اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني جر الأكراد الى الحلم الذي يراودهم بالاستقلال معتقدين انه بات في متناول اليد، ولم يدركوا أن المسافة بين الحلم والواقع قد تكون طويلة جدا إذا لم تتوفر عناصر تحقيق الحلم، وإذا كانت الخيارات خاطئة وكذلك الوسائل"، معتبرة أن "حلم الانفصال والاستقلال قد يتحول إلى كابوس مرعب عندما يتم الخلط بين الطموح الشخصي والقدرات المتوفرة، وعندما يتم زج الشعوب في معارك غير محسوبة النتائج".
ولفتت الصحيفة الى أن "البرزاني قرر تحدي الجميع من حوله، وهو يعرف أن ذلك سوف يكون مكلفاً وغير قادر على تحمل تبعاته، كما أن الشعب الكردي لا يستطيع المضي قدماً دون أن يدفع الثمن غالياً"، متسائلة "ألم يكن البرزاني يعرف أن المضي في قرار الاستفتاء حتى نهايته سوف يستدعي رد فعل غاضباً من الدولة العراقية والجوار، وأن الإجراءات التي قد تتخذها هذه الدول يمكن أن تقطع كل شرايين الحياة عن الإقليم الكردي؟ ألم يكن يعرف أن من زينوا له الطريق سوف يتركونه معلقاً على الشجرة، ولن يستطيعوا شيئاً لإنقاذه ؟ لعل البرزاني سقط في نفس الفخ الذي سقط فيه صدام حسين عندما اعتقد أنه حصل على "ضوء أخضر" أميركي بارتكاب جريمة غزو الكويت العام 1990 ولم يجد من ينقذه من شر فعلته".
وشددت على أن "بغداد ودول الجوار اتخذت إجراءات بمحاصرة إقليم كردستان براً وجواً، وقطع خطوط النفط منه وإليه، والدول الأخرى ومن بينها الولايات المتحدة أعلنت أنها لا تعترف بنتائج استفتاء، وبذلك تكون خطوة البرزاني فقاعة صابون، لأنه قرر وضع الجميع أمام أمر واقع مرفوض، بل إنه مضى في التحدي رافضاً محاورة الحكومة المركزية قبل الاستفتاء، وها هي الحكومة العراقية تقول إن لا مفاوضات على أساس نتائج الاستفتاء"، لافتة الى أنه "قرر المضي في الاستفتاء وحيداً بما يتناقض مع الدستورالعراقي، ومع قرار المحكمة العليا الاتحادية والبرلمان الاتحادي، ومعارضة كل مكونات الشعب العراقي، وأراد أن يجر الجميع إلى ملعبه، وقطع كل صلة للأكراد بالعراق، ورسم خريطة جديدة له تناسب حلمه، دون الأخذ بالاعتبار حقوق الآخرين، مستغلاً الظروف الصعبة التي يعيشها العراق في معركة تحريره من الإرهاب لعله يحقق ما يريد"، ومشيرة الى أن "البرزاني لن يستطيع الصمود، ولن يستطيع الأكراد العيش في زنزانة أو سجن، ولن يستطيع من كان يراهن عليهم تقديم الدعم له أو إنقاذه"، مضيفة: "ما عليه إلا النزول طوعاً عن الشجرة بعد أن يقتنع بأن الاستفتاء ليس أوانه، وأن أسهل الطرق هو الحوار مع بغداد على أساس الحقوق والواجبات والشراكة والمواطنة ومقتضيات الدستور الفيدرالي، والتخلي عن أطماع الضم والإلحاق لمناطق ذات حساسية دينية وقومية.. والتخلي أولاً وأخيراً عن الرهانات الخاسرة".