اكد راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر ان "صليب يسوع كان قبله وسيلة تعذيب للعبيد الذين ليسوا شيئا لأن الرومان ما كانوا يصلبون بل تقطع رؤوسهم كرامة، أما العبيد الذين ليسوا شيئا فيسمرون على الصليب، ولكن عندما ارتفع يسوع على الصليب كرم الصليب ومجده فأصبح جسر عبور من الموت الى الحياة، وعلامة انتصار للحياة على الموت، وللمحبة على ما عداها. ألم يقل ربنا من على صليبه: "إغفر لهم يا أبتاه فهم لا يدرون ماذا يفعلون؟" فوق الصليب كان غافرا وكان محبا وأراد للصليب أن يكون علامة تواصل جديدة بين الأرض والسماء وبين الناس والناس، هذه الخشبة العمودية ترمز الى اللقاء بين الله والبشر، والخشبة الأفقية ترمز الى اللقاء بين الناس والناس، صليب يسوع دعوة الى المصالحة والمحبة والتضحية في سبيل الآخر وكلام الإنجيل كان واضحا هذاالمساء يعقوب ويوحنا ابن زبدة سائلا يسوع عمن يجلس عن يمينه وعن يساره فتذمر العشرة الآخرون ماذا يفعل هؤلاء؟ قال لهم يسوع: من أراد أن يكون فيكم كبيرا فليكن خادما للجميع، ابن الإنسان ما جاء ليخدم بل ليخدم ويقدم حياته عن الكثيرين، وأنتم أيها الأحباء، أنتم كبار بخدمتكم، بإيمانكم، الله يكبرنا ولا يكبرنا أحد سواه، الله يرفعنا من مستوى العبيد والأبناء الذين لهم حقوق في بيته، الله يرفع قاماتنا نحو الأعلى حتى نكون بشرا، أخوة بعضنا مع بعض، نحترم بعضنا بعضا، ونساعد بعضنا بعضا، هذه أمثولة المسيح الكبير فليكن خادما للجميع. يسوع المسيح هو الذي أسس الحكم الصحيح في هذه الكلمة، الملوك والمسلطون، والحكام هم خدام لشعبهم، والشعب له الحق بأن يكون سيدا وان نخدمه خدمة جلى".
وخلال تدشين وإنارة قبة كنيسة رعية مار ميخائيل في بلدة رمحالا الجديدة المقدمة في حزب القوات اللبنانية - منسقية عاليه - مركز رمحالا، لفت الى ان "منذ حوالى عشرة أشهر وضعنا وإياكم الحجر الأساس لقبة كنيسة مار ميخائيل الجديدة، ونحن اليوم بفرح كبير ندشن هذه القبة ونضيء الصليب المرتفع عليها، علامة عن إيمانكم ومحبتكم للرب يسوع المسيح، فنقدم لكم تهانينا القلبية وأنا شخصيا كنت أود أن أقيم القداس معكم في عيد شفيعكم مار ميخائيل، لكني كنت موفدا من أبينا البطريرك في مسؤولية خارج البلاد، واليوم نحتفل ولو بعد أيام بارتفاع الصليب المقدس وبخاصة صليب رمحالا الحبيبة، نشكر الله على هذه النعمة، ونقول هذا الشعب محب لربه متوكل عليه، مستعد لأن يجاهر بإيمانه أمام الملأ وهذا الإيمان هو من أجل الناس جميعا لأننا نؤمن باله واحد رب جميع الناس، خالقهم جميعا من جبلة واحدة، وهو الذي دعاهم الى الوجود ليكرموه ويعظموه ثم يفرحوا به ويلتقوه من الأرض الى السماء، ونؤمن برب واحد هو يسوع المسيح الذي نزل باسم ابيه السماوي وحمل صليبه وقدم حياته كفارة عن خطايا الأرض".
واشار الى ان "في هذه المناسبة أشكر من صميم القلب حزب القوات اللبنانية الذي أراد أن يقدم هذه القبة وهذا الصليب في بلدته رمحالا في بلدتنا جميعا رمحالا، نقول لهم ليبارككم الله ولتكونوا في هذا الوطن العزيز علامة محبة للبنان لا حدود لها، كلنا دفعنا غاليا من أجل لبنان وأنتم دفعتم غاليا من أجل لبنان، لذلك نحب لبنان أكثر ونحافظ عليه أكثر وعلى جميع أبنائه من كل الطوائف والملل لأننا أبناء بلد واحد وجماعة توطنت في وطن واحد، ونتمنى من صميم القلب ان نكون في المستقبل جماعة واحدة بوطن واحد ومصير واحد يجمع الكل، صليب المسيح هو صليب المصالحة ومار بولس قال عن نفسه وعن المسيحيين اننا سلمنا خدمة المصالحة، تصوروا هذا الكلام نحن أن نكون أدوات مصالحة في كل لبنان ولملمة جميع اللبنانيين نحو هدف واحد، كلنا رابحون في لبنان ورابحون بلبنان ولم يخسر منا احد في لبنان، لبنان وطن كريم له قيمة عظيمة وطن الحرية والكرامة، وحرية الدين والرأي، وطن الإنسان قال فيه البابا القديس يوحنا بولس الثاني انه أكبر من وطن إنه رسالة. أنتم تحملون رسالة لبنان، رسالة لبنان وحدة هذا الوطن والعيش المشترك فيه، انتم تكونون بذلك مثلا ومثالا لكل الشرق الأوسط، الذي يسعى لطريقة عيش جديدة، ونقول لهم في سوريا والأردن والعراق والخليج وليبيا واليمن وكل هذه الدول، لا مستقبل لكم إلا بالعيش المشترك وبالأخوة والإنسانية الحرة لكل انسان، يجب أن تقبلوا بعضكم بعضا وان تتصالحوا، هذا هو ما ننادي به مع أهل رمحالا اليوم، ترفعون صليبكم لا للتبجح ولا للانتصار على أحد، الصليب ينصر الإنسانية على الجهل والبغض والقتل والكراهية ويعطي الإنسانية فسحة جديدة من الرجاء والحب والأمل، انتصار المسيح انتصار لكل الناس دون أحد، ولذلك يقول الرب لي خراف ليست من هذه الحظيرة وينبغي أن نذهب اليها ونعيدها الي، المسيح هو مسيح كل العالم".
