اشارت صحيفة "الغد الاردني" ان تطورات الأحداث المتسارعة مؤخرا في البادية السورية، تشي بأن فصائل المعارضة بدأت بشكل عملي بالتنفيذ العسكري لرسالة غرفة الدعم الدولية "الموك" الخاصة بطلبها من فصيلي أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية اللذين يتبعان لها لوجستيا من خلال الانسحاب من مواقعهما إلى مكان آمن. وتأتي هذه الخطوة العسكرية من جانب هذين الفصيلين، بعد انتهائهما من إخلاء مخيم الحدلات، والذي تقطنه عوائلهم الى مخيم الركبان لحمايتها من أي أعمال انتقامية، قبل الانسحاب من محيط المخيم، كما طلبت الرسالة.
اضافت الصحيفة الاردنية "بيد أن المكان الذي انسحبت له بعض من قوات هذين الفصيلين حتى الآن يؤكد حدوث تفاهمات جديدة بين مختلف الأطراف في البادية، غيرت بعض ملامح رسالة "الموك" التي وجهتها لهذين الفصيلين الفاعلين في البادية، بعد شهر من صياغتها. ولعل أبرز الملامح التي تغيرت في رسالة "الموك" هي اختصار رحلة الانسحاب، فبدلا من الانسحاب إلى الأردن بكامل عتادهم، ومن ثم الخروج الى منطقة عازلة في سورية يحميها التحالف كما تطلب رسالة الموك، بدأت قوات من هذين الفصيلين بالانسحاب إلى هذه المنطقة، التي تصطلح "المعارضة" على تسميتها منطقة الـ"55"، نظرا لمساحتها التي تبلغ 55 كلم مربع وتتواجد في منطقة التنف في مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، والتي تحميها قوات التحالف. كما أن الانسحاب الاختياري الذي تحدثت عنه رسالة "الموك" قبل وصول الجيش السوري وحلفائه إلى مواقع هذين الفصيلين، والذي قد يبدو عارا على هذين الفصيلين أمام قواعدهم الشعبية، بحسب معارضين، اصبح يجري تغليفه بمعارك عسكرية دون مقاومة من قبل المعارضة تتناسب مع قوة الهجوم. وهو ما حدث صباح أول من أمس على المخافر الحدودية شرق السويداء، عندما هاجمت قوات كبيرة تابعة للنظام السوري حراس مخافر حدودية مع المملكة من جيش أسود الشرقية، والذين تركوا يواجهون مصيرهم، دون أي تغطية مدفعية وصاروخية من قبل قواتهم في الخطوط الخلفية، كما هي العادة، بحسب ما كشف قياديون في هذه الفصائل لـ"الغد"، وهو ما أجبر ممن لم يقتل من هؤلاء الحراس على الانسحاب.
ولفتت الى ان هذا الحدث بالإضافة إلى إعلان 6 فصائل من فصائل المعارضة في الشرق السوري بمن فيهم فصيل أسود الشرقية قبل أيام، عن تشكيل قيادة موحدة لهذه الفصائل من أجل مقاتلة تنظيم "داعش" الإرهابي في دير الزور، يؤكد بان هناك تغييرا جوهريا جرى على العقيدة القتالية لفصائل البادية، يمنع قتال الجيش السوري، ويبقي فقط على مقاتلة "داعش"، وهو ما طلبته الغرفة سابقا من هذه الفصائل في اكثر من مرة. وتعتبر منطقة الـ55 في التنف منطقة عسكرية محظورة على قوات الاسد بتوافق بين قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية وبين روسيا، وكانت من ضمن الخيارات اللاحقة لغرفة الموك لتمركز فصيلي قوات الشهيد أحمد العبدو وجيش اسود الشرقية فيها.
المسؤول الاعلامي لقوات احمد العبدو المعارض سعيد سيف يؤكد ما كشفته مصادر في المعارضة لـ"الغد" بأن قوات من فصيلي العبدو والأسود بدأت بالانسحاب التدريجي الى منطقة التنف، بيد انه اكد "ليس انسحابا كاملا حتى الآن". واضاف أن قوات من هذين الفصيلين ما تزال تتواجد حاليا في منطقة رجم بكر وتبعد حوالي" 7 كلم" عن المخافر الحدودية التي انسحبت منها أسود الشرقية. واقر سيف بانسحاب قوات من فصيل جيش اسود الشرقية من مخافر حدودية مع الأردن الى منطقة الـ55 العازلة في التنف.
وكانت "غرفة الموك" وجهت رسالة إلى جيش "أسود الشرقية" وقوات أحمد العبدو، طالبتهما بوقف قتال نظام الأسد في البادية السورية والدخول إلى الأردن وامهلتهما 48 ساعة، مؤكدة بأن الدخول إلى الأردن هو لفترة مؤقتة، بينما يتم مناقشة وقف إطلاق النار على الحدود، وخلق منطقة عازلة تستطيع بها الفصائل العودة إلى سورية، وتأمين حماية هذه المنطقة.