لم يمر خبر وفاة المرافق السابق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج موسى وهبي مرور الكرام على صيادي السياسة، فهناك من استثمر هذه الفرصة لأجندات سياسية، والاصطياد من مياه معاناة المرض المزمن الذي لم يقوَ وهبي الانتصار عليه، فطالعتنا صحيفة خليجيّة بمعلوماتها التي اكدتها عبر "مصدرها المطلع" بأن "وهبي قُتِل في عملية تصفية داخلية، لأنه كان يمتلك معلومات مهمة في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري"، واصفة إياه بـ"رجل الأسرار الأول" في حزب الله".
وقالت الصحيفة في معرض سرد معلوماتها إن "تصفية وهبي جاءت مماثلة لاغتيال القيادي في حزب الله مصطفى بدرالدين، الذي كان مطلوباً للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، قبل أن تعلن في تموز الماضي وقف ملاحقته بعد تأكدها من وفاته"، متسائلة "على من سيأتي الدور بعد وهبي"؟، ومضيفة أن "هناك انطباعاً داخل أوساط الحزب بأن كل من كان له علاقة باغتيال الحريري يتحسس عنقه، فإن لم تطله المحكمة الدولية فستطاله بالتأكيد التصفيات الداخلية للتخلص من كل الدلائل والقرائن".
أثارت معلومات هذه الصحيفة موجة استياء عارمة لدى أقرباء وهبي وفي بيئة "حزب الله"، الأمر الذي دفع بـ"النشرة" الى التحري والاستقصاء عن الحقيقة، إلا أن ما كشفته معلوماتنا تدحض وبشكل قاطع ما "سُرد"، إذ تشير المعلومات الخاصة بـ"النشرة" الى ان "الحاج موسى وهبي دخل الى حزب الله وهو في سن الـ13 سنة، لم يكن في يوم من الايام شخصية أمنية أو خفيّة، كان في البداية مرافقاً للامين العام لحزب الله الاسبق صبحي الطفيلي، ثم مرافقاً للامين العام عباس الموسوي، وبعد الموسوي عمل مرافقاً للسيد نصرالله لمدة 3 سنوات فقط وقبل ان يلمع إسم الاخير على اللائحة الامنية الحساسة".
"قبل 15 سنة من وفاته بدأ وهبي رحلة المعاناة مع مرض السكري، وفي آخر 3 سنوات تدهورت صحّته بشكل سريع، نتيجة عدم القدرة على ضبط المرض ما انعكس سلبا على وظائف الكبد والكلى، إضافة الى بتر قدمه اليمنى" تؤكد معلومات "النشرة"، وتابعت "كان في الفترة الاخيرة يتنقل بين المستشفيات للعلاج كما كان يفكر عبر بعض الوسطاء المقربين من النظام السوري بالدخول الى سوريا للعلاج، إلا أنه في الشهر الأخير لازم العناية الفائقة في مستشفى الرسول الاعظم حيث اشتد عليه المرض وتوفي".
وتوضح المعلومات أن "وهبي كان مرافقاً متواضعاً يقضي مهامه ودوامه ويعود الى حياته الطبيعية ويختلط بالناس، ليس لديه هواية الحياة الامنيّة، تجده في الصيد، في السوق، في أي مكان، لم يكن أساساً السيد نصرالله في عهد مرافقته له بخانة الخطر، لأنه تولى مرافقته الشخصية ثم نقل عمله الى مرافقة شخصيات اخرى، وتبوأ عدة مهام بفترة زمنية كلها كانت قبل حرب تموز 2006، وفي آخر سنواته ابتعد عن المسؤوليات الكبيرة في الحزب ولم يعد يمارس أي مسؤولية منذ 5 او 6 سنوات نتيجة تدهور حالته الصحية"، مشددة على ان "كل ما تم تداوله في الاعلام غير ذلك عار من الصحة ولا يمتّ لوهبي بصلة".