جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طمأنة اللبنانيين بأن الانتخابات النيابية سوف تحصل في موعدها "وليس لدى أحد القدرة اليوم على إيقاف هذا المسار"، لافتاً الى أن النهوض بالبلاد هو عملية مشتركة بين جميع اللبنانيين وأن التغيير المنشود آت وهو ما سيقرره الشعب في الاستحقاق الانتخابي.
وشدد الرئيس عون على أن البلاد ستشهد مزيداً من التقدم الذي بدأ منذ أشهر لتحقيق الاستقرار الاجتماعي اسوة بالاستقرارين السياسي والامني السائدين في البلاد.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفداً من "لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية" وأكد أن "الجهد الذي بذل لوضع قانون انتخابات جديد "لن يذهب سدى، فاطمئنوا، ان الانتخابات النيابية ستحصل، فهي ارادة شعبية وحكومية، وليس لدى أحد قدرة اليوم على إيقاف هذا المسار. وليس لدينا اي خوف حول هذا الموضوع، فنحن مرتاحون، لأن من يملك القرار فيه، سائر في اتجاه تحقيقه".
وتطرق الرئيس عون الى الانجازات التي تحققت خلال الاشهر العشرة الماضية، وقال إن المواقف التي عبّر عنها في المحافل الدولية وخلال "زيارة الدولة" التي قام بها الى فرنسا مهمة جداً للبنان، ومن شأنها أن تعيد له "سيادته واستقلاليته، وقد بدأنا بالتعبير عنها خلال الزيارات التي قمنا بها الى الدول العربية في بداية العهد، خصوصاً في ما يتعلق بخياراتنا السياسية، بدءاً من السعودية الى مصر والاردن وصولاً الى الجامعة العربية."
وتحدث الرئيس عون عن الحروب التي وقعت في المنطقة، مشيراً الى أن لبنان استطاع ان ينقذ نفسه منذ حرب تموز في العام 2006، حيث ان اسرائيل لم يكن هدفها احتلال لبنان، بل إحداث فتنة داخلية، وقد نبّهنا اللبنانيين من ذلك، ونشكر الله انه كان لديهم الوعي الكافي وتخطينا المرحلة."
وأوضح أن لبنان اليوم امام واقع جديد حيث "تمارس عليه حالياً ضغوط كبيرة، سنواجهها بوحدتنا وتضامننا وارادتنا الوطنية التي حققت لنا في السابق الانتصارات".
واكد الرئيس عون انه علينا جميعا اليوم العمل لتحقيق النهوض، وقال: "إن اوضاع المؤسسات في اتجاه التحسن، من جيش وقوى امن والسلك الدبلوماسي الذي اصبح كاملاً، والسلطة القضائية ايضاَ. ونأمل أن تسير الامور بشكل جيد، خصوصاً ان مختلف مكونات الشعب اللبناني اصبحت ممثلة عبر القانون الانتخابي الجديد". واضاف: "أن الواقع بات جاهزا لاحداث التغيير المطلوب الذي على الشعب اللبناني ان يقوم به. فنحن نحدد الوسائل المطلوبة لانجازه اما تحقيقه فيبقى بيد الشعب ليحرر نفسه من الامور التي تضايقه، وقد قطعنا شوطا مهما حتى الآن ولا زال امامنا الكثير لانجازه."
وقال: "في كل عام، سأقوم بتأدية جردة الحساب امام الشعب عمّا قمنا به، بذلك نجدد التزامنا بخطاب القسم. لكننا نلاحظ أن هناك اتجاها لضرب الثقة بين الحكم والشعب، وبين اللبنانيين في ما بعضهم البعض. اذا ما استمرينا على هذا النمط، كيف سنخلق مجتمعاً متضامنا؟ واذا لم يكن هناك من ثقة بين افراد العائلة، فكيف سيعملون معا كأخوة واخوات ابناء عائلة واحدة ؟ ان الامر خطر بأن يقوم اي كان باتهام اياً كان من دون ان يخضع للمساءلة. اذ ذاك، نفقد الثقة بالمتهَم كما بالمتهِم، ولا يعد بإمكاننا تكوين رأي عام ضد الجريمة، حيث ان كل شيء يصبح نسبيًا."
وجدد الرئيس عون امله في "ان نلمس في السنة المقبلة مدى التقدم الذي سيتم احرازه، كما نلمس اليوم ما تم تحقيقه منذ عام الى اليوم.اننا ننعم باستقرار في الوضعين السياسي والامني، وسنركز على الوضع الاقتصادي، كما بدأنا العمل على تحقيق الاستقرار الاجتماعي".
كما استقبل الرئيس عون رئيس "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف التي دعته لحضور قداس ذكرى مرور سنتين على وفاة الوزير السابق الياس سكاف.
وناقشت سكاف مع الرئيس عون الاوضاع العامة وتطورات الساعة لا سيما الاستحقاق الانتخابي النيابي العام المقبل.
وجزم عون بـ"ان هذه الانتخابات حاصلة في موعدها مهما كانت الصعوبات والعراقيل"، مشيراً إلى أن "عراقيل مشابهة كانت قد وُضعت امام انجاز قانون الانتخاب بصيغته النسبية ومع ذلك فقد حققنا هذا الانجاز واقرينا القانون النسبي وانتصر قرارنا على كل الساعين الى التعطيل , واليوم فاننا امام امتحان جديد سنفوز به ولن نألوا جهداً لتحقيق حق اللبنانين الديمقراطي".
واكد "حرصه على تطبيق كل ما ورد في خطاب القسم من ثوابت ومبادىء يسهر على تنفيذها".
بدورها، شددت سكاف على "ضرورة ابقاء العامل السياسي بمنأى عن التدخلات لاسيما في الجسم القضائي الذي نريده مستقلا طبقا لمبدأ فصل السلطات"، مشيرةً إلى "أنها على ثقة من ان رئيس الجمهورية سيفي بوعده في دفع السلطة التنفيذية بإجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل".