أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ سوريا في طريق النصر الكامل، خصوصًا بعد الانتصار الذي تحقّق في دير الزور، مشيراً إلى أنّ المشروع المعادي لسوريا لم ينتهِ بعد ولم يُدفَن بعد، معتبراً أنّنا نعيش اليوم أيام عودة سوريا إلى ما كانت عليه.
وفي حديث إلى قناة "سما" الفضائية من دمشق ضمن برنامج "نبض الشرق" أدارته الإعلامية هناء الصالح، لفت أبو فاضل إلى أنّ الأنظار كلها متجهة الآن لإعلان النصر الكامل في دير الزور، وأشار إلى أنّ المشهد السياسي في سوريا تبدل وكذلك المشهد العربي تجاه سوريا والمشهد الدولي تجاه سوريا.
ورأى أبو فاضل أنّ الانتصار الذي تحقّق في سوريا سوف يسمح للدولة السورية وللرئيس السوري بشار الأسد القفز لأمور أخرى وأولويات أخرى، شارحاً أنّه كلما تحرّرت مدينة واستعادت الدولة السورية السيطرة عليها، يتحصّن موقع الدولة ويتحصّن موقع سوريا أكثر وأكثر تجاه الرأي العام الإقليمي والدولي.
إدلب ستترك إلى النهاية
وجزم أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ سوريا في طريقها إلى النصر، ولو كان هذا النصر على دفعات، ولفت إلى أنّ الدول الأوروبية خففت دعمها للفصائل المقاتلة في سوريا بشكلٍ ملحوظ، في حين أنّ تركيا وقطر تبحثان الآن كيفية تخفيف دعمها لهذه الفصائل.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّه بعدما استطاع الجيش العربي السوري وحلفاؤه القضاء على الوحوش الشريرة في دير الزور وفك الحصار عنها، تبقى هناك مشكلتان رئيسيتان تتمثلان في الرقة وإدلب، مرجّحاً أن تُترَك إدلب حتى النهاية، نظراً للدعم التركي الذي تحظى به.
ورأى أبو فاضل أنّ النصر الذي تحقق في دير الزور اليوم كبير جداً، وقد يكون الأكبر بعد حلب، مشيراً إلى أنّ حلب كانت الأساس، وهي التي تعتبر عاصمة ثانية لسوريا.
ورقة داعش سقطت
ورداً على سؤال آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّ السعودية انسحبت من المشهد ولا تزال قطر وتركيا إلى حد ما والكيان الصهيوني إلى حد كبير، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر من شأنه تغيير كلّ المعادلات المعمول بها على الأرض.
وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ ورقة داعش سقطت عمليًا، شرح وجهة نظره بالقول أنّ جبهة النصرة لها أب لكن داعش ليس لها لا أب ولا أم، ولكنّه أكّد أنّ أميركا هي التي خلقت داعش، وهذا أمر مفضوح وقد كشفه الأميركيون أنفسهم.
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "لم يختف أسامة بن لادن إلا ليظهر أبو بكر البغدادي". وأضاف: "هي تمثيلية أميركية مكشوفة".
اتجاه لضرب المغرب العربي
أبو فاضل أوضح، رداً على سؤال، أنّ داعش لن تنتهي بشكلٍ كامل، لكنها ستبقى على طريقة طالبان والقاعدة، ولفت إلى أنّها منظمة عقائدية تستفيد منها مخابرات الدول، مشيراً إلى أنّه يمكن أن يتمّ نقلها إلى ليبيا وتركها هناك، مستبعداً ما يُحكى عن إمكانية نقلها إلى اليمن، وإن أكّد أنّ كلّ شيء يبقى وارداً.
وفي سياقٍ متّصل، تحدّث أبو فاضل عن وجود اتجاه دوليّ لضرب المغرب العربي وتفتيته، لافتاً إلى أنّ هذا هو المخطط الأميركي اليوم، كاشفاً في الوقت نفسه عن وجود مخطط أيضاً لتطويق مصر التي يوجد تركيز كبير عليها خصوصاً من قبل إسرائيل.
