اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" نواف الموسوي في كلمة له خلال رعايته حفل تكريم طلاب مدرسة المهدي الى أننا "نبارك بهذه الانتصارات التي تحققها المقاومة، لا سيما وأن هناك من يتساءل بعدد المرات التي ننتصر بها على اسرائيل، وعليه فإننا نسأله أليس في هزيمة التكفيريين في حمص وإخراجم من الخالدية وصولاً إلى حي الوعر انتصاراً، ألم تكن هزيمة التكفيريين ومن ورائهم في معركة حلب انتصاراً كبيراً، لا سيما وأنها كانت موقعة فاصلة رسمت مساراً جديداً في الأزمة السورية، وبالتالي كان من الطبيعي أن نحتفل به، وهكذا حتى لا نعدد الانتصارات كثيراً"، لافتا الى أن "المشكلة في البعض أنهم يحزنون عندما نتحدث عن انتصارات كثيرة، ولكن ماذا نفعل لهم، فهم اختاروا حلفاء ينهزمون في كل مناسبة، وعليه فإننا في كل موقعة ننتصر بها سوف نقول نحن انتصرنا، وبطبيعة الحال سوف يحزن هؤلاء البعض في كل مرة، وبالتالي فإننا نقول لهم احزنوا إلى متى تريدون وتشاؤون، ولكنكم لن تحرموننا حقنا في أن نفرح بانتصاراتنا، ومن هنا نصل إلى الانتصار الأخير، الذي يجب أن نشدد على أنه انتصار، ألا وهو استعادة المجاهد أحمد منير معتوق الذي كان أسيراً، وهذا انتصار عظيم".
ولفت الى أننا "علّمنا اللبنانيين جميعاً والعرب ومن في العالم القيمة المقدسة التي نقدر من خلالها المجاهد عندنا، فكل ما حصل بالسابق مع جبهة النصرة أردنا منه الإفراج عن خمسة إخوان لنا، وكل الكلام الذي خرج علينا بموضوع داعش، لم ولن يهمنا، لأن بالنا كان مشغولاً بأمر واحد فقط، ألا وهو أن نرى أحمد معتوق عائداً إلى عائلته ورفاقه وإخوانه المجاهدين، ونكفي أن نرى بسمة أحمد معتوق حتى ننسى كل الصياح والنواح والحملات المتجنية والأكاذيب والافتراءات التي شنها الآخرون علينا بسبب أننا كنا نريد أن نستعيد أسيرنا، والحمد لله أننا استعدناه من داعش التي لا يستعاد منها أحدا"ن ومضيفا: "قرأنا في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الروس طلبوا من الأميركان تسهيل وصول القافلة التي تقل مسلحي داعش إلى دير الزور من أجل أن يتكمن حزب الله من الافراج عن الأسير، ففي حال صحة هذه العلومة، فهذا شيء عظيم، لا سيما وأن الدول العظمى بحالها تعمل من أجل أن نحرر أسيرنا"
واكد اننا "فخورون بأننا لا نترك أخاً من إخواننا في الأسر، فإذا كان شهيداً، فإننا نعمل لاستعادة جثمانه، وإن كان أسيراً، فإننا نعمل لإعادته إلى أهله ووطنه، وتهون أمام إرجاعه الأعداد، فنحن لسنا مهتمين للأعداد، ولن نهتم بالعدد عندما يتعلق الأمر باستعادة أخ من إخواننا، ومن هنا فإننا نسأل، لماذا صمت البعض في لبنان عندما خرج أكثر من 7777 عنصراً من جبهة النصرة ولم يفتحوا أفواههم سوى بالحديث عن داعش، ما هو هذا السر الذي يربط بين البعض في لبنان وبين جبهة النصرة الإرهابية، ومن يقول إن داعش أتوا من الرقة، فهذا كلام غير صحيح، لأن معظمهم كما جبهة النصرة هم من القلمون السوري، ولكن السر أن جبهة النصرة كانت لأبد طويل ولا تزال لدى البعض حليفاً، وكانت جيشاً سرياً، وذراعاً عسكرياً للبعض في لبنان الذي باعترافه تحدث أنه منذ العام 2011 بدأ بالتدخل في الأزمة السورية تحت عنوان دعم الثورة، أي من قبل أن نذهب نحن إليها، ولكن عن أي ثورة يتحدث هذا البعض، فهناك