احيا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الليلة التاسعة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس بحضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين غصت بهم قاعات وباحات المجلس ليفترشوا الطرق المجاورة للمجلس، وعرّف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم .
وألقى الشاعر والاديب ميشال جحا كلمة من وحي المناسبة استهلها بالقول: ان هذه المناسبة مقدسة من التاريخ الى التاريخ، ويحدثنا التاريخ عن رسول قيصر الروم المسيحي الذي دخل على بلاط (يزيد) حينما كان ينكت ثغر الحسين الطاهر بالقضيب، فما كان منه الا ان انتفض مستعظما فعلته اي فعلة يزيد قائلا: ان عندنا في بعض الجزائر، حافرا لحمار عيسى المسيح. ونحن نحج اليه في كل عام من الاقطار ونهدي اليه النذور فأشهد انكم على باطل، ثم قام وقبل رأس الحسين. فاستشاط يزيد غضبا وامر بقتله. واشير الان الى رواية ابن الجوزي الذي وصف وصول قافلة الشهداء الى الشام حيث حلّت في باحة قرب دير للنصارى، وكان من عادة الحرّاس ان يخرجوا رؤوس القتلى في مكان استراحتهم من صناديقها ويشكونها برؤوس الرماح. وكان في الدير راهب مسيحي فاستيقظ مندهشا وهو يسأل: لمن هذه الرؤوس؟! واذ برأس يخرجونه امام ناظريه فشع منه النور فعرف انه لابن بنت رسول الله، وبينما كانوا يضعونها في الباحة تجرأ.. وسألهم: " لماذا تضعونها في العراء؟ تفضلوا وضعوها داخل الدير، فلم يقبلوا الا بعد ان قايضهم بعشرة آلاف درهم، فقبلوا وبيتوها لديه، فقام طوال الليل يبكي وهو يصلي عليها ويطيبها. سئلت كيف تنظر للامام الحسين فما تأملت الا ورايت في قسمات وجهه اشعاعا نورانية من سيدنا المسيح.
وانشد الشاعر جحا القصيدة التالية:
صلوا على بكر الشهادة للعلى لا حول يا ابناء فاطمة ..ولا
من بعد فادي الكون في انسانه شرف الشهادة قد انيط بكربلا
يا ابن الكرام ووجه خير فتوة آثرت ما نبل المواقف اشعلا
فاذا الطهارة من دمائك كوكبت امما بها الاسلام امجادا علا
في شرع اي ديانة عبر الورى ابن المكارم والتقى ان يقتلا
يتناوبون الطعن وهو مضمخ بدمائه بتجلّد متجملا
كم مثلوا فيه وقبلته السما يدعو الى رب العباد توسلا
ايغيب ظمانا من ارتوت الدنى من خلقه؟ ولكم عدوا انهلا
من كان للايتام عونا ملجأ ولكل من مرّ الحياة تحملا
من جدّه ايمان آمنة استقى والله ارسله ليهدي الجهّلا
من امه الزهراء نجل المرتضى اكرم به البار الامام الامثلا
من وارث للانبياء ووارث ابن الاله مسيحنا ما اجملا
فدم الحسين على الزمان ملاحم بالطهر خطت فاستنار بها الملا
او ليس من قتلوا الحسين فظاظة كجناة قانا؟ اسمعوا الدنيا بلى
فالنار للشيطان ما يده جنت ويظل اسم الله فوق مبجلا
يا روح رب العالمين الا اغمري روح " الحسين" وكليلها بالصلا
وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.