الأكراد مدعومون أميركياً وسعودياً؟!
وتطرق أبو فاضل إلى قضية الأكراد، حيث لفت إلى وجود نسيج سوري اسمه الأكراد يغذى من الخارج بدعم أميركي أحياناً وغير أميركي أحياناً أخرى، كاشفاً عن استحقاق ينتظر المنطقة في 25 أيلول 2017، في إشارة إلى الاستفتاء الذي يتمّ التحضير له بالنسبة لكردستان العراق. وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ هذه المنطقة تغلي كردياً بالنسبة لتحقيق دولة، جدّد القول أنّ هذه الدولة تخضع من الرقة إلى كل المناطق إلى أكراد إيران تخضع للمزاج التركي والإيراني والسوري والعراقي، لكنّه أشار إلى أنّ المشكل الأكبر للأكراد هو مع تركيا ولذلك لا بدّ أن يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحول لأنّ أولويته هي المشكلة مع الأكراد قبل العرب.
ونبّه أبو فاضل إلى أنّ أي مشكل يحصل مع الأكراد ربما يجعل السعوديين يدعمون الأكراد بوجه إيران وبوجه تركيا، وأوضح أنّ الأكراد مدعومون اليوم أميركياً وربما يصبحون مدعومين سعودياً أيضاً بعد فترة.
داعش ستبقى فزاعة
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّه لا يزال من المبكر الحديث عن معركة في الرقة، مشيراً إلى أنّ الدولة السورية تطالب بالرقة وستسعى إلى أخذ الرقة، لكنّها تدرك أنّ استعادة الرقة سوف تصبح أسهل بكثير من بعد الانتهاء من داعش في الرقة.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ داعش بحاجة لأرض، وإذا لم يكن لديها أرض لا أحد يفاوضها، ولذلك عندما يكون لديها أرض فيها نفط وفيها غاز يمكن أن تتحرك أكثر، ولفت إلى أنّ داعش تقترب من النهاية لكنها سوف تنتقل إلى منطقة أخرى، لأنّها سوف تُستعمَل من قبل أجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية، وربما أجهزة المخابرات العربية أيضًا سوف تستخدمها.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ داعش ستبقى فزاعة في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أنّ من خلق أبو بكر البغدادي يستطيع أن يخلق غيره، معتبراً أنّ الفكر الداعشي لا يمكن التخلص منه بسهولة في المنطقة العربية، خصوصًا أنّه مدعومٌ صهيوني، وأكبر دليل على ذلك أنّ ما يسمّى بالإسلام السياسي التكفيري لم يستهدف الكيان الصهيوني ولو بعملية واحدة.
إسرائيل تشعر بالخوف والارتباك
ورداً على سؤال، تحدّث أبو فاضل عن رسالة يوجّهها محور المقاومة والممانعة اليوم، معتبراً أنّ هذه الرسالة إقليمية أكثر منها دولية إلى العرب والأتراك وإسرائيل، ومفادها أنّ الطريق من طهران إلى العراق إلى سوريا إلى بيروت سوف تكون مفتوحة برعاية دولية روسية.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الجغرافيا التي خلقها الحشد الشعبي في العراق بالتواصل مع إيران كان لها دلالاتها وكذلك الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان والجيش اللبناني البطل بتحرير القلمون، وتحدّث عن اتجاه لتثبيت المثبّت، لأنّ هذا المحور كان موجوداً ومتواصلاً مع بعضه البعض، ولكنّه انقطع إلى حد ما، واليوم يقول أنّه عاد مع القضاء على داعش.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والغارات الإسرائيلية على المواقع السورية دليل على أنّ إسرائيل تشعر بالخوف والارتباك خصوصاً لتغيير قواعد الاشتباك في جنوب سوريا، علماً أنّ قوات الأمم المتحدة كانت منذ احتلال الجولان خيال صحراء لا تقدّم ولا تؤخّر.
