عقد لقاء تقييميّ للطلاب الفائزين في "مسابقة بشارة الخوري للتوعية الديمقراطيّة" للعام الدراسي 2016/2017، برحلة تثقيفيّة إلى إسبانيا، وذلك في مبنى وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت. وقد حضر اللقاء ممثّلون عن السفارة الإسبانيّة في بيروت، و عن المديريّة العامّة للتربية، وعن جهاز الإرشاد والتوجيه في الوزارة، بالإضافة الى الشيخ مالك الخوري، راعي المباراة التي تقام سنويّاً لتلامذة الصف الثانوي الثاني، في الثانويّات الرسميّة والخاصّة من كافّة المناطق اللبنانيّة، بإشراف وتنظيم وزارة التربية والتعليم العالي.
وألقى الخوري كلمة نوّه فيها بجهود وزارة التربية للقيام بالمسابقة، كما شكر السفارة الاسبانيّة التي نظّمت الرحلة التثقيفيّة إلى اسبانيا، في أوائل حزيران 2017، للفائزين الأوائل، والذي بلغ عددهم 12 طالباً وطالبة من مختلف المناطق اللبنانيّة، مؤكدا ان "الهدف من هذا اللقاء هو تقييم المشروع لتحسينه مستقبلاً، وللوصول إلى إكماله بكلّ مراحله"، وبالتالي تحقيق الغاية منه، ألا وهي حثّ المتعلّمين على المشاركة في صنع القرار، من خلال إبداء آرائهم ورفع الصوت عالياً، والعمل الجدّيّ الحثيث في سبيل الوصول إلى الأهداف المتوخّاة، ومن خلال المشاركة في مؤسّسات المجتمع المدني وتنظيماته."
بعدها انتقل المشاركون إلى تقييم مشروع الزيارة التثقيفيّة إلى اسبانيا، من خلال طرح خمسة أسئلة، وتلقّي الإجابات حولها. وكان السؤال الأوّل حول انطباع كلّ طالب عن الزيارة التي قام بها. وجاءت الأجوبة بمعظمها عن " أنّ الزيارة كانت غنيّة من كافّة النواحي السياسيّة والثقافيّة والسياحيّة." وأشار بعض الطلاب المشاركين في الرحلة إلى " أنّهم أجروا مقارنة بين التحدّيات التي يواجهها الشباب في اسبانيا، وتلك التي يواجهها الشباب اللبناني، وتبيّن لهم أنّ التحدّيات هي ذاتها: البطالة، مجالات التخصّص، تعثّر الاقتصاد، التشرذم السياسي... إنّما يكمن الفرق في كون الشباب الاسباني فاعلاً في الحياة السياسيّة في بلده، وصوته مسموع، وتوجد مجالس شبابيّة ممثّلة رسميّاً في الدولة، بينما الوضع مختلف في لبنان، إذ إنّ دور الشباب مهمّش، ولا تؤخذ آراؤهم على محمل الجدّ."
وأشار بعض الفائزين إلى " أهميّة اللامركزيّة المعتمدة بشكل واسع في اسبانيا، وإلى أنّ اعتمادها يسهّل أعمال المواطنين، ويشركهم بفاعليّة في إدارة شؤون مناطقهم، وبالتالي يلعبون دوراً إيجابيّاً في تحقيق التنمية المستدامة في مجتمعاتهم." كما أعرب أحد المشاركين عن " إعجابه بعمل بلديّة مدريد، بعد زيارتها والإطلاع من المسؤولين عنها عن كيفيّة سير الأمور فيها" كما أعجب " بعمل مجلس الشيوخ ودوره إلى جانب مجلس النواب، وبالدور الريادي لل AECID في جمع الشباب وتوحيد طاقاتهم للعمل سويّاً من أجل تحقيق أهداف الشباب وطموحاتهم." ولفت مشاركون الى ان "الملاحظ هو ارتفاع نسبة مشاركة الإناث في الحياة السياسيّة والعامّة في اسبانيا، وبالتالي علينا العمل في لبنان على إشراك المرأة في الحياة العامّة وتوفير الحوافز والتسهيلات اللازمة لذلك." ولاحظ المشاركون ان دور الشباب مهمّش في لبنان، ولا دعم من المسؤولين لهم."، فيما رأى البعض أنّ " ما لفت انتباهه في مدريد تحديداً هو الإهتمام بالبيئة وزراعة الأشجار وتواجدها بكثرة على جوانب الطرقات، وكثرة المساحات الخضراء والحدائق العامّة ... وهذا ما نفتقده في مدننا." وكان تشديد على " أهميّة العمل الشبابي مع البلديّات، كونها السلطات المحليّة التنفيذيّة المسؤولة عن تجميل النطاق البلدي". وتجدر الإشارة إلى أنّ الفائزين زاروا بلديّتيّ مدريد وتوليدو واطلعوا على كيفيّة العمل في كلّ منهما.
وأعتبر ان المنهاج التعليمي المكثّف لا يسمح لهم بالمشاركة في نشاطات المجتمع المدني، كما أنّ الأوضاع الاقتصاديّة في البلاد غير محفّزة، بالإضافة إلى معارضة الأهل أحياناً بحجّة الأوضاع الأمنيّة.
وبيّن اللقاء في المحصلة أنّ هناك فكرتين رسختا في أذهان كلّ المشاركين في الرحلة التثقيفيّة إلى اسبانيا: الأولى هي ضرورة تطبيق اللامركزيّة، والثانية هي وجوب إشراك الشباب في الحياة العامّة في لبنان بشكل فاعل.