ألف باء الكرامة الوطنية، في بلد مثل لبنان، قاوم الاحتلال وحرّر أرضه وانتصر، أن يشعر كلّ لبناني بأنّ عملية الويمبي قبل 35 عاماً هي فعل كرامة، وأن ينظر كلّ لبناني إلى احتفال الحزب السوري القومي الاجتماعي بهذه الذكرى في شارع الحمرا بالشكل الذي حصل فيه، على أنه تحية لفعل الكرامة.
لكن، ما هو مؤسف، أنّ البعض في لبنان لا يزال يشعر بالاستفزاز من أيّ مشهدية تحيي فعل المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني، وأنّ هذا البعض لا يتورّع من تحريك «جحافله» المتعدّدة المواهب والاختصاصات، كذباً وتضليلاً وتحريضاً، بهدف التعمية على كلّ فعل مقاوم.
وعليه، ليس صحيحاً أنّ كلّ هذا التحريض على الحزب القومي سببه شعور البعض بالاستفزاز، بل الصحيح أنّ لدى البعض عقد نقص كثيرة، خصوصاً تجاه حزب وحدوي غير طائفي، أطلق المقاومة ضدّ الاحتلال، وقدّم الشهداء والتضحيات دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة.
نحن نردّد دائماً قول سعاده «لا يشعر بالعار مَن لا يعرف العار ولا يعرف العار مَن لا يعرف الشرف ويا لذلّ قومٍ لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار». وهذا قول ينطبق على كلّ مَن «رافع» وصرّح وكتب ونشر وحرّض ضدّ الاحتفال الذي أقيم تخليداً لذكرى عملية الويمبي وبطلها الشهيد خالد علوان.
نحن أصحاب فعل مقاوم، وهذا الفعل يكفله دستور البلد، وهو محلّ فخر واعتزاز للبنانيين كلهم، أما العمالة فوصمة عار، ويعاقب عليها القانون، وشتان بين فعل مقاومة الاحتلال، وفعل التعامل مع الاحتلال.
نحن نؤمن بوحدة الشعب، ونحارب الطائفية والمذهبية، أما الآخرون المحرِّضون، فهم مشدودون إلى غرائزهم الطائفية والمذهبية، وانعزالياتهم المفلسة، وتآمرهم على وحدة لبنان، وسجلاتهم السوداء على ما اقترفوا من جرائم موصوفة.
لهؤلاء نقول: كفى تحريضاً وتهويلاً، لكم ميليشياتكم الريفية، وجعجعاتكم الفارغة، ولنا حق الاعتزاز بوقفات العزّ وتكريم شهدائنا، وتأكيد الاستمرار على نهج المقاومة متمسكين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كي نحمي لبنان من خطر الاحتلال والإرهاب.