ركز أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته ليلة التاسع من عاشوراء على وجوب المحافظة على الإستقرار. هل لديه معلومات عن مخطط يحاك لاحتكاك أمني شعبي في الشارع اللبناني؟.
أم أن معلومات السيد نصرالله تشير إلى مشروع التقسيم الفتنوي للشرق الأوسط ؛الذي تحدث عنه بوضوح؛ عادت خيوطه لتلعب على نار الفتنة الداخلية اللبنانية كجزء من اجندة بديلة لفشل المشروع التقسيمي التكفيري؟.
ليس من عادة السيد نصرالله أن يتحدث عن الشأن الداخلي اللبناني وفقا لاستنتاجات او تحاليل. لا شك أن في الأمر إشارات تدلّ أن هنالك من يسعى لتخريب الأمن الوطني لمآرب لا تخدم إلا العدو. أوّلها محاولة إقحام حزب الله باشتباك داخلي. أزمة إن حصلت؛ تخدم التصويب على شرعية سلاح حزب الله. هي الصدفة ربما أو هو مخطط مقصود. لم يمض يومان على حديث نصرالله حتى وقعت حوادث عديدة مشبوهة أبرزها التالي :
-إشتباكات مسلحة في صيدا على خلفية خلافات على المولدات الكهربائية، تطورت الى سقوط قتلى وجرحى وتخريب وإقفال طرقات.
-إشتباكات في المدينة الرياضية على خلفية مباراة كرة قدم يتطور إلى سقوط جرحى .
-إشكال في الجامعة اليسوعية بين طلاب مؤيدين لحزب القوات اللبنانية وآخرين مؤيدين لحزب الله.
-تعنيف وتحقير على شبكات التواصل الإجتماعي بين أطياف من المجتمع .
-سفارات أجنبية تحذر رعاياها من التوجه إلى بعض الأماكن في لبنان.
-خلافات حول التعيينات وإقالات .
صحيح أنها أحداث يتم تطويقها أمنيا ولكنها بوادر تشي بنية ما لزعزعة الإستقرار .تضافر الجهود الأمنية وتعاونها واجب في هذه المرحلة. والانتقال السياسي الى مرحلة الحوار مع الجميع أمر ملح.
هذا ما نبه إليه خطاب نصرالله.
من جهة أخرى، هل هنالك من يريد إقحام الجيش اللبناني بمواجهة داخلية فينتزع منه تاج النصر الذي حققه في جرود سلسلة لبنان الشرقية؟. يبدو ذلك جلياً. معادلة الجيش-الشعب يراد كسرها بعد فشل كسر معادلة الجيش-المقاومة. فمعركة جرود عرسال لم تخف ميادينها التنسيق بين الجيش والمقاومة و الإحتضان الشعبي .إن القضية ليست فقط لبنان. الحرب على ايران تعني الحرب على حزب الله بشتى الطرق. هذا أمر ليس بجديد. حرب إسرائيلية على لبنان إحدى وجوهها... منذ فترة والسيد نصرالله يحذر اسرائيل منها. أما الجديد فمسألتين:
-حزب الله يخاطب اليهود غير الصهاينة .
-حزب الله يخاطب حلفاء من خارج محور المقاومة.
أوّلاً: إن الطلب من اليهود غير الصهاينة مغادرة أراضي فلسطين المحتلة لأنه قد لا يتسنّى لهم الوقت لذلك في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان، ليس كلاما في إطار الحرب النفسية الباردة. لماذا؟. إن السيد نصرالله أكّد لللوبي اليهودي في العالم أن عدوه هي الصهيونية والكيان الاسرائيلي ، و ليس الديانة اليهودية أو الجالية اليهودية. إنه انتصار كبير لحزب الله بوجه تهمة الإرهاب.
ثانيا: قدرات محور المقاومة العسكرية أصبحت أبعد مما كانت عليه قوة حزب الله في العام ٢٠٠٦.
إذا، حرب اسرائيل الجديدة ضد لبنان، لن يرد عليها لبنان وحده. فالقوة، أبعد من أسلحة فتاكة استراتيجية يمتلكها الان حزب الله كما الواقع وكما ذكرت وتذكر الصحف الإسرائيلية. بل ستكون حرب محور يضم دولا وتنظيمات وأحزابا وحشودا شعبية .
ان استعدادات محور المقاومة أصبحت قادرة على تخطي الخطوط الحمراء التي يضعها العدو. باتت تؤكد الذهاب الى ابعد بكثير مما كانت عليه في العام 2006.
بمشهدية أخرى، من قصد بالحلفاء غير المنضمين الى محور المقاومة والذين لا يمكن إلزامهم بذلك؟. روسيا طبعا و بعض البلدان العربية التي ستحارب غير عسكريا.
أما داخليا، فيبدو أن بعض الحلفاء يحاولون الوقوف على حافة تربطهم بكل المحاور. ربما بعض خطاباتهم في الداخل تختلف عما هي في الخارج لما تحمله من تبطين تجاه دور المقاومة في لبنان.
غمز السيد نصرالله صوب أكثر من اتجاه محذرا. لا شكّ ان بعض وسائله استقبلت بعض العائدين حديثا من الرياض وتحذر الذاهبين اليها لتقول: لا تلعبوا بالنار ولا تحرجونا فتخرجونا، لأن الذي دفع غاليا من دم خيرة شبابه دفاعا عن محور كامل لن يقبل المساومات والمماحكات والمؤامرات لإضعافه أو لسرقة نصره.
السيد نصرالله لا يمزح. فكيف اذا كان التحذير هذه المرة مترافقا مع ذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي؟.