اشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى ان "أكبر ما لله بالإنسان ان يتعلّم، لأنه بذلك يخرج من ذل الفقر والجهل - وكلاهما ذلّ قاتل- إلى عزّ الوعي والقدرة والنفوذ الأخلاقي والاجتماعي والمعرفي، بل حين أسّس الله لرسالات أنبيائه قال (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ)، بخلفية أن مركز قوة الرسالة السماوية هو العلم، والقيمة الوظيفية لتطوير الإنسان تكمن بالعلم، وهو الذي دفع النبي للقول :"طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، وقال: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، لأن أكبر ما في الإنسان قدرته على الفهم والوعي والابتكار لخدمة عظمته، في وجوده وغايته"، مضيفا:"ضمن هذا المفهوم، يكون رأس مال الدولة مواطنيها المتعلّمين، والأدمغة التي يمكن استثمارها في بناء مستقبل البلد، وليس بتقاسم الفساد والهدر، وترك المزاريب على غاربها، لأن دعامة البلد تكمن بميثاق حقوقي ونظام سياسي مُقنّن، ونحن في هذا البلد نعاني من فقد هذين الشرطين، ما حوّلنا شبه دولة وشعب يعاني وسط مرافق عامة شبه مشلولة، وعلى مبدأ "الشاطر بشطارته"، وهذا أسوأ ما وصلنا إليه في هذا البلد.
وفي كلمة له خلال تمثيله رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في رعاية حفل تخريج الدفعة التاسعة عشرة للسنة الدراسية 2016-2017 في قصر المؤاتمرات في الوردانية، راى قبلان انه "لا بدّ من التذكير بشعار الامام السيد موسى الصدر حول الانسان والدولة والعلم، وهو أن أكبر ثروة الوطن تكمن في إنسانه، وأكبر ثروة الانسان تكمن في علمه ووعيه وإمكانات تطويره، فإذا خسر لبنان فرصة تعليم أجياله، وفرصة عملهم، خسر دوره كبلد وكمشروع دولة وانسان".
واشار الى انه "يجب أن نلتفت بحذر إلى حقيقة وضع المنطقة، لأنّ الشرق الأوسط يعيش لحظة اضطراب وسط حرائق متنقلة، من خلال سياسة دولية تستثمر بذئاب الإرهاب وثقافة التكفير، ما يفترض الالتفاف حول مركز القوة الرئيسية لهذا البلد والمتمثّلة في الجيش والمقاومة، لمنع انتقال حرائق الفتنة إلى لبنان"..