إنه الملياردير الأميركي من أصل هنغاري جورج سوروس البالغ من العمر 87 عاما. هذا الرجل اللغز الأبيض اللون؛ هو أكبر غرفة عمليات في العالم. عندما يقال له أنه غرفة سوداء، يضحك ويكمل لعبة الشطرنج مع نفسه. لكل حجر بيده جغرافيا وتاريخ .عالمه المال لإصلاح العالم. هكذا يؤمن. ولكن؛ هل هو يُصلح أم يُخرب؟ هل الرجل متورط بتمويل ما سُمِّي "الربيع العربي"؟ بعض الأوساط تؤكّد ذلك والبعض الآخر ينفيه. لماذا نذكر سوروس؟ لأنه محرّك دولي خلف الأضواء. تمّ تسريب معلومات صحفية تفيد أنه المموّل لحملة هيلاري كلينتون الإنتخابية. برأيه، الرئيس دونالد ترامب "دكتاتور" ويجب ألّا ينجح. هو اليوم يريد إسقاطه.
تتهمه بعض الأوساط الأميركية أنه وراء الحملة الإعلامية ومظاهرات الإحتجاج ضدّ الرئيس ترامب التي قامت في الولايات المتحدة الأميركية ولا سيما في ولاية كاليفورنيا.
فجأة، يتسرّب اليوم خبر أن صهر ترامب زوج ابنة الرئيس إيفانكا كان قد استعان بشركة سوروس لتمويل شركته بملايين الدولارات. توقيت الخبر ليس صدفة. يتردّد أنّ لدى جورج سوروس شبكة إستقصائية إلكترونيّة دولية؛ يتم توظيف معلوماتها في الفضائح السياسية والأمنية والإقتصادية والقضائية وغيرها لمآرب اقتصادية، سياسية وايديولوجية في آن. لشركات سوروس استثمارات مباشرة وغير مباشرة عبر أذرع في أكبر الشبكات الإعلامية والشركات التجارية والمالية في العالم. ومنها ربما العربية. كُثر لا يعلمون المصدر الفعلي لرواتبهم.
دخل الرجل أيضاً عالم الرياضة العالمية عبر الإستثمار في أكبر النوادي والتنظيمات الرياضية. إنها أيضا لعبة أسهم مالية عند أي ربح أو خسارة. هذا في عالم الأعمال، أمّا في ما بين الدول، اتهمته حكومات عدّة بأنه مسؤول عن تخريب اقتصاد دولها؛ منها بريطانيا وماليزيا وحوكم في قضية ماليّة كبرى في فرنسا. اتهم بأنه مهندس الثورات الملونة في أوكرانيا وصربيا وجورجيا. يخترق منظمات المجتمع المدني ويمولها في دول أهدافه.
يسيّر سوروس الرأي العام والسياسة كما تشتهي عملياته في البورصة وتجارة الذهب. إنه ممول مجموعة الأزمات الدولية. السياسة بحسب رأيه تُصنَع ولا تُملى. يتقن لغة الثواب والعقاب في كلّ شيء. لِمَن يهمه أن يعرف؛ جورج سوروس رجل أعمال يحتلّ المرتبة 29 في قائمة أثرى رجال العالم ، ثروته تتخطى الـ26 مليار دولار. كان بائعا متجولا؛ لكنه شقّ طريق النجاح في ولاية نيويورك الأميركية ومنها الى ولايات ودول أخرى بعد دخوله عالم البورصة. السوق المالي الأوروبي اختصاصه الأول الذي نقله إلى الثروة. هو ليبرالي إلى أقصى الحدود؛ متحدّر من أسرة يهودية. حياته الخاصة تدلّ أنّه علماني.
يملك جورج سوروس شركات تجارية مالية عدة ومشاريع خيرية كثيرة. تتداخل أعماله مع توجهاته الفلسفية والسياسية، فيعمل إرضاء لنفسه .
هو متهم بتمويل تنظيمات وثورات واحتجاجات عدة تجارية وسياسية واجتماعية وانقلابية في العالم.
ماذا عنه واسرائيل؟. إنه المتهم الرئيسي اليوم من الحكومة الإسرائيلية بتمويل الإحتجاجات والمظاهرات والحملات ضد رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتانياهو .تتهمه اسرائيل أنه معاد للسامية. ماذا يحصل في الواقع؟ الرجل معاد لسياسة اسرائيل. معظم التحركات الإنقلابية الحاصلة في أرض العدو والاحتجاجات والتقلبات الماليّة؛ إن لم نقل كلها؛ يبدو أنّ لجورج سوروس يد فيها.
ليس عن عبث أن تنشر دراسة أعدّها باحث اسرائيلي "رؤوفيني" في موقع ميدا للدراسات، يؤكد فيها بالأرقام أن سوروس "يقدم خدمات لأعداء اسرائيل" ويؤكد أنّه يقدم تبرعات مالية لمؤسسات فلسطينية .
جاء صراحة في الدراسة ما يلي: "يستثمر سوروس أمواله للتشكيك أن اسرائيل دولة ديمقراطية أمام المجتمع الدولي". فنّدت الدراسة أسماء المنظمات الفلسطينية التي تتهم اسرائيل بالدولة العنصرية والمرتكبة لجرائم حرب والتي يموّلها جورج سوروس بملايين الدولارات.
أكثر من ذلك؛ نجل بنيامين نتانياهو اتهم صراحة سوروس بتمويل الانقلابات في اسرائيل وبالتحريض على والده. طبعا هذا ما يسمعه من دوائر والده الحكومية والأمنيّة. تتحدّث بعض الأوساط الدولية أنّ سوروس يحضّر لخضّة ماليّة كبرى في اسرائيل. لم يتراجع الرجل يوما عن أهدافه أمام الضغوط. يتّهمونه بمعاداة السامية، ينكر.
اليوم ، يغلي الداخل الاسرائيلي، والاقتصاد هناك قابل للترنّح... هل سنشهد ربيعا "عبرياً"؟ سؤال طرحته من باب الإيجاب سابقا في مقالة عبر صحيفة "النشرة" الالكترونيّة، استبعد واقعيته كثيرون. بدأت تتبدّى بوادر رياحه. يظن سياسيّون ومعهم أيضا كبار المحللين السياسيين، أنّ المؤامرات تضعها مجموعة دول وأجهزة وحكومات. نادراً ما يصحّ ذلك، اللعبة لعبة أشخاص. بعض الدول أدوات.
إن نطق يوما جورج سوروس بمخزون أسراره لا شك أنّه سيهز العالم أكثر مما يفعل حالياً. هو كاتب لرؤياه. أفعاله تدل أنه لا يكتب كل الحقائق. هل يكتب مذكراته؟. ربما سيفعل قبل أن يتهموه بالجنون، كل شيء يدلّ أنه لا ينسى ...