الاحتفال الحاشد الذي أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي بذكرى عملية «الويمبي» البطولية أمس لم يكن احتفالاً عادياً، بل شكّل حدثاً استثنائياً، بالحشد المنظّم، أشبالاً وزهرات، نسوراً وفصائل دفاع مدني، والذي ملأ شارع الحمراء الرئيسي في العاصمة، حيث المكان الذي أطلق فيه الشهيد خالد علوان رصاصاته ليبزغ معها فجر بيروت، وبما انطوت عليه الكلمات، لا سيما كلمة الحزب القومي من مضامين سياسية ترتكز على المبادئ والثوابت.
لقد تميّز الاحتفال بذكرى عملية الويمبي هذا العام، بأنه حمل رسائل تؤكد أنّ ما حققته قوى المقاومة ومحورها من انتصارات على الإرهاب في جرود لبنان الشرقية وفي سورية والعراق، وإفشال مشاريع المستثمرين في الإرهاب، إنما يكرّس معادلة جديدة شبيهة بمعادلة انتصار تموز 2006، لكنه يرتب مشهدية تختلف عن سابقتها، لأنّ هذه الانتصارات كلفت أثماناً باهظة ودماء وتضحيات.
في احتفاله الحاشد، حرص الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن يضيء على المقاومة القومية منذ نشأتها، وأن يحاكي أحزاباً وقوى قاومت الاحتلال اليهودي بضرورة الاستمرار معاً على هذا الطريق، وأن يؤكد بأنّ سورية هي قلعة المقاومة وتخوض الحرب ضدّ الإرهاب، من أجل فلسطين والأمة، لأنّ الإرهاب الذي نقاتله هو صنيعة العدو اليهودي.
من خلال حشده المنظّم والحضور الواسع كاشف الحزب القومي الذين يقفون على الضفة الأخرى، بأنّ المقاومة التي حرّرت بيروت وسائر المناطق اللبنانية من الاحتلال اليهودي الغاشم، باتت ثقافة الأجيال الجديدة التي تربّت على العزّ والكرامة. كما أراد التأكيد على المضيّ في مسيرة المقاومة، في كلّ ساح وميدان، شاء من شاء وأبى من أبى. وهو في إشارته إلى قوميين اجتماعيين أبطال انطلقوا من لبنان وارتقوا شهداء على أرض فلسطين والشام، حسين البنا، وأدونيس نصر ومحمد عوّاد وغيرهم الكثير، يؤكد قومية المعركة ووحدتها ضدّ الاحتلال والإرهاب، خصوصاً أنه يشارك من خلال تشكيلات نسور الزوبعة في معارك دحر الإرهاب، وهذه التشكيلات تخوض معاركها جنباً الى جنب مع الجيش السوري والقوى الحليفة.
وعليه فإنّ الاحتفال بذكرى عملية الويمبي هذا العام، يليق بفرادة الإنجاز الذي حققه البطل خالد علوان، ويؤسّس لمناسبات جديدة، حتى تصل الرسالة كاملة.