لا يستطيع وزير البلاط السعودي ثامر السبهان أن يتحرّر من عقدة النقص، فهو وآخرون في بلاط مملكته، يتملّكهم شعور بالدونية تجاه غيرهم، وهم كلما رأوا في الآخرين كمالاً، ينزّون قيحاً وينفثون أحقاداً. فما هي عقدة النقص التي جعلت السبهان وأسياده ومَن هم على شاكلته، في موقع العداء للمقاومة؟
ليس خافياً أنّ السعودية تحظى بحماية أميركية خاصة، منذ اتفاق «كوينسي» 1945 بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، والذي نصّ على «توفير الولايات المتحدة الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة».
ولأنّ أميركا هي التي تضمن استمرار حكم آل سعود، فإنّ السعوديين من غير العائلة الحاكمة، مضطرون لتقديم كلّ الطاعة والولاء لآل سعود، ولمن يحمي استمرار حكم آل سعود، أيّ الولايات المتحدة الأميركية، التي هي ذاتها تحمي العدو الصهيوني وتدعمه في احتلاله فلسطين وقتل الفلسطينيين وتشريدهم.
وحين يكون السعوديون على دين حكامهم، فمن الطبيعي أن يكون الولاء لأميركا موصولاً للعدو الصهيوني، ومؤشرات هذا الولاء تظهر جلياً من خلال ما بدأ يطفو على السطح من علاقات تطبيع مع العدو ومن تواطؤ مكشوف لتصفية المسألة الفلسطينية. وقد ظهر هذا الولاء واضحاً في حرب تموز 2006، حين وصفت السعودية بلسان ملكها المقاومين بالمغامرين!
في حرب تموز 2006 التي شنّتها «إسرائيل» على لبنان، لم يكن الموقف السعودي ملتبساً، بل كان واضحاً في رهانه على قدرة العدو على تصفية المقاومة. لكن هذا الرهان سقط، وانتصرت المقاومة وانتصر لبنان، وهذا الانتصار المدوّي للبنان، كان كفيلاً بأن تشعر معه السعودية بعقدة النقص، وأن تتحوّل دولة راعية للإرهاب والتطرف ضدّ سورية التي دعمت المقاومة وبفضل دعمها انتصرت المقاومة.
لذلك، فإنّ تغريدات ثامر السبهان، التي تدعو إلى تشكيل حلف دولي صارم ضدّ حزب الله ومَن يعمل معه، هي نتاج موقف سعودي محكوم بولائه لأميركا وحلفائها، ونتاج عقد نقص كثيرة، أصابت السعودية نتيجة فشل مشاريع تصفية المقاومة في لبنان وإسقاط الدولة السورية بواسطة الإرهاب المدعوم منها.
وعليه ليس كافياً أن يوصف السبهان بما وصف به، فالوصف الذي يليق بهذا الصنف من الحاقدين هو أنهم أنصاف رجال.