شارك رئيس الجمهورية ميشال عون، في الجلسة الافتتاحية لاعمال الجمعيةالعامة للامم المتحدة المنعقدة في نيويورك بدورتها الثانية والسبعين، كمافي مأدبة الفطور التي اقامهاالامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس على شرف الوفود المشاركة. وكانت مناسبة التقى فيها الرئيس عون الرئيس البرازيلي ميشال تامر وعدد من رؤساءالدول.
ثم واصل رئيس الجمهورية على هامش اعمال الجمعية لقاءاته مع عدد من الرؤساء الدول وتتداول معهم في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية الوزير السابق الياس بو صعب، رئيس بعثة لبنان الدائمة في الامم المتحدة السفير نواف سلام، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس عون الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مبنى الامم المتحدة في حضور الوفدين الرسميين، وجرى التداول بعدد من المواضيع التي تتصل بالقضية الفلسطينية حيث جدد عباس للرئيس عون موقف القيادة الفلسطينية مؤكداً التعاون مع الحكومة اللبنانية بكل ما يعود بالخير على الشعبين اللبناني والفلسطيني اضافة الى المحافظة على امن المخيمات وعدم السماح باستعمالها للاساءة الى الاستقرار اللبناني من جهة، والى سلامة سكانها من جهة اخرى.
واطلع عباس الرئيس عون على مستجدات القضية الفلسطينية والاتصالات الجارية لتحريك عملية السلام في المنطقة. وهنأ الرئيس عون، على الانجاز الذي حققه لبنان بانتصاره على الارهاب ونجاحه في القضاء على التنظيمات الارهابية التي كانت تحتل جروده الشرقية.
ثم التقى الرئيس عون الملك الاردني عبد الله الثاني، في حضور الوفدين المرافقين، وكان عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في كافة المجالات، وتم البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك. واستذكر الجانبان ما تم البحث به خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية الى الاردن كما خلال لقائهما على هامش القمة العربية التي انعقدت في دورتها الاخيرة في البحر الميت.
وكانت جولة افق في الشأن الاقليمي والاوضاع في المنطقة، لاسيما على صعيد مواجهة الارهاب، فهنأ الملك عبد الله الرئيس عون على الانتصار الذي حققه لبنان في هذا المجال وتمكنه من تحرير جروده من التنظيمات الارهابية مؤكداً وقوف الاردن الى جانب لبنان ودعم كافة مؤسساته خصوصاً الامنية و العسكرية منها.
ثم التقى الرئيس عون رئيس جمهورية النمسا الكسندر فان دير بيلين في حضور الوفدين المرافقين، وكان عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في كافة المجالات. وتطرق الجانبان الى الاوضاع في المنطقة، وشكر الرئيس عون الرئيس النمساوي على مشاركة بلاده في قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" مقدراً تضحياتها في هذا المجال. وقد أثار رئيس الجمهورية الوضع في الجنوب والخروقات الاسرائيلية الدائمة للاجواء اللبنانية من جهة، واستخدام هذه الاجواء من قبل الطيران الاسرائيلي لقصف الاراضي السورية، كما لجوء العدو الاسرائيلي الى زرع اجهزة تجسس في الاراضي اللبنانية، مؤكداً ان هذه الاعمال هي انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وللقوانين الدولية.
وتم التطرق خلال اللقاء الى الاحداث في المنطقة ومكافحة الارهاب وسبل التعاون للتصدي له، ووضع الرئيس عون الرئيس النمساوي في الانجاز الذي حققه لبنان وتمكنه من دحر الارهابيين من جرود سلسلته الشرقية إضافة الى نجاحه في مكافحة هذا الارهاب عبر اعتماد الامن الاستباقي.
وتم البحث في الوضع الفلسطيني وتأثيره على لبنان لجهة اهمية استقرار المخيمات الفلسطينية الموجودة على اراضيه، إضافة الى ملف النزوح السوري، وكيفية مساعدة لبنان في هذا المجال خصوصاً انه البلد الاكثر تأثراً بتداعيات هذا النزوح نتيجة الاعباء التي يتحملها لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
وطرح الرئيس عون امام الرئيس النمساوي موضوع سعي لبنان امام المحافل الدولية لجعله مركزاً دولياً لحوار الحضارات والاديان خصوصاً أن تركيبته الفريدة وتعدديته تجعله الاكثر تأهلاً لهذا المركز. فرحب الرئيس النمساوي بهذه الفكرة واكد دعم بلاده لها، واشاد من جهة اخرى بالتعاون القائم بين الجيش اللبناني واليونيفيل.كما اعرب عن سعادته لتلبيته الدعوة التي كان وجهها اليه الرئيس عون للقيام بزيارة لبنان في 6 و7 و8 كانون الاول المقبل.
ثم التقى الرئيس عون في مبنى الامم المتحدة الامينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية ميكاييلا جان في حضور الوفدين المرافقين، وجرى عرض للعلاقات بين لبنان والمنظمة. ووضعت السيدة جان الرئيس عون في صورة عدد من المشاريع التي تنوي المنظمة تنفيذها بالتعاون مع لبنان، ورحبت بالدعم الذي تلقيه الفرنكوفونية من لبنان واللبنانيين بشكل عام وأبدت ترحيبها ودعمها للمركز الذي يطمح اليه لبنان لجعله مركزاً لحوار الحضارات والاديان. كما تم البحث في أن يكون لبنان مركزاً اقليمياً للفرنكوفونية في المنطقة، علماً انه اعتمد منذ فترة طويلة مقر لوكالة الجامعة الفرنكوفونية. وشكر رئيس الجمهورية الامينة العامة على الدعم الذي تقدمه المنظمة للبنان واعرب عن امله في زيادته وتفعيل التعاون بين الجانبين في المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية لمصلحة لبنان والمنظمة بشكل عام.