بدروه، ذكر الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان "بتاريخ 8 تشرين الاول 2016 تم وضع الحجر الاساس لمشروع بناء قبة الكنيسة الجديدة المقدمة من حزب القوات اللبنانية - منسقية عاليه - مركز رمحالا برعاية سيدنا المطران مطر وحضوره وحضوري. اليوم من جديد أتواجد مع سيدنا ومعكم، ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية لتدشين وإنارة قبة الكنيسة الذي كان مشروعا منذ بضعة أشهر وأصبح واقعا اليوم. انه شرف لي ان أشارككم المناسبات العديدة والمباركة والمتنوعة التي ينظمها مركز رمحالا في حزب القوات اللبنانية. فمبروك هذا الإنجاز الكبير الذي يضاف الى المشاريع الكثيرة التي قدمها او ساهم في تنفيذها مركز رمحالا الذي يرأسه الرفيق فادي سعد، والى المشاريع المتعددة التي تعمل على تنفيذها في القضاء، منسقية عاليه في القوات اللبنانية بقيادة بيار نصار. باسم رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع أنوه بالجهد الذي تقومون به انتم، مسؤولين وأفرادا في قوات رمحالا وعاليه، وأدعوكم الى الاستمرار في العمل لخير كل أبناء بلداتكم وقراكم دون تمييز، وعلى أمل ان يكون الصليب المرفوع على قبة الكنيسة منارة مضوية في سماء رمحالا يجتمع حوله أبناء البلدة للصلاة ولدق الجرس الجديد، ترانيم محبة وسلام بين ابناء المنطقة".
وتابع: "لا مواقف سياسية هذا المساء نظرا للجو الروحاني الذي نحن فيه، ولكن لا بد لي من ان أغتنم هذه المناسبة المباركة لكي أتوجه الى الصليب المقدس الذي صادف عيد رفعه منذ يومين، طالبا شفاعته وتدخله لكي تعود الالفة والمحبة والوئام بين ابناء مجتمعنا الذي يعاني منذ فترة من مرض الشرذمة والخلافات والتهجمات، تتآكله نزاعات داخلية تنخر جسمه وقد تؤدي لا سمح الله الى هلاكه وزواله. نعرف جميعا انه عندما يلوح في الأفق خطر خارجي آت على مجتمع ما، او جماعة ما، يتكتل أبناؤه بين بعضهم البعض وتتوحد الجهود لإبعاده، بينما عندما تكون السوسة من الداخل والناس منقسمين، فهنا يكمن الخطر الكبير والنتيجة الكارثية".
واكد ان "من الطبيعي والضروري ان تتواجد تباينات في الرأي او منافسة شرعية بين أفراد العائلة الواحدة او بين أفرقاء سياسيين في ظروف عادية وخاصة عشية انتخابات نيابية مصيرية، وهذا وجه أساسي من وجوه الديموقراطية، ولكن ان يزداد الجو المشحون السائد منذ فترة بين ابناء المجتمع الواحد وخصوصا في هذه المرحلة المقلقة والاستثنائية التي يمر بها الوطن وهي خطيرة على المصير والكيان، فهذا غير مسموح لا بل هو الخطيئة التي لا تغتفر".
واكد ان القوات اللبنانية مستمرة في نهجها المعروف الداعي الى التهدئة والحوار والتفاهم مع الجميع بهدف الاتفاق على الأمور الاستراتيجية والسيادية والكيانية التي تعني شعبنا ووطننا. فيا ايها الصليب المقدس افعل فعلتك واعمل على توعية جماعتك في لبنان، أنر عقولهم وصفي قلوبهم، لكي يواجهوا متحدين التحديات والمخاطر الكبيرة التي تحدق بلبنان ولكي يستمروا في العيش بكرامة في قراهم وبلداتهم ومدنهم، في أرض آبائهم وأجدادهم".