يتنقل زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط اليوم في حقل كهرومغناطيسي بعدما انتهى الرعاة الدوليون من وضع اعمدة خطوط التوتر العالي تمهيدا لربط الشبكة في الشرق الاوسط بعدما ضربتها صواعق الارهاب.
آثر رئيس اللقاء الديمقراطي عدم الاجهار بموقفه الحقيقي تجاه مسار الاحداث في سوريا والتي بدأت تظهر خارطة جديدة منقحة لا يستطيع العودة الى الوراء فهو «كسر الجرة» وحولها الى مواد خام مع النظام السوري «اتهم وسامح» «هاجم وهادن» ولكنه اليوم لا يستطيع الوقوف ثابتاً في مكانه.
«تغريدات البيك» الشبه يومية تطوف فوق الاراضي اللبنانية وتتخطى حدودها لتعود الى ارض الواقع الذي لم تعد اجواؤه تشكل مرتعا لها بعدما خرج من سرب رفاق الـ2005 وبات كل طير يفتش عن سرب يحتمي فيه بعدما تساقطت «الفيتوات» على بقاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ورغم ان الرئيس سعد الحريري الذي زار موسكو مؤخراً واثار زوبعة من المواقف المؤيدة والمنتقدة والبعض منها وصف سياسته بـ«الانبطاحية» رغم انه لم يتحدث عن هذه المسألة بشكل صريح ولكن ما تم تناقله عن اصراره على ان يكون الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفردا في سوتشي لبحث تفصيل مسألة اعادة الاعمار في سوريا بالذات اثار بعض الخشية لاسيما وان الاوساط المقربة منه لم ترد على الكلام الذي استهدفه والذي جاء فيه تحديدا «ان اعادة الاعمار في سوريا تمر عبر طريق المصنع ليس عبر سوتشي رغم انه من حق الدولة اللبنانية والشعب اللبناني اللذين تحملا ما لم يتحمله احد جراء الاحداث السورية لديه الحق بالاستفادة من هذا الاعمار اذا ما حصل ولكن من خلال المؤسسات الرسمية والشركات اللبنانية وعبر الموانىء والمطارات على ان لا يحصل في اطار «تركيب» صفقات شخصية.
ليس سراً ان «اعادة التعليقة» المشتركة بين الحريري و«ابو تيمور» يعتريها بعض الشوائب وفق مصادر درزية مقربة من جنبلاط، فالرجلان ليسا «نسخة طبق الاصل» بل هناك تباين والمرحلة المقبلة ستظهر نمطية جديدة من التعاطي.
اما فيما يتعلق بالعلاقة مع النظام في سوريا فان «البيك» وتضيف المصادر، يؤكد على كلام رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون قبل انتخابه لناحية استقلال لبنان وسيادته فما في سوريا في سوريا وما في لبنان في لبنان فهما دولتان مستقلتان تخضع العلاقات بينهما للقانون الدولي دون الاخذ بعين الاعتبار المصالح الحزبية او الفئوية لارساء هذه العلاقة فلا تعود سوريا الى العهد الذي كانت تحاكم فيه فلان او ترضى على آخر.
وبالنسبة لموضوع تفاصيل العلاقات والمصالح الاقصادية والتجارية بين البلدين تقول المصادر انها غير مستهدفة لان هذه المصالح يجب اخذها بعين الاعتبار على ان لا تعود الى النمط الذي كان سائدا في السابق من حيث العلاقات بـ«المفرق» وخضوعها لمصالح الطرف السياسي او ذاك يعيد لبنان مرة اخرى الى ما حصل من العام 1975 الى العام 2005.
فالدولتان يجب ان تربطهما علاقة رسمية بحسب المصادر لا يتدخل اي منهما في الشان الداخلي للاخر وما يروج له البعض بان النظام في سوريا انتصر وعليكم انتظار اجتياح منه للقوى التي عارضته في لبنان امر مرفوض جملة وتفصيلا.
فلا يظنن احد انه يمكن له ان يعيد سياق العلاقات اللبنانية السورية الى ما كانت عليه قبل الـ2005 تؤكد المصادر وهي مسألة جوهرية لاسيما في اطار هيمنة الاجهزة السورية وتدخلها في الحياة اللبنانية الامنية وغيرها فان اخطأ اي لبناني تحاكمه الدولة اللبنانية وقوانينها ولا يحاكم لدى النظام السوري لمعارضته له، وهذا الامر يجب ان يطوى الى غير رجعة فلا يعود يشعر اللبناني بعقدة ذنب ان كان لا يؤيد النظام في سوريا لان تأييده هو لدى سوريا والاراء السياسية اللبنانية هي مسألة لبنانية لا تخضع للحاسوب السوري كما حصل في الماضي حين كانت تحاسب القوى السياسية على مواقفها لانها مسألة لبنانية داخلية فلا يستقوي احد من الداخل اللبناني في بعض التطورات التي حصلت في سوريا .