قبل أيام كشف مدير مركز شمعون فيزيطال، الصهيوني الراف أبراهام كوبر، لموقع صحيفة «معاريف»، أنّ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أبلغه نيته الشروع في التطبيع العلني مع «إسرائيل»، ورغم انتشار هذا الخبر على نطاق واسع، لم يصدر عن مملكة البحرين أيّ نفي رسمي بهذا الخصوص!
لقد سبق لوزارة الخارجية البحرينية أن أصدرت نفياً لتقارير إعلامية نشرتها صحف بريطانية في العام 2009، عن سماح سلطات المنامة للطائرات «الإسرائيلية» باستخدام مجالها الجوي، وكذلك السماح للسياح اليهود بدخول أراضيها.
لكن، مفاعيل النفي في حينه ساوت صفراً، حيث أعلن وزير خارجية البحرين خالد أحمد آل خليفة، أنّ بلاده ملتزمة قراراً اتخذته بإنهاء مقاطعة المنتجات «الإسرائيلية»، التزاماً باتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية. وقبل أقلّ من شهرين أعلن الوزير البحريني إدانة صريحة للعملية التي نفّذها شبان فلسطينيون ضدّ قوات الاحتلال الصهيوني التي تحاصر المسجد الأقصى.
وليس خافياً أنّ هناك شريطاً حافلاً باللقاءات التطبيعية التي حصلت بين مسؤولين صهاينة وبحرينيين، منذ أن استقبلت المنامة في العام 1994 يوسي ساريد، وكان وزيراً للبيئة في حكومة الاحتلال على رأس وفد كبير، إلى اجتماع ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة في دافوس مع شمعون بيريز عام 2000، إلى دعوة وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة التي أطلقها في العام 2008 لتأسيس تجمع شرق أوسطي يضمّ إضافة إلى الدول العربية «إسرائيل».
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في العام 2009، فإنّ شمعون بيريز وكان رئيساً لكيان الاحتلال ووزيرة الخارجية في ذلك الحين تسيبي ليفني التقيا بشكل سري في نيويورك ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وبعد ذلك شارك وزير الخارجية البحريني في حفل عشاءٍ بمقرّ حركة «حباد» اليهودية، والتقى بأعضاء بارزين في منظمة «آيباك» و«اللجنة اليهودية الأميركية» ومنظمة «بني بريت» ومندوب عن «اللجنة الأميركية اليهودية لمكافحة التشهير». وصرّح قائلاً: «على الجميع أن يدركوا أنّ «إسرائيل» لها وجود تاريخي في منطقة الشرق الأوسط. وحينما يدرك الآخرون تلك الحقائق، سيكون من السهل التوصل إلى السلام بين دول المنطقة و«إسرائيل»».
وتجدر الإشارة هنا، الى مئات البرقيات والرسائل المتبادلة بين مسؤولين صهانية وبحرينيين كشفت عنها وثائق «ويكيلكس»، إضافة الى العديد من اللقاءات بين الطرفين.
وعليه، فإنّ أيّ نفي لمواقف ملك البحرين ليس كافياً في ظلّ هذا المسلسل التطبيعي السري والعلني الذي يشارك النظام البحريني في «بطولته».
وعليه، يظهر جلياً أنّ مملكة البحرين على جهوزية عالية للتطبيع العلني، غير أنّ العدو الصهيوني يريد فاتحة التطبيع الرسمي العلني مع السعودية أولاً، وليس مع البحرين، وهذا ما أشار إليه السفير الأميركي السابق دينس روس.
هنا يتضح أنّ المهرولين على مسارات التطبيع العربي مع العدو كثر، لكنهم موضوعون على لائحة الانتظار «الإسرائيلية» حتى تقرّر السعودية السير في التطبيع علناً.