أكد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب انور الخليل في كلمة له خلال لقاء وطني وروحي جامع بمناسبة الحفل السنوي الثاني الخاص بعيد الأضحى المبارك في حاصبيا أنه "شرفني رئيس مجلس النواب نبيه بري وكلفني بتمثيله في هذه المناسبة الكريمة اليوم طالباً مني أن أنقل اليكم جميعاً سلامه وتحياته الشخصية مهنئاً إياكم وعائلاتكم بحلول عيد الأضحى المبارك طالباً من المولى عز وجل أن يعيده عليكم سنيناً عديدة وأياماً مديدة بالخير واليُمن والبركات، وعلى لبنان بالاستقرار وتحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة من العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر بعد أن تمكن بجيشه وشعبه ومقاومته ان يحرر جروده من التكفيريين".
وأشار الخليلي أنه "كم يسعدني أن نكون معاً اليوم، لنُحيي عيد الأضحى المبارك برعاية كريمة مشكورة ، من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدّين الدروز القاضي الشيخ نعيم حسن، فهي مناسبة لاستعادة معاني العيد الكبير في نفوسنا وحياتنا اليومية بما هو تكريس لمعاني الصدق والتضحية ونكران الذات والعمل الصالح للناس وللوطن في ارتقاء لنفوسنا نحو التوحد بالعمل مع الخير العام، ومحبة الإخوان والتسليم للله الواحد الأحد بصدق الإيمان وسلامة السريرة، الذي يجب ان يدفعنا جميعاً للتضحية بالكثير من الأمور والمصالح الآنية، من أجل رفعة شأن الجماعة، كل الجماعة، وعنيتُ بهم أبناء الوطن الواحد النهائي لجميع أبنائه، الوطن الرسالةُ...والذي يخرج اليوم منتصراً من احدى أهم معاركه للحفاظ على سلمه الأهلي ووحدة أركانه عنيت بها معركة فجر الجرود".
ووجه "تحية لجيشنا الباسل والرحمة لشهدائنا الأبرار الذين إفتدوا الوطن بإسمى ما يمكن أن يضحي به الأنسان لوطنه حياته ووجوده "، لافتاً الى أن "إحتفالنا بعيد الأضحى في حاصبيا حاضرة وادي التيم ، وبلدة خلوات البياضة الشريفة هذا الوادي الذي يشكل عبر التاريخ موطن إنتشار الدعوة التوحيدية ، والذي احتضن في جنباته الكثُر من الدعاة والاسياد الأبرار، وفي خلواتها علت تسيبحيات شيوخنا الكبار تدعو لتوحيد الباري جل جلاله ، والى وحدة الأهل وتضافرهم على الخير والفلاح في مواجهة الصعوبات والمخاطر، فتخطينا ببركة مشايخها وصلوات نساكها الكثير من المخاطر والتحديات. فحري بنا أن نطلق اليوم من هنا، ولكافة القوى السياسية من حاصبيا – نداء لأهلنا جميعاً، على مستوى الوطن للتوحد حول مشروع الدولة القادرة العادلة القوية ، لنتمكن من مواجهة ما يحيط بنا من تحديات وصعوبات في كافة المجالات ".
ولفت الخليلي الى أنه "لهذه المناسبة السنوية، في الجنوب بعامة ومنطقتنا بخاصة بعدان إثنان: بعد وطنيٌ وبعدٌ روحي، فقد جسد حضوركم الشخصي لعامين متتاليين سماحة القاضي الشيخ نعيم حسن مدى حبكم للجنوب ولمنطقة حاصبيا بما تشكل في ذاتها ركناً وطنياً بارزاً في تاريخ لبنان القديم والمعاصر، كما عزز وبارك هذا الحضور، معنى الشراكة والمواطنة والأخوة التي تتميز بها منطقة حاصبيا ومرجعيون".
وأكد أن "آخر رئيس وزراء زار هذه المنطقة كان سليم الحص عام 2000 بعد التحرير أما رئيس الجمهورية فلا أذكر ذلك"، مشيراً الى أن "هذه الشراكة التي إستمدت قوتها ومشروعيتها من إيماننا جميعا بالله الواحد وبالوطن الواحد، هي هي نهجك يا سماحة الشيخ ورسالتك التي تدعو اليها كرسالة توحيدية: تؤلف بين الناس ولا تفرّق. تسعى لخير البشر ولرفع الظلم عنهم ورد كل عدوان وتأمين الحياة الكريمة لهم كحق دون منة، إنها الرسالة التي سطّرت أحرفها الأولى منذ تبوأت مسؤولياتك الدينية كشيخ جليل، وكقاضٍ مجاز في الحقوق، مارس مهنته بحكمة وجرأة، لم تبدل معها كل الضغوط حكمتكم أوأحكامكم فبقيت تغفو وتفيق على راحة الضمير ولا زلت".
