لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب باسم الشاب، ممثّلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، خلال رعايته لإفتتاح جمعية "أفروديت"، المؤتمر الدولي الأول في الشرق الأوسط عن خطر الرصاص الطائش بعنوان "الرصاص الطائش نحو قوانين أكثر حزماً"، إلى أنّ "هذه المسألة لها أكبر من وجه والرصاص الطائش أثار قضية مهمّة جدّاً وهي قضية السلاح الخفيف".
وأشار إلى أنّ "لطالما كان الإعتقاد في لبنان أنّ السلاح الخفيف ليس هو السلاح المهمّ وأنّ المشكلة في السلاح المتوسط والثقيل. والواقع أنّ السلاح الخفيف في لبنان مشكلة، ومن أحد أثارها الرصاص الطائش الّذي سبّبه السلاح المتفلت، والّذي هو بين أيدي اللبنانيين"، مركّزاً على أنّ "الواقع أنّ هناك نقداً لتراخيص السلاح، ولكن معظم السلاح الّذي يستخدم في الرصاص الطائش هو سلاح غير مرخّص. لذلك، أساس المشكلة ليس من يطلق الرصاص إنّما السؤال: لماذا السلاح في الأساس؟، وهذه مشكلة أخذت بعداً إضافيّاً بمشكلة إسمها الإرهاب الّذي حتّم علينا في لبنان أن نكون أكثر دقّة في مراقبة السلاح الخفيف"، متسائلاً "ماذا لو كان أحد الأسلحة الّتي استُخدمت في عمليات إرهابية في أوروبا مصدره لبنان؟ هذا السلاح كان ليس سلاحاً طائشاً، هناك سلاح يؤدّي إلى إرهاب والإرهاب هو في الواقع، سلاح طائش".
ونوّه الشاب إلى "أنّنا من الناحية القانونية مرتبطون ببروتوكول الأمم المتحدة للأسلحة الّذي يراقب هذا الامر. ولكن أثير موضوع القانون الصادر عام 1959، وهو يحتاج إلى تحديث في كلّ بنوده"، موضحاً أنّ "تعريف المرسوم يحتاج إلى تحديث، لذلك هناك حاجة قانونيّة ضرورية لمعالجة السلاح الخفيف"، مبيّناً أنّ "المشكلة الثانية والأكبر، وهي المشكلة الثقافية، فالقانون ليس كافياً وحده لكي يكبح جماح الرصاص الطائش، وهذا الرصاص يمكننا أن نقارنه بالتدخين"، لافتاً إلى أنّ "التدخين لم يتوقّف في الغرب إلّا عندما أصبح اجتماعيّاً غير مقبول. كلّ الناس كانوا يعلمون أنّ التدخين ضار بالصحة، ولكن لم يتوقّفوا عن التدخين إلّا عندما أصبح اجتماعيّاً غير مقبول".
وأكّد أنّ "مطلوباً حركة على جميع المستويات تظهر أنّ هذا الوضع غير مقبول. ونحن نرى إطلاق الرصاص اما في جنازة أو فرح، لذلك المعالجة تكون على كل المستويات: الدولة، البلديات، القرى والاحياء. نحن نحتاج إلى حركة ثقافية مستمرّة وشاملة لتغيير ذهنية المواطن"، كاشفاً أنّ "الحريري مهتمّ بهذا الموضوع، وقريباً سنرى إطلاق ورش عمل على كلّ الأصعدة الّتي تبدأ ببيع المسدسات في المحال، فضلاً عن ألعاب الأطفال الّتي هي عبارة عن رشاشات ومسدسات وينتهي بتحديث القوانين. ومّما لا شكّ فيه أنّ دولة قويّة وتنفيذ القانون هو عنصر أساسي، ولكن لا يجب تجاهل الأمور الاخرى، وهي الامور الثقافيّة".