مجاميع مسلحة كانت تتوافد من بلدان أوروبية في ظل تنسيق مخابراتي واسع للوصول إلى سوريا للاستفادة منها بقلب النظام وإسقاط الدولة المقاومة في سوريا، وبالتالي يجب أن يكون واضحاً للجميع أن جبهة النصرة منظمة إرهابية تتعامل مع العدو الصهيوني في القنيطرة والجولان، وتشكل تهديداً للأمن الوطني اللبناني، وتهديداً للأمن القومي العربي في حال كان هناك شيء بعد اسمه أمن قومي عربي"، لافتا الى أن "الذين يتألّمون من انتصاراتنا، لا يمكننا أن ندعوهم للتصبّر، لا سيما وأنه في بعض الأوقات يصابون بقرحات في المعدة، وبالتالي ما عليهم إلاّ أن ينوحوا ويصيحوا، ونحن بات لدينا مناعة حيال كذبهم، وسنبقى نحتفل بانتصاراتنا في كل موقعة ننتصر فيها، ونحن عندما رأينا الأسير أحمد معتوق في الحرية، نسينا كل شيء اسمه خصوم في لبنان، ونسينا كل ما تحدثوه عنّا هؤلاء بالكامل، وعليه فإننا بعون الله تعالى ماضون بالانتصارات، وكلما زادت انتصاراتنا، كلما زاد صياح ونواح هؤلاء، وذلك لسببين، الأول أنهم لا يشعرون بالانتماء إلى الوطن الذي ننتمي إليه، وهو هذا اللبناني الذي نبذل مهجنا ودماءنا من أجل تحرير شعبه وأرضه، فهناك فرق بيننا وبينهم، وبالتالي سنبقى مختلفين نحن وإياهم، ولكن نحن بعون الله سنمضي، أما السبب الثاني وهو الأهم من ذلك أن هؤلاء مأجورون بكل ما للكلمة من معنى، فالحقيبة الشهيرة السعودية التي كانت تأتي بانتظام إلى لبنان، لا زالت تأتي إلى أسماء من يريد أن يعرفها عليه أن ينظر إلى علو صوتها ضد حزب الله وأمينه العام وضد المقاومة، وكلما ارتفعت عقيرتها، فهذا يعني أن أتاها اتصالاً من السفارة الأميركية أو أن حقيبة سعودية وصلت إليهم، فهذه هي الوظيفة السياسية لهؤلاء في لبنان، ألا وهي المشاغلة مع حزب الله".
واضاف: "آن الأوان أن يستيقظ البعض للواقع السياسي الجديد الذي حصل في لبنان والمنطقة بأسرها، والذي نلخصه بانتصار محورنا، وبالتالي مهما كابر وعاند البعض وأبدى من كيد، لن يغيّروا من حقيقة أننا انتصرنا، وبرأينا عليهم أن يقصّروا وقت معاناتهم ومعاناة اللبنانيين من جراء إصرارهم غير العقلاني على عدم فهم الوقائع الحاصة والمتحققة، والآخذة في التحقق"، لافتا الى أننا "ننظر بإيجابية إلى الزيارة التي أجراها رئيس الحكومة للاتحاد الروسي، فهو يزور حليفاً من حلفائنا الأساسيين الذي انتصرنا وإياهم في معركة سوريا والمنطقة والتوازنات على الصعيد الدولي، وهذا الحليف بات مُقراً له على الصعيد الدولي بحضوره الوازن والفاعل في هذه المنطقة، من سوريا إلى حيث تشاؤون، وبالتالي يجب أن تشكل الزيارة معبراً نحو علاقة تحالفية مع الاتحاد الروسي يستفيد منها لبنان لحماية أرضه وشعبه من العدوان الاسرائيلي الذي لا زال يتربص به، لا سيما وأننا لا زلنا في مرحلة الدفاع عن أنفسنا، والتي يحتاج فيها إلى شبكات دفاع جوي وضد المدرعات وإلى صواريخ حديثة نستطيع من خلالها تحقيق التوازن بحيث لا يدخل العدو إلينا، وهذا الذي يجب أن تتوجه إليه الأمور، وفي هذا المجال كي لا يتعجب أحد، نريد أن نسأل البعض الذي يعتبر تركيا حليفة له، ألم يلفت نظركم أن تركيا وهي عضو في حلف الناتو، قامت بالأمس بتوقيع صفقة مع الاتحاد الروسي لشراء شبكت دفاع جوي ألا وهي أس400، ولماذا لم تأتِ بها من الناتو، ولذلك من