بخطوة اعتُبرت "تاريخية" اصدر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمراً بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة في السعودية، قرارٌ لاقى ترحيبا واسعا على المستوى الداخلي للسعودية وخارجها. فرحب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بقرار الملك سلمان معتبرا انه "خطوة ايجابية"، اما الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، فأكد انها "خطوة مهمة في الاتجاه السليم".
"السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة" قرار غزا الاعلام الاجنبي والعربي ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث برز موالون ومعارضون له، واولى المعلقات كانت الناشطة الحقوقية السعودية لجين الهذلول التي اعتقلت لمدة 73 يوماً في العام 2014 بسبب تحدّيها قرار الحظر المفروض على قيادة السيارة في البلاد قائلة: "الحمد الله". كما غردت الناشطة السعودية صاحبة حملة "سأقود سيارتي بنفسي" منال الشريف، التي سجنت ايضا بسبب تحدّيها لقرار الحظر، ان "السعودية لن تكون كما كانت في السابق".
من جهته، اكد اولكايد ان "على السعوديات شكر أميركا وخصوصا ترامب على تمكينهن من القيادة"، اما الاء الشمري، فأشارت الى انه "بالرغم اني قرأت الخبر الا اني اشك بمصداقيته"، وشدّد مظلوم على ان "بهذا القرار، وضعت السعودية قدمها في القرن العشرين، هنيئا للشعب السعودي".
اما الاعلامي احمد ياسين، فهنأ المرأة السعودية على بدء تحرّرها من قيودٍ جاهليةٍ فرضها بعض تجار الدّين، واعتبر احمد العرابي ان قيادة المرأة لن تزيد المجتمع إلا نضجا ومسؤولية".
وبمقابل "الترحيبات"، نشر بعض الناشطين صورا للشروط التي أعلنها مجلس الشورى السعودي، والتي يمكن بمقتضاها إستخراج النساء لرخص القيادة، وهي ألّا يقل عمر السائقة عن 30 عاما، موافقة ولي أمر السائقة على قيادتها للسيارة، أن تكون محتشمة في لبسها، تحدد أوقات السماح بالقيادة من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثامنة ليلاً أيام السبت إلى الأربعاء, وفي يومي الخميس والجمعة من الساعة الثانية عشر بعد الظهر إلى الساعة الثامنة مساء. وانتقدت امينة هذه الشروط قائلة "معليش بس شروطكم تعجيزية".
بمقابل الفرحة التي انتابت عددا كبيرا من النساء السعوديات بعد صدور الأمر الملكي، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم "الشعب يرفض قيادةالمرأة"، فاكدت موهرا "اننا السعوديات لا تهمنا القيادة ومن طالبن فيها كلهن فئة قليلة، نحن نريد وظائف وردع الظلم".
واوضح حسن الزهراني انه "لو وضع استفتاء، هل الشعب مؤيد أم لا، لرأيت 80٪ لا يريدون قيادة المرأة والسبب كثرة المفاسد"، واكدت عابرة أنّ "رغم اني من فئة النساء الا انني ضد هذا القرار. نحنُ بنات مجتمع محافظ ولسنا سلعة رخيصة يتطاولها الصغار"، فيما اعتبر الكاشد "ان الوقت غير مناسب، البنية التحتية سيئة، ازدحام كبير، عدم التقيّد بالانظمة المرورية ومعدل حوادث مخيف جدا".
قبل هذا القرار كانت السعودية، البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. وبعده، بدأت بالسير على السكّة، الا ان بعض السعوديين اكدوا ان النساء لا زلنَ خاضعات لقيود متشددة في مجالات أخرى كحرية العمل أو السفر، فتحتاج المرأة إلى موافقة الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن. فهل بهذه الخطوة بدأت السعودية باعطاء المرأة حقوقها الطبيعية؟.