تحتفل القوات الفضائية الروسية اليوم بعيدها الذي يصادف إطلاق أول قمر اصطناعي في العالم من قاعدة "بايكونور" الفضائية السوفيتية، في 4 تشرين الأول عام 1957.
ودشن الاتحاد السوفيتي في هذا اليوم عصر غزو الفضاء، حيث بدأ آنذاك السباق الفضائي مع الولايات المتحدة، والذي أسفر فيما بعد عن إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول رائد فضاء في العالم يوري غاغارين، عام 1961، وتحقيق الولايات المتحدة لأول بعثة قمرية مأهولة، عام 1969.
وكان كبير مصممي الصواريخ العسكرية السوفيتية العابرة للقارات سيرغي كاروليوف، أول من بادر إلى إطلاق القمر الاصطناعي المدني باستخدام صاروخ "أر-7" العسكري السوفيتي، المخصص لنقل القنابل النووية إلى مدار حول الأرض، لتهدد العدو المحتمل في أي نقطة من الكرة الأرضية.
واستطاع سيرغي كوروليوف آنذاك إقناع القيادة السياسية السوفيتية بأهمية القمر الاصطناعي المدني السياسية والدعائية، إذ أنه سيستعرض أمام العالم بأسره إنجازات الشعب السوفيتي في مجال التقنيات الحديثة، وتفوقه على الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، المنافس الرئيس في مجال الفضاء والتقنيات الصاروخية.
ونجح كوروليوف ومعه القيادة السوفيتية في ذلك بإطلاق القمر الاصطناعي "سبوتنيك-1". ومنذ ذلك الحين أصبحت كلمة (سبوتنيك) الروسية التي تعني (صاحب)، معروفة في العالم كله ودخلت معاجم لغات كثيرة.
وتألف جسم القمر الاصطناعي "سبوتنيك-1" من نصفي كرة من الألومينيوم، بقطر 58 سنتيمترا. وركب في نصف الكرة العلوي هوائيان بطول 2.4 متر و2.9 متر.
ونصب داخل الجسم الكروي للقمر بطارية من الزنك والفضة، وزنها 50 كيلوغراما، وجهاز لاسلكي لإرسال الإشارات إلى الأرض ومقياس ومستشعرات للحرارة والضغط وأجهزة أخرى. وبلغ الوزن الإجمالي للقمر 83.6 كيلوغرام.
واستغرقت رحلة "سبوتنيك" في المدار الأرضي 92 يوما، حيث قام بـ1440 دورة حول الأرض، وقطع 60 مليون كيلومتر. أما أجهزته اللاسلكية فعملت لمدة أسبوعين بعد إطلاقه. وبعد مرور 92 يوما على تحليقه، فقد ارتفاعه ودخل الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي واحترق.
يذكر أن الاتحاد الفلكي الدولي أطلق، في 8 آب الماضي، اسم "سبوتنيك" على واد في بلوتو، تقديرا لدوره في تطوير هندسة الفضاء العالمية.