وأوضح أنه "صَدَحْتَ بوحدة الكلمة، لما كان الإنقسام سائداً في صفوفنا، وإنخَرَطْت في مسيرة فتح الأبواب المغلقة عندما كانت الأبواب موصدة بين الأخ وأخيه. وعملت على هدم كل جدار يفصل بين إنسان وآخر وأقمت بينهم مساحة من الإيمان بالله تضيء على ليالينا الموحشة بضوء الرحمة والإنسانية والمحبة"، مشيراً الى ان "هذا شأن الأتقياء، الذين سعوا الى توحيد الكلمة والصف، هذا شأنك سماحة الشيخ منذ تبوؤك مسؤولية شيخ عقل طائفة الموحدّين الدروز بتاريخ 5/11/2006، بعد أن أقرينا قانون المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بإجماع وطني بتاريخ 9/6/2006 في مجلس النواب، وكان لي شرف مراجعة وتعديل القانون السابق مادة مادة وانضاجه بصيغته الأخيرة الحالية وذلك بناء على رغبة ملحّة من معالي وليد بك جنبلاط وسلمت القانون باليد لرئيس مجلس النواب متمنياً عليه أن يضعه على جدول أعمال أول جلسة كبندٍ أوّلٍ في المناقشة ، فتكرّم بذلك وتم التصويت عليه بإجماع النواب".
وأكد أنه "أتت ممارستكم سماحتكم بعد انتخابكم شيخ عقل الطائفة ورئيس المجلس المذهبي، خير دليل على ما نقول فانتهجت نهج توحيد القلوب وخدمة المواطنين دون تفريق أو تمييز يحدو بك ذلك فكركم النيّر وعدالة تأصلت بنفسكم منذ زمن فلمس الناس معنى أن تكون بخدمة كل مواطن عندما تتسلم شأنا عاما".
ورأى أنه "لقد حقق لبنان نصرا مؤزرا في تحرير مساحات واسعة من أرضه في جرود عرسال والقاع وراس العين على الحدود الشمالية من إحتلال التنظيمات الإرهابية، بفضل تضحيات جيشنا الباسل ورجال المقاومة الشرفاء ومساندة شعبنا الأبي"، مشيراً الى "اننا نبارك للبنانيين هذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق بفعل قرار حازم من السلطة السياسية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية، وكذلك القرار الواضح والحازم لدولة رئيس مجلس الوزراء وبفعل وحدة اللبنانيين وإلتفافهم حول جيشهم الوطني؛ ولكننا ننبه في الوقت عينه، من خطورة هذه التنظيمات بما تحمله من فكر متطرف يضرب النسيج الإجتماعي الوطني والقومي لأمتنا العربية والإسلامية، ولا بد من أن تبقى قوانا المسلحة في أعلى درجة من الجهوزية لمراقبة وإفشال اي محاولة للعبث بانتصارنا في الجرود، وكما أحذر ايها الحضور الكريم، من تهديدات العدو الإسرائيلي والتي أخذت الإسبوع الماضي شكل المناورات "غير المسبوقة"،على حدودنا الجنوبية، وهي مستمرة حتى الآن".
ولفت الى أن "الموضوع الثاني الذي أريد أن أشير اليه بعجالة اليوم هو أننا بدأنا نسمع همسات متكررة صادرة عن مجلس الوزراء، بأن البطاقة الممغنطة المنصوص عنها في قانون الانتخاب الجديد، صعبة المنال ولن تتمكن الحكومة من انجازها. فإذا كان الأمر كذلك فإنني أدعو بوجوب تقصير مدة المجلس الحالي والذهاب الى انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن، فوجود البطاقة الممغنطة كانت السبب الأساسي والوحيد لتمديد مدة المجلس. فإذا لم تعد واردة لا يصح إطلاقاً إكمال المجلس النيابي للفترة الممدة".
وأشار الخليل الى أنه "في مواجهة التحديات المختلفة، راهنَّا على وحدتنا الوطنية، وعلى مسار التغيير الإيجابي الذي تقوده قيادات وطنية، مَنعت في السابق وستمنع دائما أي محاولة لرمي بذار الفتنة البغيضة، ولا يسعني هنا إلا أن أذكر رجل الدولة وحامي الدستور دولة الرئيس نبيه بري، وصمام الوحدة الوطنية رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. ومعهما رئيس الحكومة، رجل الإعتدال وريث الإنفتاح والتسامح والحوار الشيخ سعد الحريري".