أشار راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة ان "الإضطهادات كانت تتجدد بإستمرار في تاريخ الكنيسة وتأتي مرات كثيرة من أبناء الكنيسة بذاتهم، عندما كانوا يختلفون على العقائد الإيمانية وينشئون البدع والهرطقات ويشرذمون جسد المسيح، الكنيسة ويقسمونها. وبإمكاننا القول أن تاريخ الكنيسة منذ نشأتها كان تاريخ شهادة وإستشهاد. وينسحب هذا الكلام على الكنيسة المارونية التي نشأت على قبر مار مارون بعد عودته إلى بيت الآب حوالي سنة 410 بعد المسيح وبعد أن تجمع تلاميذه في دير كبير سمي بيت مارون وقد تعدى عدد الرهبان فيه المئات. وبعد أن حصلت الخلافات اللآهوتية حول شخصية يسوع المسيح وبصورة خاصة حول كونه في الوقت عينه إلها وإنسانا، وعلى أثر المجمع المسكوني الخلقيدوني الذي إعترف بالطبيعتين في المسيح، إلتزم تلاميذ مار مارون تعليم الكنيسة الرسمي هذا وتعرضوا للملاحقة والإضطهاد فإستشهد منهم ثلاث مائة وخمسون سنة 517، مما إضطرهم إلى ترك سهول سوريا الخصبة والإنتقال تدريجيا إلى جبال لبنان ووديانه الوعرة ليعيشوا حياة التقشف والإماتة كي يستطيعوا المحافظة على إيمانهم".
وخلال مسيرة صلاة وتأمل نظمتها رعية مار يوحنا المعمدان في حرف أرده - قضاء زغرتا، قال: "تاريخ الكنيسة المارونية هو تاريخ شهادة وإستشهاد منذ نشوئها، لكنه يبقى بالرغم من كل ذلك تاريخ قداسة وتجذر في الإيمان، فلم تستطيع قوى الشر من إلغائها من الوجود بالرغم من كل محاولاتها في سبيل ذلك، ولذلك بإمكاننا التذكير بما قاله أحد آباء الكنيسة في القرون المسيحية الأولى، وهو ترتليانوس، للحكام الرومان المضطهدين، : تستطيعون قتلنا وذبحنا وتقطيع أوصالنا لكنكم لن تستطيعوا إلغاءنا من الوجود، لأن دم الشهداء هو زرع لمسيحيين جدد. إنها حقيقة ثابتة تدعونا إلى الرجاء والثقة ".