الانتصار الذي يتحقق اليوم تاريخي
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه لطالما كان لديه ثقة وقناعة بأنّ سوريا سوف تنتصر، مشيراً إلى أنّ الرئيس بشار الأسد كان كذلك واثقاً من النصر، وهذه الثقة الموجودة لدى الرئيس الأسد ودفاعه عن الدولة السورية هو ما جعل كل العالم تقف إلى جانب الدولة السورية.
وأوضح أبو فاضل أنّه لولا ثقة السوريين بقيادتهم لما صمدت الدولة السورية، جازمًا أنّ هذا التكامل الموجود في سوريا هو الذي جعل روسيا تأتي إلى سوريا ومن ثمّ حلفاء سوريا الطبيعيين أي حزب الله وإيران.
وجزم أبو فاضل أنّ الانتصار الذي يتحقق اليوم، ولو لم يكتمل بعد، هو انتصار تاريخي سوف يدخل في التاريخ، خصوصاً بعد معركة دامت سبع سنوات، مشيراً إلى أنّ العقيدة الموجودة عند الجيش السوري وكذلك عند حزب الله وإيران هي التي ساهمت في تحقيق هذا الانتصار، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ الروس لطالما كانوا يحلمون بالمياه الدافئة، وهم لن يجدوا أدفأ من مياه البحر الأبيض المتوسط.
لا لزوم للمفاوضات
ورداً على سؤال، قلّل أبو فاضل من شأن المفاوضات، معتبراً أنّه لم يعد لها لزوم، مشيراً إلى أنّه لا يوجد انتقال سياسي والعملية السياسية أصبحت خلف ظهورنا، مستنتجاً أنّ المفاوضات مجرد سيناريو لعملية سياسية لن تحصل.
وفيما أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المفاوضات لا يجب أن يبحث بها أحد في هذه المرحلة، قال أنّ المفاوضات يمكن أن تحصل فقط لتأمين دخول آمن لسوريا لبعض المعارضين الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء، مشدّداً على أنّ المعارضة السورية لا تملك الأرض، وبالتالي لا دور لها في المفاوضات.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ منصّة موسكو ومنصة القاهرة ومنصة الرياض بمجملها لا تملك الأرض ولا حيثية تمثيلية لها، مشيراً إلى أنّ من يملك الأرض جبهة النصرة ومن خلفها تركيا وقطر إلى حد ما، وربما الأكراد مستقبلاً، متحدّثاً في هذا السياق عن مشكلة جديدة تركية إيرانية مع الأميركيين بالنسبة للأكراد.
السعودية خارج المعادلة
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ السعودية تفتش عن دور خسرته في المنطقة، لافتاً إلى أنّها تحاول أن تمسك أوراقاً بسوريا لا أكثر ولا أقلّ، مشيراً إلى أنّ قطر في المقابل لديها بعض الأوراق في إدلب.
وجزم أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنّ السعودية هي أساسًا خارج المعادلة في سوريا اليوم، مقللاً من شأن ما يُحكى عن سعيها لتوحيد منصات القاهرة وموسكو والرياض، معتبراً أنّ من يملك الأرض وحده من يستطيع أن يتكلم.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الأسد يشرك الجميع بالمفاوضات لكنه لا يشركهم في السلطة، منبّهاً إلى أنّ إدخال هؤلاء إلى الحكومة يعني الذهاب إلى طائف جديد في سوريا وبالتالي خراب البلد، وهذا الأمر لن يسمح به الرئيس الأسد وهذا الأمر لن يحصل، وقال: "لا يجوز أن تحصل تنازلات من قبل من ينتصر".
وشدّد أبو فاضل على أنّ هناك ديمقراطية في سوريا مقبولة جداً بالنسبة للسوريين، مشيراً إلى أنّ كل بلد يعيش الديمقراطية التي تتناسب مع شعبه ومع مصالحه.