبعد تأسيس جمعية النور عام 2001 بدأ التعاون بين اتحادي بلديات جبل عامل وبنت جبيل مع الجمعية، وكان الأمر تصاعدياً إلى أن وصلنا اليوم إلى وضع بروتوكول تعاوني بين الجمعية والاتحادين يهدف إلى تكثيف وتكاتف الجهود للتعاون نحو محو الأمية في مجتمعاتنا.
من جانبه رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين أكد أنه علينا أن نمهد الأرضية لمجتمع متعلم، لأن التحديات المعاصرة تحتاج إلى ذوي البصيرة والقراءة والمتعلمين، لافتاً إلى أن كل إنسان يستطيع أن يؤهل نفسه في هذا المجال وأن يبدأ أولاً بقراءة نصوص القرآن الكريم فهو خير الكلام ولغة أهل الجنة والمنطلق نحو النهضة والتنمية والمعرفة.
ومن ثم ألقى مدير جمعية النور الشيخ حسين شمص كلمة لفت فيها إلى أن الأمية في لبنان لا زالت موجودة وبنسب عالية في بعض المناطق ومعدلاتها هي في ازدياد، وهناك غياب للدولة في هذا المجال، وحضورها خجول جداً، حيث أننا وللأسف ننتظر جمعيات دولية أو أممية للتفكير والتنفيذ في هذا المجال.
وفي الختام وزعت الشهادات التقديرية على المكرمين.