أكد مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبده أبو كسم في كلمة له خلال المجلس العاشورائي في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ان "ثورة الحسين هي ثورة الأحرار في كل زمان ومكان، وفي الزمن المعاصر، لا بد لنا من استذكار الثورة التي قادها سليل الحسين الإمام السيد موسى الصدر، ثورة المحرومين التي ولو كان يقودها في الواقع إمام شيعي، إِنما كان إماماً لكل اللبنانيين المستضعفين الغارقين والتائهين على دروب الطائفية التي أشعلت نيران الحرب آنذاك بين اللبنانيين".
وراى ابو كسم ان "ما شهدناه ونشهده من تغيرات في محيطنا العربي سيبّدل بشكلٍ أو بآخر وجه هذه الدول، ونأمل، أن يساهم ذلك في تعزيز الديمقراطية، وتأمين حقوق الإنسان، ونشر العدالة الإجتماعية بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، دون النظر بين الفوارق في الدين والمذهب والطبقة الإجتماعية. فالتاريخ أيها الأصدقاء يعيد نفسه، فلا الظلم يدوم ولا الديكتاتوريات تصمد أَمام إرادة الشعوب، التي تنادي بحقوقها. ورفع الظلم عنها، لهذا فمن واجب هذه الشعوب أن تسعى إِلى المصالحة الوطنية وإِلى الإصلاحات الإجتماعية والسياسية كسبيل لإحقاق السلم المدني والعدالة ونبذ العنف كوسيلة للتغيير.أما اليوم، فلو كان الإمام الحسين في عصرنا، وفي مجتمعنا لقاد أكبر ثورة على الفساد والفاسدين والمفسدين، على تجار الزعامة، والطبقات السياسية، الذين يقهرون الناس، ويذلّونهم في لقمة عيشهم، ويتناوبون على إقتسام المغانم في الصفقات المشبوهة ويظنون أنهم بأفعالهم هذه يطوّعونهم، نقول لهم لا وألف لا، فقد أقروا سلسلة الرتب والرواتب، فأعطوا بيدً وأخذوا بيدٍ أخرى أكثر مما أعطوا، من ضرائب طالت الفقير قبل الغني والعاطلين عن العمل قبل الموظفين، والمعدومين قبل الميسورين، أجل أقلقوا الناس وبلبلوا المجتمع، وضربوا المؤسسات الخاصّة، وزادوا من عجز الدولة والدين العام".