تأتي زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى نيويورك بداية الاسبوع المقبل لالقاء كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتويجا للانفتاح الذي بدأه العهد على جميع الدول وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، وحضوره القمة العربية، بعد فترة دامت اكثر من عامين كاد لبنان ان يصبح معزولا عن العالم بسبب الشغور الرئاسي، مع ما رافق ذلك من مخاوف انهيار المؤسسات الدستورية باكملها .
ويحضر الرئيس عون اجتماعات الجمعية العامة وفي جعبته انتصارا حققه الجيش اللبناني على الاٍرهاب، وحضور لبنان في معظم المحافل الدولية، وانجازات على المستوى الداخلي لا يمكن التقليل من أهميتها وفي مقدّمها قانون انتخابات جديد، بالرغم من السجالات السياسية التي رافقت وترافق كل انجاز يتم تحقيقه .
ورأت مصادر وزارية ان كلمة لبنان في الامم المتحدة التي يلقيها رئيس الجمهورية ستركز على عدة نقاط، أهمها ملف النازحين السوريين في لبنان، والحل السياسي في سوريا، والانتهاكات الإسرائيلية للبنان، ومكافحة الاٍرهاب، والقضية الفلسطينية، وحوار الأديان والحضارات .
ففي ملف النازحين السوريين سيشدّد العماد ميشال عون على ضرورة عودة هؤلاء آمنين الى بلادهم، ومساعدة لبنان الذي يستضيف حوالي اكثر من نصف سكانه من النازحين بانتظار عودتهم، كما سيؤكد على ان الحل السياسي للوضع في سوريا هو الحل الوحيد، لأن الحل العسكري لن يأتي بالنتائج المرجوة في سبيل الاستقرار في المنطقة، والذي يعزّز وحدة وسلامة الاراضي السورية .
وفي هذا السياق يرى رئيس الجمهورية وبحسب المصادر نفسها ان "تخفيف بؤس النازحين، وخلاصهم من قساوة هجرتهم القسرية، وتجنيب لبنان التداعيات الاجتماعية والسياسية للازدياد المضطرد في أعدادهم لن تكون الا من خلال عودتهم الآمنة الى ديارههم".
أمّا في ملف الانتهاكات الإسرائيليّة الجويّة والبريّة للأراضي اللبنانية، سيدعو عون الى ان تتحمل المنظمة الدولية مسؤولياتها كاملةً، وان تضغط على اسرائيل لتطبق وتنفذ القرار 1701 بكل مندرجاته، وان تنسحب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وان من حق لبنان ان يحرر ارضه وبدافع عنها بكل الأساليب المشروعة التي تحاكي احتلال ارضه.
اما في ملف مكافحة الاٍرهاب فتوقعت المصادر ان يستعرض رئيس الجمهورية الاوضاع التي مرت على لبنان بسبب المنظمات الارهابية، والتعديات التي قامت بها تلك المجموعات على لبنان والضحايا اللبنانيين الذين سقطوا، والتضحيات التي قدمها اللبنانيون وجيشهم في سبيل تحرير أراضيه من الإرهابيين، والتزام لبنان بالتحالف الدولي بمكافحة الاٍرهاب .
وتوقعت المصادر ان يجدّد رئيس الجمهورية الطلب من الامين العام للأمم المتحدة ان تكون العاصمة اللبنانية بيروت مركزا لحوار الأديان والحضارات، لما يتمتع به هذا البلد من مزايا التعايش بين جميع الأديان والحضارات .
وقالت المصادر، ان القضية الفلسطينية ستشكل بندا مهما في كلمة عون، حيث سيدعو الى اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، وعودة الفلسطينين الى ديارهم، وإقامة سلام شامل وعادل في منطقتنا .
ومن المتوقع ان يلتقي رئيس الجمهورية خلال تواجده في نيويورك عددا من قادة الدول العربية والأجنبية، والامين العام للأمم المتحدة، وأمين عام جامعة الدول العربية، كما سيلتقي رئيس الصليب الأحمر الدولي، ويحضر حفل الاستقبال الذي سيقيمه الرئيس الاميركي دونالد ترامب على شرف رؤساء الدول المشاركة، والغذاء الرسمي الذي يقيمه الامين العام للأمم المتحدة، ويغادر نيويورك والوفد المشارك عصر الخميس المقبل بعد ان يلقي كلمته ويصل بيروت صباح يوم الجمعة في 22 من الشهر الجاري .