نمر الجمل، اسم جديد ينضمّ إلى كواكب الشهداء، بعد أن نفّذ عملية بطولية ضدّ قوات الاحتلال اليهودي قرب إحدى المستوطنات في القدس، مُردياً ثلاثة جنود صهاينة.
العملية البطولية هذه، في الزمان والمكان، تؤشر إلى أنّ أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة، يمتلكون الإرادة والشجاعة للقيام بكلّ عمل فيه إقدام وتضحية، ضدّ احتلال صهيوني عنصري استيطاني يمارس كلّ أشكال القهر والإرهاب ضدّ الفلسطينيين من خلال عمليات القتل اليومي، ومن خلال مشاريع الاستيطان والتهويد.
من حيث التوقيت تؤكد عملية القدس، أنّ كلّ اتجاه لتحقيق وحدة القوى الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام والتشرذم، يعزّز هذه الإرادة الفلسطينية المقاومة، فيصبح كلّ فلسطيني مشروع شهيد. ولذلك فإنّ هذه العملية لا بدّ أنها ستشكل عامل دفع للقوى الفلسطينية كافة، فتضع نهاية لخلافاتها وانقساماتها، وتتوحّد على أساس برنامج نضالي، ثابتُه خيارُ المقاومة، سبيلاً وحيداً لتحرير فلسطين كلّ فلسطين.
كما أنّ العملية تشكل رسالة لكلّ من سار ويسير في ركب التطبيع، لا سيما تلك الدول العربية، التي أعلنت مؤخراً بأنها تتجه إلى إقامة علاقات تطبيع علنية مع العدو الصهيوني. وفحوى هذه الرسالة إلى عرب التطبيع والتخاذل، أن توقّفوا عن التآمر على فلسطين وأهلها، وإعطاء العدو الصهيوني صكّ براءة من دماء الفلسطينيين.
ومن حيث المكان، فإنّ العملية تؤكد، بأنّ شعبنا في فلسطين عازم على المقاومة وبذل الدماء والتضحيات من أجل القدس عاصمة فلسطين. ولإسقاط مخطط العدو الرامي إلى تهويدها وتغيير معالمها وطمس هويتها.
عملية القدس أمس، لن تكون الأخيرة، لكنّها بالتأكيد تساهم في إعادة توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، وهو اتجاه مقاومة الاحتلال. وهذه المقاومة إلى تصاعد، بوهج الانتصارات التي تحققها سورية وقوى المقاومة على الإرهاب ورعاته. فالإرهاب هو خط الدفاع الأخير عن العدو الصهيوني، وهو يترنّح ويتقهقر وينهزم… وفي هزيمته هزيمة للعدو.