الطبيعي اليوم حتى نتحرر من الهيمنة الأميركية المنحازة إلى اسرائيل، ومن أجل حماية لبنان من العدو الاسرائيلي فإننا نحتاج إلى تطوير علاقة مع الاتحاد الروسي تصل إلى علاقة تحالفية، ولم تعد روسيا بعيدة، فهي اليوم جارتنا، فقاعدتها في حميميم، وقاعدتها البحرية في طرطوس، وهناك قواعد أخرى في سوريا، ونحن نشجع على المضي في هذا الاتجاه، كما أننا وبوصفنا جزءاً من هذه الحكومة، وبما أن مجلس الوزراء هو من يضع السياسة العامة للدولة، نطالب بإعادة إحياء معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق مع الجمهورية العربية السورية، بحيث نعود إلى علاقتنا التحالفية مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومع دولة سوريا المقاومة، لأن بذلك حماية للبنان، وها هي سوريا أظهرت أنها قادرة على مواجهة كل الهجوم الذي شن عليها، كما أننا نطالب بعقد علاقة تحالفية أيضاً مع جمهورية إيران الإسلامية، وأكثر من ذلك، فإذا كان هناك من فائدة ونرى أن هناك فائدة من تطوير العلاقات مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، التي تعرف بكوريا الشمالية، فلا مانع من ذلك، لا سيما وأن لديها قدرات، وأن الأميركان يركضون إلى كل دولة لها علاقة مع كوريا الشمالية ليهددهونها أو يكافؤنها".
وامل بأن "تتوسع التحالفات اللبنانية، بحيث تشكل مظلة أمان للبنان، ونحن بحاجة لدفاع جوي ولدفاع ضد المدرعات ولتوازن صاروخي، وهذا لم تعطيه إيانا لا الولايات المتحدة ولا الحكومات الأوروبية التي تسلم السلاح فقط للنظام السعودي الذي لا زال يرتكب المجازر في اليمن المستضف"، لافتا الى أننا "لا زلنا في وطن قيد التأسيس والتأثيث، لا سيما وأن المعنيين في هذا الوطن لم يتفقوا حتى الآن على كتاب تاريخ وتربية وطنية واحد للبنان، وذلك لأنهم حتى الآن ليسوا قادرين على الاتفاق من هو عدو لبنان ومن هو صديقه، وليسوا قادرين على الاتفاق من هو البطل ومن هو العميل، ولذلك على جميع الطلاب أن يعلموا أنهم إذا أرادوا أن يتوجهوا بأنفسهم نحو شيء عالٍ، فهو مفاهيمهم الأصيلة التي يستمدونها من انتمائهم، وأنهم إذا تقدموا غداً لمباراة على سبيل المثال كتّاب عدل، ففاز منهم من فاز، ولكن كان هناك طائفة لم يفز منها العدد الكافي، فلن تُعيّنوا على الرغم من نجاحكم، لأنه ليس هناك توازن طائفي، وهذا ليس فقط بكتاب العدل، وإنما بكل الوظائف الموجودة في الدولة، ولذلك عندما أربي أطفالي أود أن أصارحهم بالحقائق باكراً، لأن ذلك أسلم، وأربيهم على مفاهيمنا المتأصلة التي نتناقلها منذ مئات السنين وسنبقى عليها، فهويتنا الحقيقية والأساسية هي في انتمائنا، ولا ريب أن لدينا الاستعداد الكامل للاتفاق على هوية وطنية جامعة"، مؤكدا أن "هناك نوعية جديدة من الاختصاصات التي بات علينا أن نتوجه إليها، وهذا نقوله دائماً سواء في هذه المناسبة أو في غيرها، لأننا ذاهبون لنكون بلداً منتجاً للنفط والغاز، فهناك اختصاصات جامعية مرتبطة بمسألة الاستكشاف والتنقيب والاستخراج، وهناك اختصاصات علمية من الجيلوجيا إلى الهندسة البترولية وما بين هذين الاختصاصين، ولذلك فإننا ننصح طلابنا الأعزاء بأن لا يحصروا خياراتهم التخصصية بالطب والهندسة والصيدلة، بل أن يذهبوا لاختيار اختصاصات لها علاقة بصناعة النفط والبترول بصورة عامة".