توجّه وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق، إلى "من تطاولوا على مقام رئاسة الحكومة ورئيس الحكومة والسعودية الّتي لم نرَ منها في لبنان إلّا كلّ الخير"، مشيراً إلى "أنّنا اتّخذنا قراراً بربط النزاع، لكن لم نتّخذ قراراً بربط الكرامات، لأنّ اللّغة الّتي تُستعمل في السياسة تطال كرامات كبار مسؤولينا".
واستنكر المشنوق، في كلمة له خلال عشاء تكريمي، "التعرّض للسعودية ومقارنتها بالنظام في سوريا"، لافتاً إلى أنّ "السعودية بانفتاحها على كلّ الجهات السياسيّة وفي أصعب الأوقات، لا يمكن أن نقارن بينها وبين نظام في سوريا استعمل الكيميائي ضدّ شعبه عشرين مرّة"، مركّزاً على أنّ "لا مقارنة بين السعودية الّتي لم تقدّم إلّا الخير للبنان والرغبة بالإنفتاح على كلّ الجهات، والقدرة على الحوار مع كلّ الناس والمواجهة المستمرّة لحفظ العروبة والإسلام، وبين نظام لم يقدّم إلّا التفجيرات والتخطيط لقتل المدنيين الأبرياء".
وأوضح "أنّنا لن نقبل بالتطبيع مع النظام السوري"، مؤكّداً أنّ "رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، هو الناطق الرسمي بإسم الحكومة ولا ينتظر أحدا ليعطيه دروساً"، معترضاً على كلام "لا يُحتمل لا في السياسة ولا في المنطق ولا في العقل ولا في الأخلاق، وأقلّ ما يقال إنّه كلام بلا أخلاق سياسيّة"، منوّهاً إلى أنّ "من يتطاول على رئيس الحكومة وصلاحيته يجب أن ينتظر كلاماً من هذا النوع، لأنّ رئيس الحكومة لم يعتدِ على أحد، بل قال كلاماً دقيقاً جدّاً ومحدّداً له فيه رأي سياسي، لكنّه لم يطل كرامات الناس"، لافتاً إلى أنّه "عندما يستسهلون التعرّض لكرامة رئيس الحكومة، فهذا يعني أنّهم يستسهلون التعرّض لكرامة كلّ لبناني مؤمن بالدولة، ومؤمن بجيشه ومؤسّساته، وليس لشخص سعد الحريري، بل للموقع الّذي يشغله سعد الحريري".
وبيّن المشنوق، أنّ "هذا ينطبق أيضاً على الكلام بحقّ رئيس الحكومة السابق الصامت الصابر تمام سلام، الّذي تحمّل لثلاث سنوات جبالاً من الخلافات السياسيّة والإستهتار الدستوري في ظلّ الفراغ الرئاسي"، مشدّداً على "أنّنا نفخر بحفظنا لعرسال وأهلها وبجيشنا الوطني، وقائد الجيش السابق جان قهوجي لم يفعل إلّا ما أملاه عليه ضميره الوطني ومناقبيته العسكرية. ولا كان الرئيس سلام إلّا حمّالاً لرسالة حفظ السلم الأهلي. وذلك في ظلّ توترات عشناها سوياً لسنوات التزمت خلالها كثير من الجهات، المتفرعنة هذه الأيام، بتعطيل الوطنية اللبنانية الحابسة لطوائفها بكلّ الوسائل".