ضجّت جدران مواقع التواصل الاجتماعي بشريط مصّور يظهر الشاب "جورج طانيوس" وهو يعلن تشيعه في حسينية سيد الشهداء في بيروت ملقّناً إياه الشهادة الشيخ عبد الحسن الأسدي أمام حشد كبير من الناس، إلا أنّ ما كشفه بعض الناشطين عن هوية "طانيوس" الحقيقية بيّن عكس كل ما ظهر في الفيديو، فتبيّن أن "طانيوس" يدعى محمد سباط وهو مسلم شيعي من بلدة العين قضاء بعلبك، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً بين أزقة الشبكة العنكبوتية.
"النشرة" تواصلت مع الشاب محمد سباط للاستيضاح منه شخصياً حول حقيقة ما حصل، فتبرّأ من كل ما ظهر في الفيديو ومكذّباً الكلام الذي ترافق معه عن تشيعه، فشدد على أنني "شيعي في الأصل ولم أقل أنني مسيحي كما تناقل الناشطون"، مشيراً الى أن "ما ظهر في الفيديو فيلم مفبرك، فأنا كنت في الحسينية مشاركاً في المجلس كما كل الحضور، ولم أطلب التشيّع كما ورد، بل تم تصوير الفيديو أثناء إلقاء كل الحضور للشهادتين مع الشيخ عبد الحسن الأسدي الا أن مخرج هذا الفيلم المفبرك قرر التركيز عليّ لصناعة هذه الرواية بعد أن شاهد وشم الصليب على يدي".
ولمعرفة الحقيقة كاملة ومن كافة زواياها، كان لا بد من الاتصال بالشيخ الأسدي، الذي أكد لـ"النشرة" أن "جلّ ما في الامر انه جاءني هذا الشاب برفقة شباب ممن يحضرون مجلسنا العاشورائي منذ سنوات، وانا اعرف أحدهم فعرّف عن صديقه على انه من أب مسيحي وأم مسلمة ويريد ان يعلن اسلامه على المذهب الشيعي، ونحن لا نعلم خلفيات الناس ولا تهمنا وإنما نعمل حسب الظاهر وهو احترام الناس وما يريدون، فقدمت له مقدمة طويلة وتحدثت معه كثيرا على انفراد بعد انتهاء المجلس عن احترامنا للاديان واننا لا نفرق بينها وكلها تؤدي الى الله مع الاختلاف في العناوين، وهذا حق مشروع للجميع ليؤمن بما يريد".
وإذ لم يكن الشيخ الأسدي يعلم بعد أن الشاب سباط تبرّأ من هذه الرواية الظاهرة في الفيديو المنتشر على مواقع التواصل نافياً تشيعه ومعلناً أنه مسلم شيعي الأصل وليس مسيحياً، فأعلمناه بذلك، حيث شدد على أن "سباط يتحمل مسؤولية كذبه والفيلم المفبرك الذي قام به ولست أنا"، موضحاً أنني "أحترم الجميع ولا أرد احدا ولو كنت رددته لكنت أؤاخذ امام الله لانني لا أعلم الغيب وما ينويه الآخرون".
"لنفتح أذرعنا لشبابنا كي يختاروا ما يريدون من عقيدة وحتى لو اختار احدهم ان يصبح مسيحيا فهو حر ولا يمكن شراء قلوب الناس فهي ملكهم لا تباع ولا تشترى" دعا الشيخ الأسدي. ولفت الى وجوب "فتح صدوركم لبعضكم البعض والتفكير بعقولكم قبل اهوائكم وسترون ان هذا حق مشروع للجميع".
وأكد الشيخ الأسدي أن "القضية لا علاقة لها بالحسينية فهذا تصرف شخصي مني لم استشر اي احد من القائمين على المكان، واعتبر هذه الحالات فخر لنا، أن يقصدنا شباب كهذا سواء كان صادقا فأهلاً به او كاذبا فأهلاً به أيضاً، فهو يكذب ليزيد من ثوابنا في كلام الناس عنا".
الجدير بالذكر أن العديد من المواقع الاخبارية أذاعت لديها نبأ تشيّع "جورج طانيوس" الذي هو محمد سباط حقيقةً، عائدة بمعطياتها الى فحوى الفيديو الذي نشره رواد الفايسبوك، فإلى متى ستظل بعض هذه المواقع تعتمد على الصور المنشورة عبثاً على مواقع التواصل لاعتمادها كمصادر اخبارية موثوقة لتبني عليها أخبارها، التي يفترض أن تكون محل ثقة لدى قرائها؟!